حلالٌ علينا حرامٌ عليهم

عبدالوهَّـاب سيف الحدي

 

في الدول العربية والإسلامية ذات الأغلبية الفقيرة وذات المواقع الهامة يسمى أي خروج عن الحكم أَو الحاكم بأنها ثورة وانتفاضة ضد الظلم والطغيان ويدعون إلى الحرية والمساواة وإلى ممارسة الديمقراطية.

 

تكون هذه هي الكلمات التي نسمع عنها عبر قنوات عالمية ومواقع صحفية أجنبية وعربية هامة وكبيرة ولها ثقلها، أما عندما يتعلق الأمر بانتفاضة أَو ثورة أَو أي خروج للمطالبة بالحقوق والحريات في أيٍّ من دول الخليج أَو أمريكا أَو دول أُورُوبا فهذا يعد زعزعه للاستقرار والأمن ويقلق السكينة العامة وتدمير للدولة ومكتسباتها وتآمر وشيء خطر، ويجب مواجهة هذا الخروج بأية حال وبأية وسيلة كانت.

 

فأين الديمقراطية التي يتغنون بها وَيريدون تطبيقها في مجتمعاتنا وبلداننا؟.

 

أين الحريات والحقوق التي ينادون إليها؟ وأين قنواتهم الإعلامية وصحافتهم وصحفيهم وأين قنوات نقل البث الحي والمباشر في ما يحدث الآن بدويلة قطر.

 

هم في اليمن ولبنان وسوريا ومصر والعراق وليبيا وغيرها يدعمون أية عملية تدعو لزعزعة الأمن والاستقرار وتندرج هذه الحركات التخريبية بأنها ثورة.

 

أما في أمريكا ودول أُورُوبا ودول الخليج تسمى أعمال تخريب وعنف.

 

فهل استطاع المواطن العربي من الدول العربية المستهدفة من هذه الأعمال المدفوعة مسبقًا والتي تدار فيها المجريات والأحداث بشكل ممنهج ومتسلسل ومدروس للتدمير والتخريب، يدرك أن جميع الشعارات التي ينادي بها الغرب أنها حلال علينا وَحرام عليهم؛ لأَنَّها تجلب الدمار والخراب لهم، وهل أصبح يدرك المعنى الحقيقي للحريات والحقوق والثورة؟.

 

والأهم هل تعلم من التجارب التي سبق له أن عاشها وأن لامسها وشهد أحداثها؟!.

 

ليس العيب أن تطبق الديمقراطية وأن نطالب بالحقوق والحريات ولكن العيب أن نصبح كأدَاة تدار من قبل الآخرين لتنفيذ رغباتهم وتوجّـهاتهم وأهوائهم.

 

يجب علينا أن نفرق بين الديمقراطية وبين المصالح الدولية، أن ندرك خطورة ما حصل وما يحصل، وأن نصل ببلداننا نحو بر الأمان، وفي الأخير أن نصبح أصحاب القرار في تحقيق مصيرنا ورغباتنا.

مقالات ذات صلة