مبدأ الوَلاية بين احتياج الأُمَّــة إليه وتيهها في تجاهله السياني

محمد يحيى السياني

في يوم الولاية وعيده الأغر تتضارب الأحداث وتختلف الرؤى والتوجّـهات وتتلقى الأُمَّــة الإسلامية الضربات المتتالية ويستمر معها التيه والانحراف ومعه وصلت أمتنا إلى مستوى مؤسف من الضعف والهوان فمنذ ذلك التاريخ الذي خالف فيه المسلمين الأمر الإلهي لمبدأ الولاية الإلهية الذي نص عليه القرآن الكريم وأكّـده النص النبوي المشهور في خطبة الغدير الذي أعلن فيه النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله بلاغه للمسلمين بولاية الإمام علي -سلام الله عليه- كأمر إلهي حكيم يراعي مصلحة الأُمَّــة ويحفظ لها مسارها الصحيح وينئ بها عن الانحراف الذي أوصل أمتنا إلى مَـا هِي عليه اليوم عندما تجاهل المسلمين مفهوم الولاية وأهميته الكبيرة في مسار وحياة الأُمَّــة.

 

إن أمتنا اليوم في أمس الحاجة لقراءة مفهوم الولاية من خلال نصه القرآني والنبوي بعيدًا عن الإطارات والمفاهيم المذهبية والعصبية والعرقية التي كانت الهوة والفجوة بين مفهوم الولاية والمفاهيم المذهبية والرغبات السياسية التي كان معها هلاك الأُمَّــة وهوانها.

 

والحقيقة أنني لست في هذا المقام للخوض في تناول مفهوم الولاية ومعانيها العميقة ومبدئها الثابت والتفاصيل التاريخية لواقعة يوم الغدير التي يعرفها ويقر بها كُـلّ المسلمين على اختلاف مذاهبهم وتوجّـهاتهم إنما ما يعنيني هنا في هذا المقال المقتضب هو التساؤل الذي لا يخلو من الحيرة والعجب من استمرار رموز الأُمَّــة والعلماء والنخب في تجاهلهم الغريب لأهميّة مفهوم الولاية وإصرار البعض لوضع الأُمَّــة تحت تجاذبات اللغط وهالة التضليل المتعمد عند الوقوف عند مفهوم الولاية وعند كُـلّ ذكرى سنوية في عيدها واحتفائيتها التي تقام من قبل شريحة واسعة من المسلمين.

 

واليوم الأُمَّــة معنية بأن تراجِعَ تاريخَها وتقيّم واقعها المزري وتضع أسئلتها الكبيرة حول الأثر الكبير الذي ترتب عليه عند تخلي الأُمَّــة عن ولاية علي وعند استنساخ مفاهيم مشوهة بديلاً عن المفهوم القرآني لمبدأ الولاية كطوق نجاة ينتشل الأُمَّــة اليوم من براثين التيه والانحراف وحالة الانحطاط والضعف والهوان!!

مقالات ذات صلة