وفاء للشهيد الصماد .. ارفعوا بنادقكم ..

عمران نت /25 إبريل 2018م

بقلم / عفاف محمد

عندما يرحل عنا المرء من هذه الحياة نبحث في خباينا عن مناقبه وعن أنجازاته ،نبحث عن اثر خلفه فينا في أنفسنا وكل ما حولنا ومن ثم نتدارسه جميعاً فنقول بعدها رحمة الله تغشاه كان وكان وكان …فما بالكم ان كان هذا الشخص هو رئيس دولة حامي وطن بحجمه الكبير …
كان الشهيد رئيسنا الصماد قد تولي الرئاسة في وقت قصير وحرج لم نكن نعرف عنه اية تفاصيل برز لنا من بين ثنايا الجروح التي اقيحت في الأمة وفي الشعب الذي نالته اياداً خبيثة وعبثت بكل مصالحه ..ترقبنا بصمت مأملين فيه الخير فدام هو عين بمشورة قيادة حكيمة فلابد من خير مترقب ..

كان الشهيد الصماد قد ترجم بتحركاته وبنشاطه وبخطاباته وبمواقفه معنى الإنسانية قبل ان يترجم معنى السياسية الصارمة اثبت إنسانيته من خلال ملامسته للقضايا الحساسة ..
وجدناه قريب جداً منا، من همومنا ،من قضايانا، تلمس حاجات الشعب وخاطبهم بكل مستوياتهم الفكرية والمذهبية والطائفية …وبالرغم من كونه محسوب على مكون انصار الله لم يكن يوماً قد اولاهم اهمية عن دون المكونات الأخرى ،بل ولم يكن حريص على ان يلمع هذا المكون إلا من حيث يستحق بما يعكسه من تفاعل مجتمعي صادق خلال مؤسسات الدولة وغيرها من القطاعات ،كان يؤمن بالتعددية السياسية ويحترم كل مكون ويعطيه حقه ..
عرفناه في هذه الفترة القصيرة متحرك في كل المجالات حريص على ان يطلع على كل شاردة وواردة ، يتقدم الخطوط الأمامية في الجبهات ويزورها بأستمرار، كنا نستغرب تنقله وزياراته المتكررة لتلك الجبهات،بالرغم من مكانته الحساسة وكونه مطلوب عاليمياً في قائمة رصدها العدو ،لكنه كان فارس مقدام لايهاب كل هذا ، كنا نسمعه يلقي الخطاب هنا وهناك فيترك اثرا بليغً في نفوس العامة، فأحساسهم بدنوه منهم وعدم تجاهل قضاياهم وحاجاتهم ولد بداخلهم ترابط حميم بين رئيس دولة وبين شعب …
اهتم كثيراً بقضية الساحل الغربي اهتم بميناء الحديدة اهتم بجزيرة كمران وسقطرى وعدن اهتم بكل منفذ بحري وكل مطمع يجعل لعاب الأعداء يسيل امام مغرياته الأستراتيجية . ..
سلام الله عليه كان مؤمن اشد الإيمان بالقضية العادلة وسعى جاهدا في كل الميادين كي يخفف من هموم الشعب …
ولكن اعداء الله لم يتركوا له مجالاً ليكمل مسيرته النضالية الشريفة ..فترصدوه عدات المرات كونه متحرك لا يخاف اويهاب او يتخفى ..
ونالت منه ايادي الغدر والخيانة ..نالت منه وما نالت من مبادئه التي غرسها فينا ،وما نالت من حبه الذي سكن قلوبنا، وما نالت من مشاريعه التي اسسها ولا من شعبيته التي خلفها ..
سنظل نذكره كما سيذكره تاريخنا الذي يسطر السير الخالدة والشخصيات النبيلة التي حفرت مواقفها بطولات لا تنسى ..مشروعه لا زال قائم يد تبني ويد تحمي ..
سنتذكر طيبه وعفويته وحرصه الشديد على سلامة وأمان ورخاء شعبه من خلال مواقفه وخطاباته الرنانة التي وصلتنا بعمق مصداقيتها
الصامد لم يكن قيادياً حوثي او رئيس مكون انصار الله ..الصماد رئيس دولة ورئيس شعب أبي شعب اراد الكرامة وابى الذل شعب يعي من معه ومن ضده شعب يعرف كيف يفسر تحركات مرءوسه ..
رحل عنا الشهيد الصماد لسموات العلى لكنه لم يرحل منا هو باقاً فينا رجل الملمات ورجل المواقف
تطلعوا آخر خطاب له .تطلعوا حتى كلماته العامية التي بها كان يتحدث بعفوية تتسرب للنفوس بسهولة ويسر رافعاً اي تكلف بين رئيس دولة وبين شعب !.وترجموا حبكم وولائكم له بالخروج في مسيرة البنادق وارفعوها عالياً وفاء لروحه الطاهرة الزكية …
ارفعوا بنادقكم …ارفعوها في وجه كل الطغاة والمستكبرين واثبتوا للعالم انه حي في قلوبنا وانه من خلفه مليون صماد وصماد ..
اخرحوا يا أهل الحديدة وبرهنوا بصدق وفائكم لروحه التي بذلت في سبيل راحتكم ونصرتكم الكثير وتلك الطريق تشهد كم كانت اطلالته عليكم بود واخلاص شديدين وفيها زفت دماؤه الزكية .اثبتوا بخروجكم ان تلك الكلمات لها صدى في انفسكم الطيبة ..
اخرجوا جميعا واثبتوا ولا ئكم وصدقكم لروحه الطاهرة
#مسيرة -ارفعوا -بنادقكم -وفاء #

مقالات ذات صلة