مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَللهِ العِزَّةُ جَمِيعًا

عمران نت / 21 يناير 2018م

من هدي القرآن الكريم

﴿ تَنزِيلَ العَزِيزِ الرَّحِيمِ﴾[يس:5] هكذا يقول لنا، فما فيه من تعليمات وتوجيهات وأوامر ومواقف وما رسمه لنا مما نبني عليه واقع حياتنا هو كله قائم على عزّته ومن منطلق عزّته، عندما نأخذ بتعليمات الله في هذا الكتاب، بتوجيهاته، عندما نتمسك به، عندما نهتدي به، عندما نبني واقعنا ومواقفنا وتصرفاتنا على ضوء تعاليمه لن تكون النتيجة هوان، لن تكون النتيجة ذلة، لن تكون النتيجة ذل وخزي.. لا؛ لأنه كتاب عزيز، من تعليماته من إرشاداته من توجيهاته عندما نطبقها نكسب العزة، يبتني واقعنا كأمة عزيزة لا تكون مستهانة مستباحة مستذلة يعبث بها أعدائها يفعلون بها ما يشاؤون ويريدون وهي في حالة من الذل والقهر لا تعمل شيئاً، ولا تقدر على أن تتصرف، ولا أن تدفع عن نفسها.

من صفات الله سبحانه وتعالى أنه العزيز، عزيز في ذاته، عزيز في تدبيره، عزيز في هدايته، وهو يقول جل شأنه في كتابه الكريم: ﴿وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون:8]، لرسوله اعتزازاً بعزته، وللمؤمنين اعتزازاً بعزته؛ لأن العزَّة له ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَللهِ العِزَّةُ جَمِيعًا﴾ [فاطر:10] العزة لله، فتعليمات الله يبتني على اتباعها والتمسك بها والعمل بها أن نبني واقعنا فنكون أمة عزيزة ممتنعة على أعدائها، عصية على أعدائها، لا أمة مقهورة ذليلة يُقتَل كل يوم من أبناءها فلا تعمل شيئاً، تتفرَّج على واقعها المستباح والأعداء يفعلون فيه ما يشاؤون ويريدون، يقتلون الأنفس بغير حق، يزهقون الأرواح، يسفكون الدماء، ينتهكون الحرمات والأعراض، ينهبون الثروة، يهيمنون على شؤون هذه الأمة، يتدخلون في كل تفاصيل حياتها، يسوقونها إما بدافع الرهبة أو بدافع الرغبة وكأن أبناءها عبيد لا منعة لهم، لا قوة لهم.

وهذا الكتاب هو كتاب الله القوي.. القوي، تعليمات تبني واقعاً قوياً لأمة قوية، تتحرك لمواجهة كل التحديات وكل الأخطار من واقعها القوي؛ ولهذا عندما نجد من توجيهات الله المهمة في كتابه العزيز﴿ وَأَعِدُّواْ لَـهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾[الأنفال:60].

وهذا الكتاب يقول عنه: ﴿تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ العُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الحُسْنَى﴾ [طه:4-8]، هذا الكتاب تنزيلاً من الله، لا ننظر إلى القرآن الكريم ككتاب منفصل عن الله، وراء القرآن من أنزل القرآن، ﴿تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ﴾، الأرض أرضه والسماء سمائه والعالم كله مملكته.

ما تضمنه هذا الكتاب من توجيهات لها شرعية؛ لأن الأرض أرض الله، والسماء سماء الله، والخلق خلق الله، والجميع عباد الله، فله شرعية، شرعية لأنه من الربّ، لأنه من الخالق، لأنه من المالك، لأنه من المقتدر على كل شيء، من الجميع له عبيد ومملوكون، توجيهاته وأوامره هي التي لها الشرعية الحقة، هي الحق وما عداها وما خالفها باطل الباطل، فلها شرعية.

لا ننظر إلى ما يفرض الآخرون لأنفسهم من شرعية زائفة ليست شرعية في الحقيقة، ثم ننظر إلى توجيهات الله وتعليماته وكأن لا شرعية لها.

هذا الكتاب ليس كتاب مقترحات من محلل سياسي، أو رؤية من كاتب أو صحفي أو ما شابه، كتاب ملك السموات والأرض، فاطر السموات والأرض، ربّ الناس، إله الناس، ملك الناس، كتابه تعليماته أوامره أوامر مَلِك، يثيب ويعاقب، يُذلّ ويُعزّ، وراءها ثواب ووراءها عقاب، لمخالفتها نتائج، ولاتِّباعها والتمسك بها آثار عظيمة وإيجابية وثواب وأجر.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة بعنوان (القرآن الكريم) 7/ رمضان 1433هـ.

القاها السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

مقالات ذات صلة