المراكز الصيفية ذكرى جميلة ومستقبل واعد للأجيال

عمران نت / 6 / 8 / 2019

// مقالات // كوثر محمد
إنتهى الصيف ولملم الطلاب والطالبات أغراضهم بعد أن قضوا فترة صيفية جميلة وهاهم يستعدون لقضاء آخر أيام الاجازة الصيفية ومن بعدها يعودون إلى المدرسة ذلك المكان الذي يقضون فيه ثمانية أشهر لأخذ العلم من مناهج مفرغه فهي ذات محتوى دراسي يقدم الدين الذي هو جوهر الحياة كمادة ممله ويضع لها تفسير وهابي بعيداً عن نهج آل البيت ويركز على ثقافات العالم و إنجازاتها دونما الالتفات إلى ما يمكن أن يقدم وينجز فأصبح الشخص يرى نفسه ضعيف وغبي وغير قادر على الإبتكار والإبداع .

أفتخر أني ممن ساهم في هذا الانجاز العظيم للسنة الثالثة على التوالي فكنت مدّرسة في إحدى المراكز الصيفية والتي كما جنيت في كل عام منها ثمرات كثيرة ، جنى منها الطلاب الشيء الكثير ومادفعني الى هذا العمل العظيم هو أني كنت ممن يقضون فترة الصيف في مراكز صيفية مشابهة ، فأنا احدى طالبات مركز بدر العلمي والذي قضيت فيه أجمل أيام عمري من النهل الزيدي العذب الذي لايشوبه أي ثقافة مغلوطة ؛ تتلمذت على أيدي أفضل المعلمين فتعلمت أمور ديني وارتقيت وتدرجت حتى وصلت إلى حلقة الدكتور المرتضى المحطوري “شهيد المحراب” والذي كان مركزهُ العلمي يوفد إليه الطلاب من كل مناطق اليمن فقط لأخذ العلم وبدون اي مقابل او عائد للمركز .

كان هذا المركز من أندر المراكز فلم يكن في تلك الأيام غيره ممن يركز على العلوم الزيدية ودحض الثقافات المغلوطة الوهابية عامة، ونشر وتعليم علوم آل البيت عليهم السلام خاصة ..،

انا والمراكز الصيفية قصة نجاح في معرفة الحق فكنت في سربه وعرفت الباطل فكنت ضده فأنا كنت بعد فترة الصيف أعود للمدرسة وللأسف الشديد كنت اجد نفسي بين ثقافتين مختلفتين تماما بين مناهج مفرغه من العمل وبين موروث ثقافي اختزنته في المركز الصيفي فعرفت أن مايقدم لي في المدرسة هو في سبيل أخذ شهادة تلو الآخرى لأحصل فيما بعد على شهادات كبرى افتخر بها في المجمتع وأعمل بها في أي جهة حكومية أو خاصة ولكن لا أستفيد منها في واقعي وفي حياتي فكنت اشبه بقصة الغلام والرجل المؤمن وبين تردده على الساحر وكانت شهادتي كديكور يزين منزلي لا فكري وعقيدتي ، فالتركيز على الدين كمنهج وحياة ليس كمجرد مادة عادية فقط بين مختلف المواد الدراسية هو الهدف الأسمى..،

مرت السنوات تلو الآخرى وها نحن نجني ثمار العلم في حياتنا الجهادية التي زادت من لذة الايمان لدينا وها نحن نمضي مع مسيرة الحق وكما تعلمنا على أيدي معلمين ، نعلم نحن ابنائنا الطلاب ليكونوا جيلاً قوياً متمسكاً بالله ثابتاً في خطُاه منتهجاً قرآنه و متبعاً لعلومه يحب الحق ويصدح به ويحب الخير ويعمل لأجله عازماً على تطهير مقدساته من دنس اليهود وآل سعود .

رغم قلة المدة الزمنية المحددة لفترة المراكز الصيفية إلا أن فائدتها عميقة وأواصرها راسخة رسوخ الجبال في أذهان الصغار فدروس الحق تقدم بقوة وتفهم وتستوعب بصورة كبيرة بعكس الثقافات المختلفة التي يحتاج الانسان ليقنع نفسه ومجتمعه بصحيتها و جوازها.

تنتهي هذة الفترة البسيطة وكلها فائدة و متعه يفاخر من التحق بها مستواه ويعض على انامله من لم يلتحق بها ليعقد العزم على الالتحاق بها في العام القادم

مقالات ذات صلة