ارتباطُنا بنبينا ومولده سِــرُّ انتصاراتنا

د. مهيوب الحسام

 

إن إحيَاء ذكرى مولد نبينا محمد صلى الله عليه وآله هو إحيَاء لقيمه وأخلاقه وسلوكه ونهجه ولرسالته ومبادئها العظيمة ومسيرته في نفوسنا، بما يحويه ذلك من حق وصدق وصبر وجهاد في سبيل الله وتجسيدًا لكل ذلك في واقعنا سلوكًا وتعامُلًا حتى مع أعدائنا، وبه نعيد وصل ما انقطع بيننا وبين الله ورسوله ورسالته، وإن فرحنا واحتفاءنا بيوم مولده هو انعكاس حقيقي لما نعيشه اليوم في نفوسنا من إيمان بالله وبرسوله ورسالته وحب صادق مخلص لله ولرسوله وللمؤمنين ووفاءً منا لنبينا علَّنا نبادِلُه بعضَ حبه لنا.

 

لم يعد احتفاؤنا بذكرى المولد النبوي أداءً لطقوس شكلية، بل فرحٌ ناتجٌ عن وعي وإدراك ويقين وإيمان بالله ورسوله وبرسالته وارتباطٌ بالله وبرسوله ودينه الذي أعزنا الله به وبتنا بعد الرجوع إليه وبفضل الله ورسوله وبفضل قيادتنا ومسيرتنا القرآنية ننعم بما أمدنا الله به من العون والقوة والغزة والكرامة والنصر، وهذا هو سر انتصاراتنا على أقوى قوى الاستعمار والاستكبار والشر في الأرض التي أعلنت عدوانها علينا، وباتت آيات الله وقدراته وعونه ونصره تتجلى أمامنا واقعًا ونحن من عشنا زمنًا من الارتهان والذلة والهوان أَيَّـام عهد نظام الوصاية واحتلت أضعفُ دولة إرتيريا جُزُرَنا ولم نستطع فعلَ شيء لها وعلى أَسَاس أننا دولة.

 

ثم استمرت دولةُ الجوار باستعبادنا ونهبت ثرواتنا ومصادَرة قرارنا وحريتنا واستقلالنا وحكمتنا عبر سفيرها والسفير الأمريكي وبعد ما ثرنا في2011م تعزز حكمُ السفيرين أكثرَ ولم نعرف العزةَ والكرامة إلا بعد ثورة 21 سبتمبر ورجوعنا من خلال مسيرتنا القرآنية وقيادتنا العظيمة إلى الله ورسوله ورسالته ونهجه، وَإذَا ما أردنا أن ندركَ قيمة وثمرة حبنا وتولينا لله ولرسوله ورسالته وعشقنا لرسوله وإدراكنا لعظمته واحتفائنا به وبمولده وتمسكنا بنهجه فَـإنَّ علينا أن ننظر لصبرنا وثباتنا وبناء قوتنا من الصفر وإنجازاتنا الميدانية في مواجهة أعتى عدوان إجرامي كوني عرفه التاريخ.

 

هذا العدوان الذي فيه الإنجلوصهيو أمريكي بأدواته الأعرابية وتحالفه ومرتزِقته من الداخل والخارج وجماعاته الإرهابية وما يملك من سلاح وجيوش ومال وتكنولوجيا… إلخ ونثبت أمامه بسلاحنا الشخصي ونبني ونصنع وَننتصر في كُـلّ الجبهات أليس هذا بفضل ارتباطنا بالله ورسوله وتوكلنا عليه واستعانتنا به وكذلك إنجازاتنا الأمنية.

 

ثم ننظر لجانب العدوان وبالأخص أدواته الأعرابية ورأس حربته السعوإماراتية التي توالي أعداء الله ورسوله وتصم الاحتفاء بمولد رسول الله بالمغالاة والبدعة تارةً وبالشرك تارةً أُخرى لنرى حالةَ الخضوع والخنوع والهوان والذل التي تعيشُها تلك الدول نتيجة موالاتها للصهيوأمريكي وإيمانها به وبقوته وقد سلمت له القرار والسيادة والثروة ونرى كيف تُهزم مع أصيلها أمام مجاهدين حفاة لا يمتلكون سوى إيمانهم بالله الحق ورسوله ورسالته ونهجه، أليس هذا دليلاً كافياً بأننا على الحق وهم على الباطل ويؤكّـد صوابية خياراتنا ويزيدنا إيمانًا وتمسكًا به.

مقالات ذات صلة