نقضوا المواثيقَ فأمكن منهم

شعفل علي عمير

 

عندما يريدُ اللهُ للظالمين أن يستحقوا عقابَه يعمي بصيرتهم فينكثون العهودَ والمواثيق؛ لأَنَّهم لا يتدبرون القرآن الكريم ولا يستوعبون معانيَه، بل لا يؤمنون بصدق ما فيه؛ لأَنَّ قلوبهم أصبحت قاسية وأصبح نكثهم للمواثيق السمة التي يتسمون بها فحقت عليهم لعنة الله، ولكننا لا زلنا نأمل بأن فريقاً منهم يعود إلى رشده وما زال باب العفو متاحاً؛ عملاً بقوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِم عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قليلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِين).

 

وتستمر آيات الله تتجلى في واقعنا، فمن صفات المؤمن أن يكونَ واثقاً بالله مستعيناً به سبحانه مصدقاً بوعده، عندها فقط سوف يرى بكل بصيرة أن ما ذكر في كتابه الكريم يتحقّق في واقعه، وأن نصر الله له محتوم، لا سيما عندما يكون المعتدي عليه بعيدًا عن هدى الله، لا يأبه بما حذر الله منه في كتابه الكريم، فأصبح عدواً لنفسه وعدواً لغيره، وعدواً لنفسه بما جحد وأنكر آيات الله وبما استحق من غضب الله وسخطه عليه بخزي في الدنيا وعذاب في الآخرة.

 

نقضوا المواثيق فأصبح حُجَّـةً عليهم أمام الله، وهنا يجب أن لا نحزن بل يجب أن نستبشرَ بالنصر على من نقضوا ميثاقهم، فقد استحقوا لعنة الله عليهم واستحققنا من الله التمكينَ والنصر عليهم، وهذا وعد الله لنا ووعيده عليهم.

 

لا نجد أمام كُـلّ ما يحاك ضدنا غيرَ الاستعانة بالله والوثوق به، فعندما قال الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-: (عينٌ على القرآن وعينٌ على الأحداث) كان يوجِّهنا بأن نقيسَ واقعَنا بالقرآن فإذا كان واقعنا وسلوكنا هو ما أمرنا الله به في كتابه الكريم فَـإنَّنا سوف نستحق وعدَه بالنصر وبالحياة الكريمة وأن يمكننا الله من كُـلّ أعدائنا.

مقالات ذات صلة