الإسلام محمدي الوجود .. حسيني البقاء

عمران نت / 31 / 8 / 2020

// مقالات // خلود الشرفي

وتأتي ذكرى عاشوراء، من كل عام ، اجواء توحي بالعزة والطموح الى التغيير ، أيام حزينة تبتسم على مضض ، لتخفي آثار الحزن على محياها الوسيم؛ هاهو شهر محرم الحرام في يومه العاشر ، آيات من وحي عاشوراء ، ذكريات لاتُنسى من تلك الجرائم المنقطعة النظير ، ولم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، تلك التي تبنَّاها الطاغية المجرم يزيد بن معاويه ؛ ذلك السكير العربيد الذي استحل كل حرمة ، وصادر كل ذمة، وانتهك كل محرم ، ولم يسلم منه حتى البيت الحرام .. أي جريمة ارتكبها ذلك الوحش البشري بحق امة محمد صلى الله عليه وآله ؟ وأي جُرم أقدم عليه ذلك المسخ حينما قتل سبط النبوة الوحيد على وجه الأرض، أي ذنب عظيم تحمَّله ، وحملَّ اوزاره للناس ؛ ذلك الوغد الأثيم ، ثأراً لأجداده الكفار الذين قتلهم رسول الله صلى الله عليه وآله في بدر ، ونكايةً بالأمة المسلمه التي يدعى أنه ينتمي إليها ، بعد ان دخل الناس في دين الله افواجاً ، وتخلَّوا عن ( صنم) ابي سفيان وأزلامه ، واوثانه ؛ اي حقد توارثته هذه الأسرة الأموية الجاهلة على نبي الإسلام وأهل بيته خاصة وجميع المسلمين عامة؟؟ وهل هي إلاَّ تربية آكلة اكباد الشهداء والصالحين!! وهل هناك جًرم اكبر من سفك الدماء العترة الطاهرة وفي الشهر الحرام ؟! فقد كان الطاغية يزيد رمز الشر والكفر والطغيان ، ومازال ؛ وهو القائل فرحاً وطرباَ بقتل سبط رسول الله صلوات الله عليه وآله ،وسبي ذراريه ونسائه :

ليت اشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل

إذا لأهلوا وأستهلوا فرحاَ
وقالوا يايزيد لاتُشل

لستُ من خندف إن لم
انتقم من احمد ماكان فعل

تلاعبت بنو هاشم بالملك
فلا دين أوحى ولا وحي نزل

هكذا يعبر العربيد السكير ، عن مافي نفسه ، ويُظهر شدة عداوة للآل وبغضه ، في حين يتربع على رقاب المسلمين ، ويتسمى زوراَ امير المؤمنين ، ظناً منه بدوام ملكه ، وغروراً بقوته و سلطانه ، ولكن بالعكس من ذلك، فقد بتر الله عمره ، واجتث أصله وفرعه ، فكانت مدة ملكه ثلاث سنوات لاغير ، مات بعدها شرَّ ميتة ، في عز شبابة وذروة بطشه وجبروته ، وقد كان له ستة عشر ولداً وبنتاً ، ثمانية ذكور ، وثمانية إناث ، اين هم اليوم ؟! لقد تلاشوا باجمعهم ، وانقطع نسلهم من على وجه الأرض، وبالمقابل لننظر الى الحسين سلام الله عليه ، فقد استشهد ابناؤه كلهم ماعدا الإمام ” علي زين العابدين ” عليه السلام ، فبالرغم من انه كان مريضاً جداً يوم عاشوراء ، فلم يقدر على المشاركة في الحرب ، ولكنها حكمة الله ، التي اقتضت ان يستمر نسل الحسين عليه السلام من هذا الولد الطاهر البار ، وهكذا كان ؛ فهاهي ذرية الإمام الحسين قد ملأت الأرض ، إلى يومنا هذا ، وكذلك ذرية الإمام الحسن عليه السلام ، رغم عمليات القتل والإبادة التي تعرض لها أهل البيت الطاهر ، وعلى مدى التأريخ، وكما قيل فإن الإسلام محمدي الوجود ؛ حسيني البقاء ، ويأبى الله إلاّ أن يُتم نوره ولو كره المشركون ،
والعاقبة للمتقين ..

#الحسينحياةومنهاج
#اتحادكاتباتاليمن

مقالات ذات صلة