إنَّا من المجرمين منتقمون

نادر عبدالله الجرموزي

في البداية؛ أعزي الأُمَّــة العربية والإسلامية الغيورة جمعاء لشهدائنا الأبرار الذين ارتقوا إلى بارئهم في معركة المصير تجاه أنظمة الكفر والطغيان وأدواتهم النجسة، ولا عزاء على العربان الخانعين، الأذلاء، المنبطحين، من هم محسوبون على الأُمَّــة العربية والإسلامية المبتلعين ألسنتهم، المتفرجين من على أدراج الخزي والعار ليشاهدوا هذا المسلسل الإجرامي الدموي الرهيب في كُـلّ لحظة، ليشاهدوا بقايا أجساد ممزقة وأشلاء متطايرة هنا وهناك، ويسمعوا أنينَ المشردين وسيمفونية التعذيب التي لم تحَرّك ضمائرهم وتوقظ غيرتهم وحميتهم ونزعتهم الثائرة.

 

نعم، لقد أبدتهم على ظاهرهم الحقيقي، لقد خلعت أقنعتهم العروبية الكاذبة، لعنتي عليكم بعدد ونات الأطفال وصيحات النساء ودمعاتهن.

 

إننا ومن هذا المقام نسلط الضوء أكثر للهزيمة المخزية، الفاضحة التي لحقت بالعدوّ الجبان، العدوّ الواهن الذي تعرت قواه وترسانته الكرتونية من أول وهلةٍ على أيدي أقحاح الرجال الثائرين، المنتصرين لله ولدينه، والغيورين على مقدساتنا الإسلامية؛ في طوفانهم الغاضب الذي اقتلع حصونهم وجرف قواهم الصورية الهشة ولا يزال في شرارته الأولى مُستمرّ حتى يلتهم كيانهم الزائل، ولا رجعة لهم بقوة الله وتأييده وعونه ورعايته.

 

لقد ظهرت أوجاع وهزائم هذا العدوّ الجبان في تدمير المنشآت الآهلة بالساكنين ليس إلا، تجلت في قصف وتدمير البنى التحتية، تكشفت في سحق الأطفال والعاجزين، بدت في تدمير المشافي والطرقات، في خراب الأبراج السكنية وكبها على ساكنيها، في قطع المياه ومنع الدواء والغذاء والمساعدات الإنسانية الإغاثية.

 

لقد كانت مواجهة هذا الوحش الدموي اليهودي في ذَلك فقط!؛ لأَنَّهم أجبنُ وأضعفُ مِن أن يكونوا رجالاً مواجهين، وهذا ما وصفه وجاء به ونقله سبحانه وتعالى، والكل يرى ويشاهد ملاحمَ المواجهة التي خاضوها ويخوضوها رجالنا وإخواننا في المواجهة والاقتحام لثكنات ومعسكرات العدوّ ومواقعه مترجلين، ثائرين، يتقدمون ويواجهون أعدائهم بكل قوة، يثأرون وينتزعون أرواح هذا العدوّ الصلف بطاقات إيمانية نووية يستمدونها من أصوات وبكاء الأطفال والنساء والعجزة التي أقحم العدوّ في تفريغ حقده ووجعه عليهم.

 

لا يزال هذا الطوفانُ يلتحق ويوصل أجزاءه؛ فمهما تحدث العدوّ وأظهر نفسه في ذاك المستوى من الثبات والقوة -فقط محاولة يائسة وبائسة منه ليبعث ويوهم في فريقه الأمان-؛ ظناً منه أن يحقّق جاهداً سياسة التهجير والانتصار لذَلك، أَيْـضاً محاولةً انتحارية لخوضه عملية التحَرّك البرية التي يريد أن يحقّقها في ظل الدعم المعنوي والمادي والعسكري واللوجستي والاستخباراتي وَاللا محدود واللا متناهي من حلفاء الكفر والضلال، إلا أنها تأتي -وهو يدرك في نفسيته تماماً- محاولةً لأن يشد الحبل على عنقه بشكل خاطف، وهذا ما تم بفضل الله وبفضل قادة المحور (أعانهم الله وأيدهم وأمكنهم) من إعداد هذا السيناريو لخاتمتهم المخزية والمذلة لقطع دابر كفرهم وضلالهم بحول الله وقوته، وزجهم في رحاب جهنم الذي أعدَّه لهم رجالُنا وقادتنا، ولتحقيق وعد الله ونصره.. والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

 

مقالات ذات صلة