أنا و النّصر

عمران نت / 4 / 5 / 2019م

// مقالات // أشواق مهدي دومان

و ليس أحمق من مجادل في حقيقة و واقع انتصار محور المقاومة على المستعمرين ، و كأنّ الذّلّة مطبوعة على جبينه بينما هذا المحور الذي يستمدّ عقيدته القتالية و رؤيته المقاومة من الرسول ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و آل البيت ، فقد آمن بمحمّد بن عبد الوهّاب و صنيعته ( الوهابيّة ) التي تخبرك أن تصمت و تحترم الملك و الشّيخ و الرّئيس الذي لا يحترم نفسه ، و لا يحترم شعبه فله أن يفحش ( حتّى) مباشرة على الهواء و أنت كالصّنم صامت ؛ فهو ولي أمرك و لا يجوز أن تخرج عنه ، بل اعبده بصمت كما كان هبل يعبد ، و كما البقرة تعبد في الهند ،،
مسكين ذاك الأحمق لم ينفض غبار الوهّابيّة عن عقله و لم يمسح قذى روحه منها فيقرأ تاريخ و عقيدة و ثقافة : ” هيهات منّا الذّلّة ” ليحاول أن يقنعنا بمبدئه الأجرب الذي لا يرى فيه و منه و به إلّا التّخاذل و الخذلان و التّخذيل و التّثبيط بنكرانه فعل رجال اللّه في الشّيطان الأكبر و إسرائيل و هزيمتهما ،
ينتصر للخنوع دون علمه ، بل و يظن المتفيهق أنّه عاقل فقد رسموا في ذهنه أنّ أمريكا معبود لا يُهزم ، و لم يقرأ تواريخ انتصار الشعوب التي حاولت أمريكا احتلالها ،
عجيب ألّا يشعر جرحه (الذي يبدو أنّه قد مات فما لجرح بميتٍ إيلام ) بعزائم الرّجال ، و لعلّه معذور فما عاش النّصر في ذاته ، و كلّ ما تربّى عليه هو الرّكوع للبشر ، و ما قرأ عن الحرب العالميّة الأولى أو الثانية ، و ما سمح لبصيص النّور بأن يتخلل منافذ فؤاده فيشاهد و يشهد حربا عالمية ثالثة تقوم على شعب يقبر الغازي و لا يعيده إلّاجدثا في اليمن ، لكنّه و من المؤكّد أنّه كان قد ولد قبلا و كان حيا في 2006 / ذلك التاريخ الأشمّ الذي لم ينتصر فيه حزب اللّه على إسرائيل في لبنان فحسب ، بل إنّ حزب اللّه قد انتصر في كلّ عربيّ و مسلم و قد أخبرنا بلغة النّصر تلك أنّ زمن الهزائم ولّى مدبرا ، بل إنّ النّصر قد حان ، فآمنّا بالنّصر لأوّل مرّة في 2006 ، آمنّا بأنّ النّصر ممكن و متاح للمؤمن بقضيّته لو كان مخلصا صادقا ، و أنّه حليف المؤمن القوي و قد يغيب عن المؤمن الضعيف كذلك المسكين الذي ( أيضا ) لم يتابع سوريا و جيشها منذ 2011 و هو يكافح و يقاوم مسوخا بشرية و أرتالا من الدواعش، و بني عمومتهم و يدحرهم في كل مرة لتبقى سوريا المنعة وحصن المقاومة ، كما يتعامى عن فعل الحشد الشعبي و كيف لاحق رجال اللّه هناك فلول الدّواعش إلى كل وكر و هزمهم ،
و مع هذا و إن كان قد تغافل عن نصر إيران على أمّ داعش منذ أربعين عاما فهانحن بعد الأربعين نقول له من يمن الصمود :
لتعرف يا هذا أنّ وجود من يحادثك و يبعث إليك رسالة عبر النّت ليقول لك أنا من اليمن و أنا موجود فصدّقه و كذّب نفسك لأنّ هذا اليمني ( و ليس أنت ) هو من تمّ قصفه و هدم بيته و فقد أهله و تدمير بنيته التحتية و تجويعه و التآمر عليه و حصاره جوّا ، و برّا ، و بحرا من ثمانية عشرة دولة و الأمم المتحدة و مجلس الأمن و العالم كلّه معهم،
أنا يمنيّ و أنا موجود و لا زلتُ أكتب ، و أشرب ، و أتنفّس حريّة رغم جوعي و فاقتي و ألمي و همومي و لكنّي موجود بإرادة اللّه و بعزيمة رجاله الذين ما وهنوا للحظة ، فأحرقت ولّاعاتهم إبرامزات الإمارات (بالتّبنّي ) البريطأمريكإسرائيليّة،
أنا هنا في كلّ جبهة صقرا يتربّص بكلّ مرتزق و خائن و معتدٍ لأنقضّ عليه لو حاول أن يتعدّى شبرا فأكسر عنقه كضيغم جسور ، و لن ينفعه ذلك الضّجيج من الصّواريخ العمياء ، و القنابل الفسفوريّة و الفراغيّة و الجرثوميّة و النيترونيّة و …الخ من أنواع القنابل المحرّمة دوليّا على المحتلّين المحلّلة في الأحرار ،
يكفيك لأن تعرف _ يا من تتغابى عن حقيقة النّصر _ أن تقرأ خطّي هذا لتعرف أنّي أكتب كلمة نصر و أنا منتشية أفهم معنى النّصر ، و أعيشه في يوميّاتي ، فأنا أحيا في أرواح رجال اللّه ، و قد رأيت الموت في الحارات ، و في الجبال ، و في الأسواق ، و المدارس و غيرها ، رأيته ألوانا ، وما تنازلت ، و ما برّرت لعدوّ ، و ما تعاميت ، وما ضعفت ، و ما أركعني الجوع وكثرة الدّيون ، و ما بعت نفسي لمرتزق عميل ، و ما زادني ذلك العدوان إلّا إصرارا و إيمانا بأنّي الأقوى و النّصر لي ، و قد انتصرت و الكون كلّه ضدّي قد تاجر بقيمه و اشتراه أعراب الخليج و عشّاق بول البعير الذين ظلّت حدود طموحاتهم و آفاق آمالهم هناك مابين الذّيل و قدم البعير حين يتبرّكون بذلك البول فيؤمنون بأنّه مَن ينعش عقولهم ، و يطهّر قلوبهم، و يزيد حدّة بصرهم ، أمّا أنا فمن اليمن و طموحاتي لا تقف و لا تسكن إلّا السّماء ، و هي التي جالت و صالت مع الطّائرات المسيّرة ، و البراكين المزلزلة فوق عواصم الأعراب تضرب ماتشاء و وقتما تشاء ، و لا زالت تعِد المستعربين أحذية ترامب و نتنياهو بالمزيد من القصف الموجع و الضّربات الحيدريّة التي لن تفقهها أنتَ و من على شاكلتك،،
أنا من اليمن فاخلع نعليك ، و اغمض عينيك حين تحادثني ، و أطفئ بصيرتك فلاحاجة لنا بخانع و مخذول و منهزم ، و اصمت و أخرس لسانك و لا تتكلّم عن النّصر فهو حديث لا يليق بك و لا ترقى لمستواه ،،
أيّها الأحمق المتبلّد : أنا من محور المقاومة ، من الأنصار ، و من حروف هويّتي ، أنا المنتصر ، و أنا النّصر ، فمَن تكون ؟؟

 

مقالات ذات صلة