لنتشاور معهم على طاولة “من نحن ومن هم”

عمران نت/ 9 / ديسمبر 2018م

بقلم / د/ خالد القروطي

ليست جديدةً هي أخبارُ المشاورات والمفاوضات بين اليمن المقاوم الصامد الثابت منذ أربع سنوات وبين مرتزقة وعبيد وأذيال أمريكا (آل سعود وآل نهيان والخونة اليمنيين)..

 

وليس بعيداً عنا ما آلت إليه الجولاتُ الماضية من نهايات..

 

غير أن الأكثر وضوحاً وتجلياً هو ما عودنا عليه هؤلاء من تصعيد كبير وتحشيد مستمر يزداد كلما ازداد الحديث عن مفاوضات..

 

وهنا ينبغي أن ندرك جيداً وكما قال قائدُنا وسيدُنا الحسين بن بدر الدين الحوثي يرحمُه الله مَن هو عدونا أو بعبارة أوضح (من نحن ومن هم)..

 

لأننا حينها سنكون قد ثبتنا في وعينا الجمعي الطبيعةَ المرتكزةَ لعدونا والحقيقة الماثلة لواقعه بما هو عليه وترجمته أفعاله من غدر وخيانة ونقض للعهود والمواثيق وخرق لكل صلح أو هدنة..

 

وهذه حقيقة سطّرها القرآن وثبتها لو كنا فعلاً نجعله بين أعيننا كحقائقَ لا يمكن تخلفها: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [سورة البقرة 100]

 

وهذا لا يعني بحال عدمَ الذهاب إلى المفاوضات ومد يد الصلح وتخفيف واقع الحصار عن شعبنا لا أبداً..

 

فالاستجابة للصلح والسلام قيمة قرآنية ونحن أولى الأمم بالتمسك بها فنحن أهل اليمن أهل الإيمان ولزاما أن نبادر إلى كل ما هو إيماني، فضلاً عن كونه أمراً إلهياً واجبَ الطاعة: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [سورة اﻷنفال 61]

 

مع يقين واطمئنان بأن من استجاب لذلك وهو في موضع التسليم والانقياد لله والاعتماد عليه فإن ذلك أحد أسباب استجلاب معية الله بالعون على من كان خلاف ذلك: (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ، هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) [سورة اﻷنفال 62]

 

وإنما يعني:

 

– أن يكون وفدُنا المفاوِضُ وكلنا ثقة فيه على وعي كبير بما قدمناه سابقاً (من نحن ومن هم)..

 

من نحن بما نمتلكه من إيمان وقيم ووفاء وثبات وعزة وحرية وعدالة قضية فضلاً عن الصمود والجهاد والاستشهاد الذي أرضى ربَّنا عنا وأذهل العالم من حولنا.

 

ومَن هم بما يمثلونه من نفاق وكذب وعمالة وخسة ونذالة وذلة وعمالة وارتهان..

 

بل وأبلغ من ذلك بما يمثله قائدهم وسيدهم الأمريكي والغربي من حقد وحسد وبغض أكدها العالم الخبير بعباده..

 

(هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ) [سورة آل عمران 119]

 

(مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) [سورة البقرة 105]

 

(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّن لهم الحق) [سورة البقرة 109]

 

– كما يعني أن نكونَ كشعب يمني عند مستوى الإيمان الذي قلّدنا الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسامه وجعلنا سنامَه، وذلك أنا ومن خلال التجربة (والعقل حفظ التجارب) تأكد لدينا أن هذا العدو يتعمدُ وبشكل لافت وعند بدء أية مفاوضات أو مشاورات أن يبدأ بعملية تخدير للعقل الجمعي والوعي اليمني الجهادي من خلال تكثيف الحديث عن فرص السلام وفتح المطارات وصرف المرتبات ويحرك قنواته وإعلامه بالمبالغة في ذلك وذلك حتى يصور للمواطن اليمني المحاصَر التواق للسلام أن المفاوضات قد آتت ثمارَها وحان القطافُ بينما الواقع يقول بخلاف ذلك..

 

فالتصعيد على أشده والغارات أبلغ وأكثف والحصار هو هو..

 

ولكنه يريد أن يجعلَنا كشعب نتراخى ونتوانى ونتناسى واجبَنا الفطري والإنساني والإيماني في مقاومته وجهاده ورفع حصاره عنا؛ لأنه قد عجز وضَعُفَ ويئس من قتالنا وأبهرته تلك الحشود العظيمة منا وأغاظه هذا البذل والعطاء في الجبهات وميادين القتال..

 

حينها يقوم باستخدام كل حيله وألاعيبه وأكاذيبه ليجعلنا نركن ونصدق إلى أباطيله..

 

لكنه تناسى أو نسي أن شعبا قد جعل القرآنَ إمامَه وقائدَه وموجهَه لا يمكنُ أن يصدّق تلك الحيل وأن تنطليَ عليه تلك الألاعيب الشيطانية الأمريكية لسبب جوهري لا يمكن أن يغفَلَ عنه هذا الشعب المؤمن: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا، إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [سورة فاطر 6]

 

(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [سورة المائدة 82]

 

لذلك ومن المقطوع به، أن العدو وكما في المفاوضات السابقة سيكثّفُ أخبار المفاوضات وصرف المرتبات و… إلخ.

 

لضرب الوعي الجهادي لدينا وتخديرنا عن واجبنا.

 

وحينها وكما هو عهده بنا فإن علينا وبكل جد وفاعلية أن نعمل ونساهم وننشط في تكثيف أخبار الجبهات والمجاهدين ونشر بطولاتهم وتضحياتهم والتفاعل معها بجدية..

 

وفي المقابل أن نعمدَ إلى التغافل وتغييب أخبار المفاوضات وعدم الاهتمام بها فهناك رجالٌ لها سيقومون بدورهم حيالها

 

وبهذا نكون قد وجهنا للعدو وقيادته ضربة معلم.

مقالات ذات صلة