موقع أمريكي: اليمن تحول إلى محور الضغط الأكبر على واشنطن وتل أبيب خلال العامين الماضيين

تناول مركز أميركي متخصص في المعلومات الجيوسياسية وتحليل المخاطر، الوضع الجيوسياسي والأمني للمنطقة على ضوء المستجدات المتمثلة بتوقف الحرب في غزة وانعكاسه على الحروب الموازية في المنطقة وخصوصاً منطقة البحر الأحمر.

 

وأقر مركز RANE Worldview المتخصص في نشر تحليلات أمنية واستراتيجية وسياسية واقتصادية حول العالم، التقرير، بمكانة قوات صنعاء في حسابات الأمن الإقليمي,

 

وأشار الى أن أي مغامرة عسكرية إسرائيلية لن تمرّ دون تداعيات واسعة على الملاحة الدولية وعلى بنية التحالفات التي تشكّلت خلال العامين الماضيين.

 

ويضيف التقرير تهديدات إسرائيلية مباشرة، صادرة عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتحدث عن الاستعداد لعمل عسكري جديد ضد اليمن، قوبلت بردّ قائد حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي برسالة واضحة مفادها أن المواجهة جزء من “الصراع المفتوح مع إسرائيل”، وأن أي اعتداء سيقابل بردّ مباشر.

 

هذه المعادلة، كما يوضح التقرير، تعزز من احتمال عودة هجمات صنعاء على السفن المرتبطة بالكيان وعمليات الاستهداف الباليستي والطائرات المسيّرة، خصوصاً إذا ما استؤنفت عمليات الاحتلال في غزة.

 

ويشير التقرير إلى أن صنعاء، رغم خفض نسبي في العمليات عقب وقف إطلاق النار، لم تعلن رسمياً وقفاً للعمليات، وأن القبائل اليمنية في الشمال تشهد تعبئة واسعة خلال الأسابيع الأخيرة،بما يوحي بأن الاستعدادات قائمة على قاعدة “الاشتباك المؤجل وليس المنتهي”.

 

ويقرّ التقرير بأن اليمن شكّل خلال العامين الماضيين محوراً رئيسياً في الضغط على الولايات المتحدة و”إسرائيل” وبأن عمليات الاستهداف الدقيقة على سفن غربية وإسرائيلية، وضعت البحر الأحمر في قلب الصراع، ودَفعت واشنطن إلى إعادة تشكيل وجودها العسكري دون أن تنجح في وقف تأثير الضربات اليمنية.

 

ويعيد التقرير التذكير بأن واشنطن أنهت عملياتها العسكرية الواسعة ضد صنعاء في مايو الماضي بعد فشل استراتيجية “الردع بالقصف”، فيما استمرت صنعاء في ضرب أهداف مرتبطة بالاحتلال بشكل متقطع.

 

ويستعرض التقدير حالة التشظّي داخل معسكر المرتزقة في اليمن..  فالمرتزقة الموالين للسعودية والإمارات، رغم محاولة اظهار ان هذه القوات تبدو متحدة اسماً، تعيش تنافساً حاداً على النفوذ والأرض. أبوظبي – حسب التقرير – صعّدت من دعمها للفصائل الموالية لها، بينما تحافظ الرياض على سياسة أكثر حذراً، انطلاقاً من خشيتها من انتقال المعركة إلى حدودها الجنوبية مجدداً.

 

ويطرح التقدير سيناريو يعتبره “مرجّحاً جداً”: أن تلجأ “تل أبيب” إلى شن عمليات اغتيال وضربات مركّزة ضد قيادات يمنية بارزة، على غرار العمليات التي طالت رئيس الوزراء ورئيس الأركان في صنعاء خلال الأشهر الماضية.

 

لكنه يقرّ في الوقت نفسه بأن القدرات الاستخبارية الإسرائيلية في اليمن محدودة، وأن الأرض الجبلية الوعرة وغياب أي حاضنة محلية تجعل أي عملية عسكرية طويلة الأمد “مكلفة وغير قابلة للاستمرار”. وفي المقابل، تتوقع الدراسة أن ترد صنعاء بهجمات باليستية وطائرات مسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، إلى جانب إعادة تفعيل الحصار البحري ضد السفن المرتبطة بالاحتلال.

 

ويُبرز التقرير خطورة هذا السيناريو على الملاحة العالمية، مذكّراً بأن شركات كبرى كـ MSC وCMA CGM وMaersk ما تزال تتجنب البحر الأحمر رغم انحسار الهجمات مؤخراً، وأن أي عودة للتصعيد ستدفع خطوط الملاحة للالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح، ما سيضاعف الكلفة الزمنية والمالية للتجارة بين آسيا وأوروبا.

مقالات ذات صلة