يوم القدس و يوم النصر

عمران نت / 22 / 5 / 2020

// مقالات // عبدالملك سام

لا تستغربوا من أولئك الذين يزحفون لتقبيل أقدام الصهاينة تحت أسم “تطبيع” ، ولا تستغربوا من موقفهم المعادي لكل من يقاوم الأحتلال الإسرائيلي تحت مسمى “أعتدال” ؛ فأنتم تفضحون ذل موقفهم بموقفكم مع الحق لذلك هم يكرهونكم ، ويشعرون بالعار كلما رأوا قوة الموقف الصامد رغم قلة الإمكانيات والعدد .. فالحق يحتاج رجال مؤمنين صادقين ، وهم قلة دائما ، لكنهم هم من يمنحون التأييد والنصر من الله .

المفترض أن الموقف معروف ولا يحتاج كل هذا الكلام والتحريض ، فالقدس قبلتنا الأولى ، ونحن أمام قضية إنسانية واضحة لشعب مضطهد مظلوم ، ولكن هذا يدل على أن أتخاذ الموقف يحتاج شجاعة وعدل وإيمان ، أما أولئك الجبناء وأتباع الشيطان ومعدومي الإيمان او المتظاهرين بالأسلام فهم لا يستطيعون أن يقفوا هذا الموقف ، ولو أن هؤلاء سكتوا فقط لكان أشرف لهم ، لكنهم ولوقاحتهم وبؤس موقفهم أبوا إلا أن يعلنوا موقفهم المخزي ، بل ودعوة الناس للأنظمام اليهم ليشمل العار كل العرب والمسلمين !

نحن لسنا هنودا حمر أيها الأدعياء ، ولسنا دجاجا لنخشى من سكين الجزار ، ولسنا كفارا لنشك في مصداقية موقفنا ووعود خالقنا .. نحن عرب يا معدومي المروءة ، ومسلمين يا عبدة الطاغوت الأذلاء ، ورجال يا غلمان أمريكا وإسرائيل ، وسواء صدقتم أم لا فنحن نرى من تخافون منهم أحقر وأدنى من أن نقيم لهم وزنا أو نضع لهم أعتبار ، فإيماننا بالله يجعلنا نرى ما دونه حقيرا ضئيلا وضعيف .

فاتورة اليهود تكبر يوما بعد آخر ، ونحن نخطو بثقة ليوم يدفعون فيه الحساب كاملا ، فإذا وقفتم حائلا بيننا وبين ما نريد سندوسكم ، وستغلبون كما سيغلب أربابكم ، ولكننا نستغرب ماذا يمكن ان يفعل الضعف والهوان بكم ؟! فأنتم تستقوون على أمتكم بعدو ضعيف يستمد قوته من هوانكم ، وترفضون أيدي أبناء أمتكم الممدودة لكم بالخير ! ولو فقط تركتمونا لهم وسكتوا لكان أشرف لكم ، ولكنتم وفرتم الجزية التي تدفعونها لهم وأنتم صاغرون ، ولكنكم أبيتم إلا الهوان والخسران المبين !!

الشعب اليمني العزيز .. والله مهما عظمت التضحيات فأنها قليلة مقابل رضا الله عنكم ، بكم اشتد عضد أخوانكم المظلومين ، وقد رأيناهم مستبشرين بكم ، وسعداء بهذه الشجاعة والنخوة والإباء .. فقروا عينا ، وثقوا بأن الله معكم مادمت في موقف الحق مع إخوانكم المضطهدين ، فقد وقفتم يوم عز الناصر وهانت القيم ، والله لن يضيعنا وهو من بيده ملكوت كل شيء ، وما علينا إلا صدق التوجه بما نستطيع ، والله المستعان ..

يوم القدس هو يوم للفرقان ، يوم لحشد الهمم التي تناطح قمم الجبال ، يوم يميز الله فيه الصادق من الكاذب ، والخبيث من الطيب ، والأحرار من العبيد .. يوم القدس هو يوم نقول فيه للقدس بأننا قادمون ، وللشعب الفلسطيني المظلوم بألا ييأسوا أو يحزنوا ، وليستبشروا بالأنصار ، وليتطلعوا ليوم لا ريب فيه كما قال الله عنه وهو أصدق القائلين :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَ‌ىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَ‌امِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَ‌كْنَا حَوْلَهُ لِنُرِ‌يَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‌ ○ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا ○ ذُرِّ‌يَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورً‌ا ○ وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْ‌ضِ مَرَّ‌تَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرً‌ا ○ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ‌ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ○ ثُمَّ رَ‌دَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّ‌ةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ‌ نَفِيرً‌ا ○ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَ‌ةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّ‌ةٍ وَلِيُتَبِّرُ‌وا مَا عَلَوْا تَتْبِيرً‌ا } (سورة الإسراء : 7-1) ، صدق الله العلي العظيم ..

مقالات ذات صلة