21 آذار عيد الأم ، بداية فصل الربيع ،عيد النوروز وعيد الحياة

عمران نت / 21 / 3 / 2019م

// مقالات // عدنان علامه

عيد الأم هذا العام له طعم آخر . وله إحتفاله الخاص في اليمن وفلسطين ولبنان . اتذكر الأمهات في اليمن وقد حثثن فلذات اكبادهن الواحد تلو الآخر وحتى أزواجهن للإلتحاق بجبهات الحق ضد الباطل حتى يبقى اليمن عزيزً أبياً صامدا سيداً حراً ومستقلاً في وجه عدوان كوني لا مثيل له في التاريخ . قاومن الجوع والمرض نتيجة حصار همجي على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية وسط تآمر أممي ودولي مشين . ولكنهن آثرن موت أولادهن بين أيديهن على الخضوع أو الإستسلام للغزاة مقابل حفنة من طعام او بعض الدواء . فصمن وربطن على بطونهن الحجارة وطهين حتى أوراق الشجر لإطعام أولادهن معنى العزة والكرامة والصمود . فألف تحية إجلال وإكبار لتضحيات كل أمهات اليمن .

وأما في فلسطين فالأم الفلسطينية لم تنسَ ولن تنسى أو تبيع القضية . أحتفظن بمفاتيح منازلهن حين أخرجن في العام 48 للتأكيد على حق العودة . وأرضعن أبنائهن حب الأرض وصون العرض وعدم التفريط بالحقوق التاريخية فكانت المقاومة الفلسطينية . ولكن تآمر أمريكا والأعراب لا حدود لها فزيّنوا التطبيع مع العدو والحلول الإستسلامية حتى أصبحت ألوان الأراضي الزاهية التي صنفوها في كامب دافيد وأوسلو ووادي عربة بأيدي الصهاينة . ولكن الإصرار على العودة ومقاومة المحتل لم يعب يوما من ضمير الأمهات الصابرات الصامدات . فكانت كل أم تورث أولادها جيلا بعد جيل روح المقاومة وحق العودة . وقد رأينا أثار ذلك في عملية سلفيت البطولية وقبله في إنجاز أيقونة المقاومة الشابة عهد التميمي وغيرهم الكثير الذي لا يتسع المقام لذكرهم . وما دفع الأمهات أولادهن للمشاركة في مسيرات العودة إلا تأكيد بأن روح المقاومة أصبحت جينات وراثية في أمهات الشعب الفلسطيني المقاوم . فتحية ثورية لكل الأمهات الفلسطينيات .

وفي لبنان نفتقد اليوم بعض الأمهات اللواتي كن مثالاً في الصبر والتضحية والوفاء والمقاومة كالحاجة أم عماد مغنية وأمهات الشهداء. فالإحتفال بالنصر كل عام كان بفضل أمهات الشهداء اللواتي انجبن صنّاع النصر . فتحية إجلال وإكبار لأمهات الشهداء.

ومهما تكلمنا عن الأم فلن نفيها حقها ولم أجد كلاماً معبراً أكثر من كلام الأمام علي بن الحسين (زين العابدين) عليه السلام حول حقوق الأم وهذا مضمونه :-

“وأمّا حقّ اُمك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبالِ أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحّي وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها، وانك لا تطيق شكرها إلاّ بعون الله وتوفيقه”

وفي عيد الأم أهدي أمهات الشهداء في اليمن وفلسطين ولبنان وإيران ما قاله شاعر الثورة الفلسطينية محمود درويش عنها :-

أجمل الأمهات التي انتظرت إبنها…
أجمل الأمهات التي انتظرتهُ,
وعادْ…
عادَ مستشهداً.
فبكتْ دمعتين ووردة
ولم تنزوِ في ثياب الحداد

لم تَنتهِ الحرب
لكنَّهُ عادَ
ذابلةٌ بندقيتُهُ
ويداهُ محايدتان….
*
أجمل الأمهات التي… عينها لا تنامْ
تظل تراقبُ نجماً يحوم على جثة في الظلام…

لن نتراجع عن دمه المتقدّم في الأرض
لن نتراجع عن حُبِّنا للجبال التي شربت روحه
فاكتست شجراً جارياً نحوَ صيف الحقول.
صامدون هنا, (صامدون هنا) قرب هذا الدمار العظيم,
وفي يدِنا يلمعُ الرعب, في يدِنا. في القلبِ غصنُ الوفاء النضير.
صامدون هنا, (صامدون هنا) … باتجاه الجدار الأخير.

كل عام وأمهاتكم بألف خير ورحم الله الأمهات الساكنات في حضن السماء

مقالات ذات صلة