السابعة ترجّح الكفة

سند الصيادي

 

عنونت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ عملياتِها النوعيةَ وَالتي نجحت إلى حَــدٍّ كبيرٍ في إنهاك مفاصِلِ التبجح العدائي على اليمن بعنوان “توازُنُ الردع”، وَتحت هذا المصطلح الكثيرُ من المعاني والدلالات النظرية التي قدّمها ولا يزال اليمنيون يقدمونها كدروسٍ متلاحقةٍ لمنظومة عدائية لا تفقهُ إلَّا لُغةَ الفارقِ في المال وَالعتاد وَانحياز الموقف الدولي.

 

غير أن ما خَفِيَ على أُولئك وَأخطأوا تقديرَه لحظةَ التحَرُّك أوَّلاً بكل ذلك الزخم من الثقة وَالاستعراض، وَما أَدَّى إلى فشل حساباتهم وهزيمتهم أخيرًا بكل هذا الكَمِّ من الفضيحة، تمثل في غباءِ التشخيص للمشهد اليمني الجديد، وَعدمِ تبيان نوع وَأثر المنطلقات الروحية وَالمعنوية التي جعلت من اليمني المشبِّع بالمنهكات وَالأزمات عصيًّا لم يترنح رغم حجمِ الاستهداف، وكيف تملك هذه القدرة على البقاء واقفاً في الميدان كُـلَّ هذه السنين، وهي ذاتُ المنطلقات التي مكّنته من التفوُّق في لحظة المواجهة، وَمن ثَــمَّ مجاراةِ التفوق المادي للعدوِّ بالتصنيع وَالتطوير وَالتكتيك وَالرصد وَدقة الاستهداف.

 

بالإضافة إلى ذلك، غاب عنهم كيف أدار اليمنيون معركةَ الميدان السياسي بمهارة وَجُهدِ وصبرِ المواجهة العسكرية، من خلال تقريبِ العدوّ السعوديّ ورأس التحالف إقليمياً إلى طاولة التفاوض وَإيلامه اقتصاديًّا وإحراجه دوليًّا؛ للضغط عليه لوقف العدوان، وَكيف وجهوا عملياتِ توازن الردع العسكرية كردعٍ للإفك والنفاق الأممي وَلإعادة ترتيب الأوراق على الطاولة.

 

تأتي سابعةُ الردع في هذا السياق، وَفي ظل وصولِ مفاوضاتِ مسقط إلى طريقٍ مسدود، في وقت لا تزالُ أمريكا وَمبعوثُها يراوغون في وقفِ إطلاق النار، وَيسعون بمقايضة السلام بالطعام، وَتوظيفِ الجوع لتحقيقِ الاستسلام والخنوع، متناسين أن هذا الحصارَ والسلاحَ المشهَرَ منذ بدايات العدوان لم يعد ورقةً فاعلةً بإمْكَانها تحقيقُ ما عَجِزَ عنه خيارُ الحديد والنار.

 

تأتي سابعةُ التوازن لترجِّحَ كفةَ صنعاءَ وَبراعتها في إدارة العمليات العسكرية في العُمق السعوديّ، وَبمدى تطوُّر صناعاتها الصاروخية التي تحدَّت التقنياتِ الدفاعيةَ الأمريكية والإسرائيلية، وبالتزامُنِ مع التفوُّق اليمني في سير الميدان البري، مقابلَ إظهار المزيدِ من العجز السعوديّ في الردع.

 

وَمسعى صنعاء أوَّلًا وَأخيرًا لا يزال بدوافع ونوايا الخروج الجماعي من النفق الذي أدخل الجارُ فيه نفسَه وَجارَه والمنطقةَ كُلَّها فيه منذ سبع سنوات، وفيما لا يزالُ النظامُ السعوديُّ عاجزاً عن اتِّخاذِ قرارٍ بوقف هذا العدوان الظالم الذي دشّـنه هو بملءِ إرادته، فَـإنَّ الموقفَ يفرضُ إجبارَه على التوقف برسم اليمنيين وَإرادتهم.

مقالات ذات صلة