من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة “التاسعة والعشرون” 

عبدالفتاح حيدرة

في محاضرته الرمضانية التاسعة و العشرين لعام 1443هـ ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – حول محطات التزود بالتقوى في شهر رمضان ، فهناك الكثير من المنغصات و العوائق التي تؤدي إلى التورط في هواء النفس والشهوات، وما يصرف الناس عن التقوى، هم اخلائهم واحبائهم، ومن محبة وثقة واعتماد، ولها مهمتها في اتجاهين، التفريط بالتقوى وتعزيز التقوى، بين الإخلاء الذي تربطهم علاقات حميمية، العلاقات يجب أن تكون على التواصي بالحق والتأثير الايجابي، المتقين يرون يوم القيامة ثمرة الخله التي تقام على أساس التقوى، ولا يكونوا متعادين، يرون ان العلاقة التي على التقوى تزداد بفلاحهم بتلك الروابط التي أقيمت على أساس التقوى، وفي الخلة التي تؤثر على الكثير من الناس، وقد تبدأ العلاقات ببعض ما يؤثر على نفسية الإنسان، ويشدة للاتجاة الخاطئ، ودور الصديق المقرب هو دور حساس يساعد إلى التاثير يترك الأثر الطيب، والقرآن يحذر من إخلاء السوء واخلاء الهوى النفسي، والبعض من الناس يعجبه هذا النوع من الأصدقاء، والبعض ينفر من الأصدقاء الذين يتواصون بالحق والصبر..

 

إن الصديق من صدقك، ومن يريد لك الخير بكل ما تعنيه الكلمه، و المعيار في الخير هو تقوى الله، وحذر القرآن من النوع الذي يبعدك عن التقوى، يوم يقول الانسان (یَـٰوَیۡلَتَىٰ لَیۡتَنِی لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِیلࣰا، لَّقَدۡ أَضَلَّنِی عَنِ ٱلذِّكۡرِ) والبديل عن هدى الله الذي هو النور هو الشيطان من الأنس او الجن، يصرفون عن الانسان إلى الانحراف ويقدموا لهم من التبريرات ما يقنعونهم به للانحراف فيقول الله سبحانه (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُۥ شَيْطَٰنًا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٌ) وفي الجنة هناك مرحلة لرؤية الإخلاء وهم في نار جهنم، ولذلك يجب أن يكون الإنسان متنبها، والقرب من الأصدقاء يجب ان يكون معيارة الناصح بالتقوى، والتقوى الذي جمعت بينك وبين الأخرين، هي أساس العلاقات، تستمر حتى يوم القيامة، ففي يوم القيامة يأتي التطمين بقولة تعالي (يَٰعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَآ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ) هذا اكبر تطمين في يوم الفزع الاعظم، وهذا من أكبر التطمين الإلهي للمتقين، إن المتقين هم الذين آمنوا بآيات الله وصدقوا بها و التزموا عمليا بها وبما تهدي اليه وترشد اليه وكانَوا مسلمين لله تعالى، وهذا كله ثمرته الجنه، وما اعظم هذا الفوز والفرحة، والسرور العظيم والفرح الدائم..

 

ان الجنة هي موطن السرور الأبدي والفرح الدائم، في هذا العصر الأحزان كثيرة اما في الجنة فالسرور الخالص الدائم، وكل ما يسر به الانسان وفيها من كل الرغبات، فيقول سبحانه ( الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ، يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ، لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ)، هذه الامور لا نوجد لأحد في الدنيا، او ان يحصل على كل ما تشتهيه نفسه في الدنيا ، ومن دون منغصات، وهم في نعيم عظيم خالد ودائم وأبدى، لا ينتهي هذا النعيم في ذلك السرور العظيم، بتوفر كل النعم، يملكهم الله كل شئ عجيب، نعيم يفوق كل تصور وخيال ، هذا هو التكريم الإلهي للمتقين، حياة سعيدة وهنيئة وتبقى ولا تنفذ، والتقوى هي وسيلة الفوز للوصول لهذا النعيم الكبير، في الجنة يتلاقى الأصدقاء فيها، وعلى الانسان يحرص على أن يصرفة شئ عن التقوى، عليه ان يقبل بتوجيهات الله واوامرة، ولا يصرفة شئ من رغبات الهوى والنفس..

مقالات ذات صلة