أما آنَ للإسلام أن يتكلما؟!

احترام المُشرّف

أن نفقد الأمل في الزعماء والساسة فهذا أمرٌ قد ألفناه واحتملناه ومهما أوجع فهو محتمل.

 

أما أن نفقد الأمل في العلماء وتنتهي ثقتُنا بهم فهذا ما لا يُحتمل، وهذا ما نخاف منه وَإن كنا قد ألفنا منهم ألا يسمعوا صوتَ المظلومين وهم يصطرخون من ظالميهم.

 

فلا يجدر بهم ألا يسمعوا صوتَ الإسلام، فقد آن للإسلام أن يتكلم عبر علمائه، وقد آن للعلماء المسلمين والمراجع الدينية بكل مسمياتهم وطوائفهم أن يتحَرّكوا ومن ورائهم كُـلُّ مَن شهد أن ﻻ إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وآمن بأركان الإسلام الخمسة وأأتمر بما أمر الله في محكم آياته وانتهى عما نهى الله عنه، -على الجميع- أن يهبوا للمطالبة بحق من حقوق المسلمين وهي إقامة شعيرة الركن الخامس من أركان الإسلام.

 

لماذا لا يكونَ للعلماء موقفٌ مما يحدث؟ لماذا العلماء لا ينهون المنكر ويمنعون العبرية السعوديّة من منع الحج؟! لماذا لا يفنِّدون ذريعتها المسماة كورونا وهم يرونهم يفتحون الملاهي ويقيمون الحفلات؟!.

 

لماذا العلماء الموثوق بهم يتركون علماءَ الوهَّـابية يحدثون في الإسلام ما ليس فيه؟! لماذا يجعلون للوهَّـابيين حقَّ التصرف في بيت الله الحرام وما كان ملكاً لهم ولا ملكاً لملكهم؟!.

 

ما يحدث للإسلام في عُنق علماء المسلمين فهذا هو وقتُهم وهذه هي حربهم في الدفاع عن الإسلام ومقدسات الإسلام، هم من عليهم التبعة لما حدث وَيحدث، لماذا لا يقوم الأزهر أَو أي تجمع إسلامي بدعوة كُـلّ علماء المسلمين من كُـلّ الدول الإسلامية بغير استثناء لاجتماع طارئ ومناقشة كُـلّ ما يضر بالإسلام وعلى راسه منع الحج، والخروج بقرار ملزم ويتم العمل به من ساعته وحينه، وليس ببيان يُقرَأ ويطوَى في الإدراج؟!.

 

هذا ما يجب أن يكون منهم، فهم حمَلة الدين وورثة الأنبياء، وهم من ستكون لهم الكلمة الفصل، فمنع الحج ليس شأناً سياسيًّا، ومنع الحج والسكوتُ عنه رزية وأيُّ رزية؟!، وسيُسأل عنها أمام الله العلماءُ وغيرهم، ولا بُـدَّ من موقف للعلماء أمام ملوك الدنيا ومساءلتهم والجهر أمامهم بالنهى عن المنكرات.

 

حتى يكون لهم حجّـة إذَا وقفوا غداً أمام ملك الملوك وسألهم: ماذا فعلتم بأمانة العلم الذى حملتموه؟!

 

أيها العلماء أنتم من علمتمونا ضرورة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأنتم من قلتم لنا: إن الحديث النبوي الشريف يقول: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.. وهدم ركن الإسلام الخامس ومنع الحج منكر ويجبُ تغيرُه نحن نقول ونردّد: اللهم إن هذا منكر..

 

وهذا ما نستطيع وأنتم مسؤوليتكم وعلى عاتقكم تغيير هذا المنكر..

 

والعاقبة للمتقين..

مقالات ذات صلة