الحشود اليمانية.. ردٌّ مفحمٌ على منابر النفاق وفتاوى التضليل

د. شعفل علي عمير

 

استمرت ماكينةُ الإعلام بتضليل الأُمَّــة عن واجبها في مناسبات دينية تعبِّرُ عن تمسُّكهِا بدينها ونبيها، مستخدمةً كُـلَّ الوسائل، وفي مقدمتها منابر النفاق وفتاوى التضليل تزدادُ وتيرتُها مع الاحتفاء بأية مناسبة دينية، وأهمها إحيَاء المولد النبوي الشريف.

 

بالمقابل فَـإنَّ وعي الأُمَّــة ازداد بوتيرة أعلى مما كان يعتقده المنافقون تجلى في هذه المناسبة العطرة التي خرج اليمنيون بحشود مذهلة للصديق قبل العدو إلى الساحات ليقولوا لمن في قلوبهم مرض: إننا في حضرة الرسول الأعظم نقول: لبيك يا رسول الله.. بينما لسانُ حالكم يهتفُ عكس ذلك، إننا نستنجد برسول الله بينما تستنجدون أنتم بأعداء الله ورسوله، إننا أصحابُ القلوب النيّرة يا أصحابَ القلوب المريضة خابت رهاناتُ الأعداء وتبين للأُمَّـة مدى ضلالكم وإضلالكم.

 

يكفينا فخراً أننا نغيظ أعداء الله عندما نحتفي بمولده عليه وعلى آله الصلاة والسلام، أليس هذا بحد ذاته موطئًا يغيظ أعداءَ الله، ألم يقل الله في كتابه الكريم: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْـمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ الله وَلَا يَرْغَبُوا بِأنفسهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ الله وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ الله لَا يُضِيعُ أَجْرَ الـمُحْسِنِينَ).

 

أليست هذه المناسبة فرصةً للرد على من يسيئون لرسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام.

 

ألم تعبر هذه السيول البشرية عن صدق انتمائها للرسول الأعظم. بل إن هذا الخروجَ الكبيرَ استنهض في الأُمَّــة روحيةَ الدين الحق؟ ألم يذكّر الأُمَّــة بمكانة رسولها الأعظم وواجبهم تجاه من أرسله الله رحمةً للعالمين؟ لم يكن تأثيرُ هذا الاحتفال الكبير بالهين على أعداء الله ورسوله.

 

إنه لَشرفٌ كبيرٌ أن يكون لليمنيين الفضلُ في إحيَاء المولد النبوي الشريف بهذا الحجم الذي أغاظ اليهود والمنافقين وأثلج صدور المؤمنين.

 

سيبقى اليمنيون السبّاقين للفضيلة، وَمدرسةً يتعلم منها العالَمُ كيف يدافعون عن قضيتهم وكيف يتعاملون مع دينهم ونبيهم.

 

إنها مدرسة القيادة الربانية التي مَنَّ الله بها علينا فأنارت لنا سُبَلَ الهدايةِ وبيّنت لنا طُرُقَ العبادة التي شابها الكثيرُ من التحريف والضلال.

مقالات ذات صلة