ومن أراد الآخرة سعى إلى غزة

صفوة الله الأهدل

​تتعرّض الدول العربية إلى الاستباحة الإسرائيلية دون أن يوقفها أحد، وتتعرض شعوب أمتنا الإسلامية إلى الانتهاكات الإسرائيلية بشتى أنواعها؛ لم يسلم العرض العربي ولا الأرض العربية من بطش الإسرائيلي وفساده، لم يبقَ للعرب حرية ولا لبلدانهم استقلال، باتوا عبيدًا لأمريكا، خدَمًا لإسرائيل، وكأنهم قطيع أغنام في حظيرة ترامب، متى ما جاع نتنياهو ساق له بعضًا منهم ليقدمه إليه كأضحية يذبحها!

​استُبيحت اليمن وأُعلن العدوان عليها من واشنطن بمشاركة أمريكية وإسرائيلية ولم ينطق أحد بكلمة، بعدها استباح الإسرائيلي غزة ولم يتحرك أحد لنصرتها إلى الآن، استباح الإسرائيلي لبنان ولم يقف معها أحد، استباح الإسرائيلي سوريا ولم ينقذها أحد، استباح الإسرائيلي إيران ولم يعنها أحد، واليوم استباح الإسرائيلي قطر ولم يحمها أحد. الإسرائيلي لا يكتفي بكل الذي قد فعله ويفعله بالدول العربية اليوم؛ يريد إقامة دولة إسرائيل الكبرى، لذا إذا لم يتم كبح الإسرائيلي وردعه وزجره ليكف عن استباحاته الآن، فلن نعلم غدًا من هو الهدف القادم لإسرائيل، وعلى من سيحين الدور التالي من الدول العربية.

​معاناة أهالي قطاع غزة فاقت كل المعاناة ولا يقارن بها أي بلد أو شعب؛ فهم يعانون من الحصار والتجويع والقتل والإبادة والظلم والفساد. لذا، من أراد أن يتحقق من صدق إيمانه منكم يا مسلمين فلينظر في واقعه، ما موقفه تجاه ما يحصل في غزة؟ من أراد أن يعرف ما مقدار ولائه وانتمائه لهذا الدين فليبحث في نفسه ماذا قدَّم لأهل غزة؟ بل من أراد الآخرة ونعيمها سعى إلى غزة، فلا نجاة لأحد منا اليوم من ضلال الأعداء ومكرهم وخداعهم إلا بنصرتها والوقوف معها ومساندتها، ولا يتحقق ذلك إلا بالتمسك بأقدس كتاب – القرآن الكريم – بتطبيق آياته والتحرك على وفقها وما جاء فيها من نور وهداية، واتباع أشرف الأنبياء والمرسلين – محمد – بالسير على نهجه وخطاه والاقتداء به بجهاد اليهود والذين أشركوا.

​لا سلام مع الشيطان الأكبر امريكا ولا مع الغدة السرطانية إسرائيل، لا سلام مع الأمم الملحدة ولا مجلس الدمار، لا سلام مع الجامعة العبرية ومجلس التفرق اللاإسلامي، لا سلام مع الغرب الكافر والمشركين، ولا سلام مع أحد من هؤلاء ولا ركون عليهم: {وَلَاتَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَالَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}. أما الله فهو وحده السلام وهو من يهدي إليه: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.

مقالات ذات صلة