هذا العصر هوعصر القرآن لأن كل شيء مما بين أيدينا قد جُرب وأخفق

عمران نت/ 21 / اكتوبر 2018م

من هدي القرآن الكريم

أيضاً يأتي في موضوع المعجزات والآيات هذه، تكون بالطريقة التي تمهد السبيل لأن تصل رسالته إلى أكثر ناس، مثل معجزة موسى في موضوع العصا وتحولها إلى ثعبان، وأشياء من هذه، وفي المجتمع سحرة، حصلت الفكرة هذه: هذا الذي عندك سحر سنجمع السحرة كلهم ونعطيهم إغراءات كبيرة ونجمع الناس ونفضحك أمامهم، ألم يقولوا هكذا؟ إذاً بالنسبة لواقع الناس اليوم، بالنسبة لواقع الناس لا أعتقد يوجد طريقة الآن أجمل من تقديم القرآن؛ لأن واقع الأمة الآن هناك من يحاول يقول بأنه سيقدم حلولاً، من جهة الأعداء أنفسهم، أليسوا يحاولون أن يقدموا حلولاً، والساحة هنا ضائع فيها ما هو الحل، ما هو المخرج، أليس هذا هو الضائع؟ إذاً عندما يقدم القرآن أول شيء سيراه الناس فعلاً بأنه الشيء الذي لم تسر عليه الحياة لحد الآن في تاريخ الأمة هذه، ويجدون أنفسهم بأمس الحاجة إليه، كمخرج أمام العدو.

إذاً فالقضية التي هي مطلوب بالنسبة لنا جميعاً بأنه كيف نثق فعلاً بالمسألة على هذا النحو! نقول: كل ما بين أيدينا قد جرب، كل ما بين أيدينا من طرق أخرى قد جربت، وأخفقت، ولم تترك إلا آثاراً سيئة، كتب تفسير، وحديث، وأصول فقه، وعلم كلام، وكتب ترغيب وترهيب، والأشياء هذه كلها، مذاهب متعددة جربت، نظريات أخرى جربت، اشتراكية، علمانية، ليبرالية، رأسمالية، الأشياء هذه كلها جربت وأخفقت، أليست كلها جربت وأخفقت؟ إذاً قد نكون نحن ربما من أكثر الناس إمكانية أن نقدم القرآن للآخرين، أول شيء بالنسبة لنا ليس لدينا عوائق كبيرة، ليس لدينا عوائق كبيرة بحيث أنه مثلاً تجعلنا نؤقلم القرآن على أساس رؤى سابقة لدينا، أعتقد هذه قد تكون موجودة عند الآخرين تقريباً، عند الطوائف الأخرى إشكالية، لكن في حركة الحياة في المرحلة هذه، هناك ما يجعلهم يكتشف لهم ما هم عليه بأنه لم يعد يقدم حلاً، أما عندما يحصل مثلاً هجمة ثقافية، مليئة بالشبه، ربما قد تخليهم فعلاً يتنكرون لأشياء كثيرة، فيكون الشيء الوحيد المقبول هو القرآن، هو القرآن.
نحن قد تكون جريمة كبيرة بالنسبة لنا إذا لم نقتنع بالقرآن مِن صِدْق، والله أعلم كم بقي من عمر الدنيا، لا أحد يدري كم في أعمارنا، وكم في عمر الدنيا هذه بكلها، لماذا لا نحاول نتمسك بالقرآن من صدق، ولا نعتمد على أي تثقيف آخر سواه، مهما كان، وهنا ألم يقدم لنا بشكل لم يعد بعده إلا هل ينتظرون إلا أن يأتي الله أو الملائكة، أو يأتي بعض آيات ربك، هل ينتظرون إلا تأويله، يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل .. يعني آيات كافية، ومعنى كافية، في كل ما تناولته.

هذه القضية يجب أن ننطلق منها بصدق، عندما يقول واحد: لكن بقي، وبقي … ! لا يوجد، فقط أنت ما زلت مرجوجاً، أو يكون واحد فقط قد دخل برأس رجله، ورجل ما زالت متشبث بطريقة سابقة، فعندما نتحرك على هذا النحو فعلاً قد لا يكون ربما فيما أعرف في المنطقة العربية هذه نفسها لا يوجد ربما طائفة، ولا شعب عنده فرصة يتحرك على أساس القرآن مثلما عند الناس هنا في اليمن، فعلاً مقومات كثيرة ليست متوفرة في أي شعب آخر، فقد تكون خسارة كبيرة جداً علينا في المقدمة إذا ما تحركنا على أساس القرآن، إذا لم نقدم القرآن للناس، نقدمه على أعلى مستوى، أول شيء نلتزم نحن، عندما نقول: نقدم؛ لنعرف كيف هداه، ثم كيف نتحرك على أساسه ونحن نقدمه للآخرين، وتجد الآخرين فعلاً الآن لم تعد الديمقراطية جذابة لديهم، هل أحد ممكن يقاتل من أجل الديمقراطية الآن؟ من يمكن أن يقاتل من أجلها؟ ولا أحد، أعتقد لا جيش، ولا شعب في أي بلد عربي الآن، إتضح لنا أنهم قد ملُّوا منها، بقي القرآن، والقرآن عندما يقدم قُبِل الإسلام نفسه، يُقْبل الإسلام؛ لأن الإسلام قد شوه حقيقة؛ ولهذا نقول: إنه شيء مؤسف أننا لا نسمع في وسائل الإعلام، لا تسمع أنهم يحاولون يقدمون حلولاً أخرى، وتحليلات كثيرة، لا يوجد تقديم بأن الإسلام يمثل حلاً! لا يوجد كلام حول القرآن نفسه!.
لو قال بعض: القرآن .. فسيقدمه بطريقته التي هو عليها، يقدمه وعنده رؤى أخرى يحكِّمها على القرآن، وقدم القرآن لا شيء، لا يقدم للناس شيئاً.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس السابع والعشرون]
ألقاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 27رمضان 1424هـ
الموافق 21/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة

 

مقالات ذات صلة