دُروس وعبَر لمن اتقى وجاهد وصبَر

أحمد المتوكل

 

إحياء المناسبات الدينية وذكر الأحداث التاريخية في الإسلام ليس لمُجَـرّد المعرفة والعلم، ولكن لأخذ الدروس والعبر والاستفادة منها في مسيرتنا الجهادية؛ لكي لا نقع في الأخطاء ذاتها، ولا نغتر وننخدع بالأقوال المُزخرفة، وأن لا تكون نظرتنا للآخرين نظرة سطحية تفتقر للوعي والبصيرة!

 

يتم اليوم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين -عليه السلام- ليس لذرف الدموع فقط، ولكن للاستفادة من الكثير والكثير من النقاط الهامة، أذكر بعضاً منها:

 

أولاً: لأخذ الدروس والعبر من الأحداث التي أَدَّت إلى انحراف الأُمَّــة الإسلامية عن النهج المحمدي الأصيل والذي أَدَّى إلى استشهاد العظماء بِدأً بالإمام علي -عليه السلام- ثم الحسن والحسين -عليهما السلام- وكيف نحصن أنفسنا من الوقوع في ذلك التفريط، وفي تلك المعاصي العظيمة التي تتمثل في عدم الاستجابة لتوجيهات الله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى من بعده، والسكوت والحياد والخنوع والذلة والرضا بذلك، وعدم التحَرّك والجهاد في سبيل الله بوعي وبصيرة ضد الباطل وتركه يسود وينتشر.

 

ثانياً: للاقتدَاء بالإمام الحسين -عليه السلام- وبما قام به من ثورة ضد الطغيان والظلم المتمثل في يزيد بن معاوية وأنصاره، وكم في زمننا هذا من أمثال يزيد، بِدأً من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل –مهندسي العدوان على اليمن- والنظامين السعوديّ والإماراتي وهما منفذان ذلك العدوان، وخير اقتدَاء هو في التصدي لهذا العدوان.

 

الاقتدَاء بالإمام الحسين -عليه السلام- في خروجه لإصلاح واقع أُمته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ومحاربة الفساد والمفسدين ونُصرته للمستضعفين والمظلومين، وكم في واقعنا اليوم من فساد ومنكر، وبيع للدين مقابل المناصب والمصالح الدنيوية، وكم من مستضعف ومظلوم لا يجد من ينصفه وينصره!

 

ثالثاً: إقامة الحق ومحاربة الباطل مهما كلف ذلك من تضحيات، ولنا في إيمان وشجاعة وبسالة الإمام الحسين -عليه السلام- خير قُدوة وخير مثال على شرعية محاربة كُـلّ فاسد وظالم لا يقيم شرع الله ولا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

 

رابعاً: أن القلة المؤمنة الصابرة الواعية الثابتة على الحق خير من كثرةٍ لا إيمان ولا وعي ولا صبر فيها عند الشدائد.

 

خامساً: أن لا نرضى أن نعيشَ ونحن نرى حرمات الله تُنتهك، وكتاب الله يُهجر، ولا يُؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر، وأن تكون الشهادة في سبيل الله ونحن نقارع الطغاة والمجرمين والظالمين أشرف وأرغب وأحب لنا من الاستسلام والخنوع والذلة لكل الطواغيت.

 

لذلك فَـإنَّ الحق كُـلّ الحق هو في الوقوف مع كُـلّ الشعوب المظلومة المستضعفة في كل من فلسطين والعراق وسوريا ولبنان والبحرين والقطيف وبورما وفي كُـلّ دول العالم، وأن نتوحد ونعتصم بحبل الله جميعاً، ونعد العدة لتحرير فلسطين من اليهود، والحرمين الشريفين من آل سعود.

مقالات ذات صلة