أَمَّا السفينةُ فكانَتْ لطواغيتَ يعبثون في البحر

بُشرى خالد الصارم

تحت ظل تهديد كان يظُنُّه العدوُّ الأمريكي والإسرائيلي على حَــدٍّ سواء أنه مُجَـرّدُ نوعٍ من الاستقطاب ونوعٌ من استعطاف الرأي العالمي والهروب من الأزمات الداخلية تجاه القضية الفلسطينية، هَـا هو اليوم أصبح واقفًا أمام تهديد حقيقي لمصالحه ولوجوده؛ لما قامت به القوات البحرية اليمنية من استهداف سفينةٍ صهيونيةٍ تسمى: جالكسي ليدِر، وهي سفينة مملوكة لرجل أعمال صهيوني عضو في الموساد، أسمه راني أونغر، وهو مالك إسرائيلي الجنسية، من مواليد ١٩٤٧م يعتبر أكبر مستورد للسيارات في الكيان الصهيوني، ولديه عدد من الشركات العقارية في إسرائيل وفي أُورُوبا، وهو عضو مؤسّس لإدارة المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي.

 

وكما تشهده المنطقة وفي الكيان الإسرائيلي من تناقض وضجيج في التصريحات في بداية ساعات تسريب أمر القبض على السفينة حتى قبل بيان قواتنا المسلحة، أبرز تلك التصريحات “لم تكن السفينة إسرائيلية أَو مملوكة لإسرائيلي”، وفي الجانب الآخر كانت عملية القبض على السفينة هي الحدث الأبرز على مستوى الإعلام العالمي والدولي، والأهم هو إغلاق البحر الأحمر وباب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية، هذا هو القرار الذي صار مُنفَّذًا اليوم عمليًّا، فليست المسألة كما كانوا يتوقعون، فقد كان الإسرائيلي والأمريكي وعملاء العرب والمطبعين يستبعدون هذا القرار اليمني، فقام الجيش بالإثبات أن لديهِ القدرة وَالشجاعة والجرأة على أن يدخل في هذه المعركة، ولديه كُـلّ الحسابات والتقديرات، والخطوات المدروسة، والحكيمة، والشجاعة والمطلوبة في الوقت المناسب، ولن يكون فقط تنفيذ عملية بحرية ضد تلك السفينة باستهدافها عبر الصواريخ، بل تم اقتياد السفينة إلى السواحل اليمنية، وهذا بحد ذاته تفوق فائق وإنجاز قوي جِـدًّا، يعكس مستوى التفوق والتطور الذي وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية.

حيثُ إن هذه العملية هي عملية أولية جاءت بعد أَيَّـام من تصريح السيد عبدالملك -يحفظه الله-، بأن هناك الكثير ما يمكن أن تقوم به القوات المسلحة اليمنية منها إغلاق مضيق باب المندب وفقاً لما قد تكون عليه الأمور الميدانية في غزة وَإذَا استمر الكيان بعدوانه على الشعب الفلسطيني.

 

هذا القرار الذي لم يسبق لأي نظام عربي اتِّخاذه بهذه الجرأة والشجاعة والإقدام، على الرغم من أن اليمن ما زال في حربٍ ضروس وحصارٍ خانق ونهب الثروات منذ ٩ سنوات وما زالت مُستمرّة إلى يومنا هذا، ولكنه نهض من تحت الركام والأنقاض واقفاً عازماً على الوقوف بجانب القضية الفلسطينية، ويد فاعلة قوية صارمة مع محور المقاومة.

 

هذا الموقف العظيم الذي وصل صداه إلى أبعد من المستوى الإقليمي ووصل إلى المستوى العالمي، ولو كان هناك سكان غير سكان كوكب الأرض لتحدثوا عن هذا الموقف العظيم والمشرف.

 

ومن الخطاب التاريخي، خطاب السيد القائد الذي لم يسمع بمثله الكيان الصهيوني منذ ٧٠ عامًا، اليوم تجسد فعلياً وواقعياً على أرض الواقع، وهذا يدل على أن الشعب اليمني بقائده العظيم قد جسد شعار الصرخة قولاً وفعلاً، وكان مستعدًّا لأن ينكَّلَ بالأمريكي والإسرائيلي بضربات موجعة حتى الموت منذ اليوم الأول من انطلاق هذا الشعار على يد الشهيد القائد حسين -رضوان الله عليه-، لذلك هذه العمليات اليوم تثبت مصداقية هذا الشعار وهذا التحَرّك وهذه المسيرة القرآنية.

 

واليوم العالم العربي والإسلامي على ما يجري في غزة أصبح مُوقنًا على أن من يهدّد أمن ومصلحة المنطقة هو الكيان الإسرائيلي والبارجات الأمريكية في البحار العربية للاستيلاء ولِذبح الشعوب؛ ولكي تبقى هذه الأُمَّــة ذليلة وضعيفة، كُـلّ خياراتها وقراراتها وتجاراتها وصناعاتها وثرواتها تحت وطأة وهيمنة الأمريكي والصهيوني، وليس بيد من ينتصر لها أَو لحمايتها.

 

ومن هُنا.. العدوُّ الصهيوني والأمريكي والدول المطبِّعة إذَا أرادت الأمن أن يتحقّق في المنطقة عليهم أن يوقفوا الحرب على الشعب الفلسطيني، ويعملوا على إنهاء كُـلّ مجازر الحرب والإرهاب التي تحصل في الأراضي الفلسطينية.

 

إن عملية استهداف السفينة هي العملية الأهم والأقوى من أية عملية توجّـهت للعدو الإسرائيلي حتى الآن، وبالتالي من الطبيعي أن تتصاعد أجراس الإنذار من داخل الكيان نفسه!

قالها الشعب اليمني مع قائده؛ هيهات منا الذلة، وقالها الموت لإسرائيل، وقالها لن نقبل بأية وصاية وأية أوامر خارجية، واليوم أثبتتها القوات المسلحة اليمنية منها الصاروخية والجوية والبحرية، ويا تاريخ سجل هنا اليمن.

مقالات ذات صلة