معركة الساحل الغربي … للتدويل والإحتلال وتعميد صفقة القرن أم للإنتصار اليماني الحاسم

عمران نت/ 2 يونيو 2018م
 
جميل أنعم العبسي
الكاتب الإنجليزي الشهير “لامبو لان” في مؤلفه المسمى “مملكة اليهود في بلاد الانجلو ساكسون” يقول أن ثلاثة من اليهود شغلوا مركز نائب الملك في الهند وحكموا تلك القارة الواسعة بإسم الأمة البريطانية، وهم “مانتاكو”، “ويليام ماير”، “الكونت ريدنك”، وقد لعب هؤلاء اليهود الدور المعروف في إنشاء الكيان السعودي والكيان الصهيوني، وأوكلوا الأمر للسير “برسي كوكس” أن يبذل كل إمكانيات بريطانيا ونفوذها في المكتب الهندي لدعم إبن سعود، وفي عام 1745م نبت قرن الشيطان في نجد الوهابية التكفيرية السعودية، إمارة الدرعية، أو الدولة السعودية الأولى، والتي كفرت العرب والمسلمين، والمسلم هو من آمن بالسُّنة التي يسير عليها “محمد بن عبدالوهاب”، وانتشر التكفير في كل شبه الجزيرة العربية حتى حضرموت وعُمان والبصرة وضواحي دمشق، فتم تدمير الجيوش العربية واضعاف السلطنة العثمانية، والقضاء بالكامل على جيش مصر محمد علي باشا وزوال دولته، وحسب التعاليم الوهابية فإن الهند دولة “مشركة وكافرة” والتجارة معها حرام، فتم منع السفن التجارية الهندية من الرسو في مواني الخليج والبحر العربي والساحل الغربي للبحر الأحمر، بل وسلبها ونهبها، وأصبحت خطوط الملاحة البحرية العالمية مهددة من التكفير الوهابي الذي أمعن بقتل الشعب العربي المسلم، مما شكَّل مبرراً قوياً لبريطانيا للحضور للمنطقة للسيطرة على خطوط الملاحة البحرية من الهند إلى البحر العربي وعدن وساحل عمان وإمارات الصلح البحري السبع وقطر والبحرين والكويت ومضيق باب المندب والساحل الغربي للبحر الأحمر وشق قناة السويس والعبور إلى البحر المتوسط ثم أوروبا التي تنعم بخيرات وثروات الهنود والعرب، والمبرر هو حماية العرب من “وحشية الوهابيين” بمسمى معاهدات الحماية البريطانية وضمان التجارة بين الشرق الهند والغرب أوروبا، وتم إعلان سياسة “الوئام البريطاني” ويُقصد بها سيادة المصالح التجارية البريطانية في المحيط الهندي حتى الخليج العربي والبحر المتوسط وعدم السماح بدخول دول أخرى إليه، والمحصلة النهائية إحتلال فلسطين وتقسيم الوطن العربي، وصدور قرار التقسيم في عام 1947م لفلسطين دولة يهودية بمساحة 56% ودولة فلسطينية على مساحة 44% والقدس الشرقية عاصمة للعرب.
 
واليوم .. نعم اليوم، تم نقل السفارة الأمريكية للقدس الشرقية والطموح الأصغر بصفقة القرن “القدس يهودية” ولينطح عرب وإسلام التطبيع رؤوسهم على أقرب صخرة، والطموح الأكبر بإعلان يهودية فلسطين على كامل التراب الفلسطيني بعد إزاحة فلسطينيي الضفة إلى الأردن وفلسطينيي غزة إلى سيناء بعد حرب إسرائيلية خاطفة، وكلا الطموحين شرطهما الرئيسي السيطرة على الساحل الغربي لليمن، واعلان خط الملاحة البحري من الخليج العربي وساحل عمان والبحر العربي وعدن والساحل الغربي والشرقي للبحر الاحمر منطقة بحرية عسكرية مغلقة لأمريكا وبريطانيا واسرائيل وموالاتهم من العرب والأفارقة، والقيام بحرب عالمية ثالثة أو حرب اقليمية مصغرة تنتهي إلى يهودية فلسطين بشرعية أممية جديدة.
 
إستعصاء الساحل الغربي ومعضلة العنصر البشري
 
استعصى وتمرَّد الساحل الغربي لليمن على الصهيونية العالمية بعد تطويع الجميع والكل من الخليج العربي وجزر سقطرى وميناء عدن وقاعدة العند وسواحل أبين وشبوة وحضرموت حتى تبوك وجدة وصنافير وتيران حتى ميناء إيلات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعجز تحالف العدوان لبني سعود وشرعية قميص هادي عن إحتلال الساحل الغربي، وبأي شكل وصورة كانت، لإنعدام العنصر البشري الخائن والعميل من أبناء الساحل، فعُقدة نقص العنصر البشري للعدو الداخلي والخارجي هي نقطة الضعف الرئيسية لحلف الصهاينة وموالاتهم، والذي لجأ إلى الخطاب العنصري المناطقي والطائفي لحشد وتحشيد مقاتلين بالعنصرية والارتزاق، فكانت لعبة الجنوب العربي، وتعز تعز، والمجوس والروافض والزيود والشيعة، والنماذج الصارخة بالفشل من نصيبهم، فكانت أمريكا أولاً، واليمين الأوروبي المتطرف والإسلام إرهاب وجيوش إفريقية لإحتلال الساحل الغربي لليمن وتطويق الوطن العربي بالكامل من البحر والجو والانطلاق نحو الداخل لتمرير المشروع الصهيوني المتعثر من الساحل الغربي.
وبدأت رحلة البحث عن العنصر البشري فعلياً منتصف عام 2016م عندما قام رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بزيارة إلى كينيا، ومنها أعلن عن قيام تحالف افريقي لمحاربة الإرهاب في البحر الأحمر ويضم هذا الحلف (إسرائيل – كينيا – أوغندا – جنوب السودان – إثيوبيا – إريتيريا) وجميع هذه الدول غير إسلامية، وأراضيها وجزرها قواعد إسرائيلية، هذا الحلف توقعنا مبكراً أن يكون رأس حربة لاحتلال الساحل الغربي وبمبرر محاربة الارهاب الاسلامي، المبرر الذي كشف عنه ترامب مبكراً بإعلان دول إسلامية إرهابية بينها اليمن والصومال والسودان، ومنذ بضعة أشهر أبرمت الإمارات عقود إستئجار آلاف المرتزقة من أوغندا وتشاد وغيرها وأصبح عدد كبير منهم في الصومال يتحضر للمهمة المعلومة والغير معلنة، الساحل الغربي اليمني المستعصي على الصهاينة.
 
أمريكا تجد ضالتها بالعنصر البشري الخائن
 
الجبال تهزم فتنة الخيانة في صنعاء، والأمريكي يجد مخرجاً للسيناريو ويسوق جحافل فتنة الخيانة سوقاً للساحل الغربي، والأمل ينتعش مجدداً للصهاينة بإيجاد عنصر بشري داخلي خائن يمكنه من السيطرة على ممر الملاحة للساحل الغربي بالكامل لحرمان البارجات والسفن والزوارق المقاوِمة لصفقة القرن من الممر الملاحي والموانئ للساحل الغربي، لتمرير صفقة القرن التي سيوقعها خليفة “محمود عباس” الذي سيتكفل السُّم الصهيوني بنقله للرفيق الأعلى قريباً، ومهمة الساحل الغربي للخونة الجدد الَّذين كانوا ميليشيات المخلوع وحرس عائلي وجنرالات لنهب أراضي وخيرات تهامة، وما دون ذلك في البيوت في زمن العدوان الخارجي، ونستثني الصالحين في جبهات العزة والكرامة، وبعد الفتنة إنتقلوا إلى حضن أمريكا رسمياً فأصبحوا خلال ساعات ودقائق “مقاومة وطنية” وفقط وحصرياً صوت جمهوري من بارجات أمريكا والأمراء للحديدة وصنعاء، والنقمة تحل بإخوان الإصلاح ورفاق الناصري والإشتراكي فالجنرال العجوز “زوجة للسفير السعودي”، والناصري المخلافي يُخلع، والأوراق تُخلط بالأمريكي سياسياً وعسكرياً فهناك خونة جدد وبسعر أدنى ومزايا أفضل وقبول بصفقة القرن وتغيير خارطة اليمن والمنطقة تكفل ميلاد يهودية فلسطين وأمن إسرائيل ولمائة عام قادمة.
 
والدعم والإسناد السياسي والعسكري والإعلامي ينتقل إلى خونة الساحل واليمن والعرب والإسلام، تُسَجَّل إختراقات ميدانية هوليودية متحركة هنا وهناك، والمشهد مرشح لإزاحة “علي محسن الأحمر” وتولي “أحمد علي صالح” الأسير منصب نائب الرئيس الشرعي أو وزير الدفاع أو أدنى بقليل، يضمن تدفق المزيد من حرس طارق وأحمد الأسير للساحل، والمتزامن مع إنجازات غير مسبوقة للقوة الصاروخية والقوة الجوية المسيَّرة تجاه العدو السعودي، والعدو الصهيوني يهدد بأنه لن يسمح بكسر التوازن بين اليمن والسعودية، ويصرح ضمنياً بأنه أغار على اليمن بطائرة الشبح إف-35، وأمريكا قلقة من الصورايخ اليمنية التي تستهدف سفينة القمح التركية التي أعلن قبطانها التعرض لنيران طائرات تحالف العدوان، وتتجاهل ماما أمريكا ذلك وتدعو إلى نزع الصورايخ اليمنية التي تهدد سفن الإغاثة الإنسانية والملاحة الدولية.
 
تدويل ميناء الحديدة وإلتفاف لتدمير الصواريخ الباليستية
 
الأهم من كل ذلك أن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يتحدث عن سيناريوهات إحتلال ميناء الحديدة والصليف وكيفية ردة فعل اليمن الجيش واللجان الشعبية، والدراسة المشبوهة وبشكل غير مباشر وضمنياً تتوقع بل تتمنى بأن تكون ردة الفعل عنيفة وقوية بكثافة إنطلاق الصورايخ إلى العمق السعودي والإماراتي واستهداف السفن في البحر الأحمر مما سيدفع حتماً بحكومة الفنادق وبشخص وزير خارجية الفنادق الجديد “خالد اليماني” بالطلب من مجلس الأمن بتدويل ميناء الحديدة والصليف، فالميليشيات الحوثية الإيرانية تستهدف سفن الإغاثة ودمرت الميناء بالألغام البحرية وتهدد خطوط الملاحة البحرية العالمية، وكذلك نزع سلاح الصورايخ المهددة لعواصم دول العدوان والأمن القومي العربي والصهيوني والأمريكي، وكالعادة وسريعاً أمريكا وبريطانيا وفرنسا تقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن تحت الفصل السابع بتدويل ميناء الحديدة والصليف ونزع الصواريخ الذي لم يتضمنه القرار 2216، وأمريكا والأطلسي والغرب وإسرائيل وتحالف العدوان وبقية عصابة صفقة القرن ينفذون القرار، وأمريكا وحلفائها سيحتلون الحديدة بشرعية دولية، والحاكم العسكري ضابط غير عربي متصهين بل صهيوني بجنسية أمريكية أو غربية، والمقاومة الوطنية لصوت جمهورية طارق في خبر كان، تماماً مثل جمهورية حراك الجنوب العربي لعيدروس الزبيدي، وإقليم الجند لزعيم المقاومة الشعبية حمود المخلافي، وهذا السيناريو قد يكون قبل أو بعد إحاطة “مارتن غريفيث” لمجلس الأمن في 7 يونيو الشهر القادم.
حوالي 10 أيام مساحة زمنية لفلول فتنة سبت ديسمبر لتفعل فعلها بمديريات وقرى وريف محافظة الحديدة، تنتقل من الساحل إلى الشاطئ، إلى البر والمديرية والمزارع والصحاري، تحقق إختراقاً هنا وهناك والإعلام يسقط الحديدة سريعاً…إلخ.. تماماً مثل قائد المقاومة الشعبية “حمود المخلافي” وهو يتنقل من الدبابة إلى المدرعة إلى المصفحة إلى الأباتشي، والقائد حمود يظهر في كل جبهات شوارع وأزقة وحواري تعز القديمة وغيرها، والإعلام الخليجي والأمريكي والصهيوني الناطق بالعربية يواكبة ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة، ونصف مدينة تعز للدواعش وقائد المقاومة الشعبية يهرب بل يتم إخراجه من اليمن بعد انتهاء المهمة إلى فنادق إسطنبول، وكذلك كان مصير قائد المقاومة الجنوبية عيدروس الزبيدي، وطارق عفاش لن يكون بنفس المصير بعد الإستعراض العسكري في محافظة الحديدة لهدف في نفس الأصيل الأمريكي، بردة فعل صاروخية مؤثرة كما ورد في سيناريو معهد واشنطن بالتدويل والإحتلال بالشرعية الدولية وخارطة طريق صهيونية بلسان إنجليزي يدعى “مارتن غريفيث” تدمير الصواريخ الباليستية..إلخ.
 
قائد الثورة وقواعد الإشتباك مع الوكيل لنزع ورقة التدويل
 
حدد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حماه الله ونصره في خطاب 27 مايو 2018م المهام القتالية وقواعد الإشتباك مع الوكيل الجديد “طارق عفاش” وأقرانه بالتعامل مباشرة مع مفاعيل الإختراقات العسكرية لمدرعات العدوان واحدة واحدة بكل الأسلحة المتاحة، وبذلك يتم التعامل مع الوكيل في هذه المرحلة الدقيقة من العدوان، ولنزع ورقة التدويل والإحتلال بالأصيل الشرعي الدولي الأمريكي بالمارينز الخاص والقُبعات الملونة والمرتزقة الأفارقة السُمر المنتظرين الدور لدخول المسرح رسمياً بقرارات دولية سيخلق أسبابها ومبرراتها صوت جمهورية طوارق نهب أراضي تهامة، الفاقدة شعبيتها من تهامة اليمن منذ سنوات عدة، ولن تجد لها صدى في أرياف ومديريات تهامة التي عانت من جمهورية عفاش الفقر والإفقار والنهب والبلطجة والمعاناة والحرمان حتى من مشاريع المياه والكهرباء، وينسحب الأمر على مرتزقة الجنوب الَّذين لم يقدموا نموذجاً جاذباً للحديدة والساحل بالتحرير السعودي والإمارتي للجنوب وعدن، وكذلك خونة تعز، وكل ما قدموه هو إحتلال بعد دمار ومعاناة وانعدام للخدمات والرواتب وحتى الأمن والإستقرار ولإغتصاب الرجال والفتيات والأطفال حديثٌ مُشين.
 
إنتحار الوكيل والأصيل وانتصار حاسم للأنصار
 
معركة الحديدة والصليف هي تكرار لمعارك عدن وتعز ولحج والضالع والعند، قتل اليمني المجاهد باليمني الفاقد للكرامة والعزة والضعيف بالإيمان والحكمة من أجل أهداف صهيونية، لذلك كله وأكثر قلناها ونعيدها من جديد لا حاضنة وحواضن شعبية في الساحل الغربي عامة والحديدة خاصة لمرتزقة مناطقية وعنصرية الجنوب وجمهورية نهب الأراضي والمال العام “طارق عفاش” وحرسه الخاص على مدى 33 سنة لن تتكرر حتماً، ومصير صوت صقور خلايا الأردن والإمارات الجمهوري في الساحل والحديدة سيكون مختلف عما حدث لأقرانهم في الجنوب وتعز، إنهم ينتحرون في الساحل في كل الأحوال والظروف، فالساحل يقول لا مرحباً، والجنوب قال لا أهلاً، وتعز قالت مبكراً ومبكراً جداً لا مكان ولا إقامة للجمهورية العائلية والتوريث، والخارج لن يدوم كثيراً، فأين المفر يا مطاريد الجبال، فالقبائل أهدرت دماء الخونة، والجنوب لا يرحب بكم وكذلك الوسط، وآخر جرائمكم ومجازركم في الساحل الذي منحكم المال والأرض والسلام والخيرات طيلة 33 سنة، لذلك ستكون مقابركم المؤكدة في الساحل الغربي، إلَّا الَّذين تابوا وأصلحوا لحقن دماء الشعب اليمني من التدخل الأمريكي المُباشر والَّذي إن حَدث فبوابات المفاجئات ستفتح مصراعيها للفعل قبل القول على وقع مجازر وحشية ومتوحشة لعدو أصيل جبان متصهين، توحش لن ينال من عزيمة شعب الإيمان بتجديد العهد والميثاق لليمن بالمقبرة للغزاة، كل الغزاة، ومياه البحر الأحمر ستتلون بدماء أصحاب القبعات الملونة وتلفظ ميتة البشرات السُمر الداكنة، ولإغراق السفن وتدمير الطائرات فصلٌ من القول والفعل وكتابة التاريخ الجديد لليمن والمنطقة بحبر الدماء الزكية، بعون ومشيئة الله القوي العزيز القهار الجبار.

مقالات ذات صلة