لا بد من تقديم الشهادة حتى يلمس الناس أثر دين الله، أثر القرآن في الواقع

نحن نقول: هذه من الناحية العملية مهمة جداً، يعملون استبيان، نحن أمام فئة كلما وجدوا الناس أقوياء كلما ضعفوا هم أمامهم، كلما ضعفوا هم، لا تتصور أن الأمريكيين معناه عندما يرون الناس أقوياء، ومنضبطين، ومصرين على ما هم عليه، وعندهم صمود أنهم لن يضعفوا، لاحظ مظهر السجن هذا، كل أسبوع يعتبر إيجابي كبير بالنسبة للناس، في تأثيره على نفوس الأعداء، على الأمريكيين، والإسرائيليين أنفسهم، أمام أمة صامدة، ومثلما قلنا سابقاً: نحن في مرحلة يجب أن نقدم، وليس على أساس أنه عنوان حزب، أو عندنا قيادة محنكة، أو عندنا شخصيات محنكة، قرآن، هذا دين الله؛ لأنه هي القضية الغائبة، البلاد العربية ملان محنكين، وملان مفكرين، وقادة، لكن الشيء الغائب هو ماذا؟ أن يلمسوا أثر دين الله، أثر القرآن، وكيف يكون الناس الذين يهتدون بهداه، هذه القضية أساسية ننطلق فيها.

 ولا تأتي الشهادة لله إلا عندما يكون الناس يتحركون في سبيله، وبطريقة معلنة، في سبيله، أننا نهتدي بهداه، نسير على كتابه، لاحظ كيف تكون النتائج؟ عندما يكون الناس بهذا الشكل يكونون محط تأييد إلهي، محط عون إلهي، وفعلاً الناس، الأمة هذه بأمس الحاجة إلى القرآن، لكن من يقدم لها القرآن؟ هذه المشكلة هنا، أنا لا أتصور أن هناك طائفة أخرى، افهموا هذه ـ على معرفتنا بالطوائف ـ ما أتصور أن هناك طائفة أخرى يمكن أن يأتي من داخلها ممن هو متمسك فعلاً بما هو سائد في طائفته، يقدم القرآن بشكل إيجابي، أحياناً بعض الطوائف لا يمكن شخص منها يجرؤ على أن ينقد نفسه، وينقد مجتمعه، وينقد طائفته، هذا نادر، بعضهم قد ينقد في مجال وما زال هو [مخربط] في مجال آخر، نحن لدينا إمكانية ننقد الآخرين جميعاً، ننقد ما كنا متشبثين به من أشياء اتضح بأنها مخالفة لكتاب الله داخلنا كزيدية، داخلنا كشيعة، مع الاثنى عشرية، مع طوائف السنة. مجتمعات أخرى، محمد حسين فضل الله نفسه عندما نقد أشياء معينة عملوا عليه ثورة ثقافية، وحملة دعائية رهيبة.

 بعض الناس قد يكون فعلاً يتأثر، نحن قلنا من البداية يجب أننا نوطن أنفسنا على هذه، وأنها قضية أساسية فيمن قال الله عنهم: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة: من الآية54) لأنه قال بعد: {وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} (المائدة: من الآية54) أنه لو يقولون ما يقولون، خليهم يعملون فتاوى، يعملون بيانات، يعملون ما يعملون، طريقة لن يتزحزح الناس منها نهائياً، وهذه هي طريقة القرآن نفسه، كيف قدم في أيام رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)؟ كانوا يقولون: ساحر، كذاب، مجنون، مفتري على الله، أساطير الأولين، أشياء كثيرة جداً، ولم يبال بها، واتجه في طريقه ونجح.

الاهتداء بالقرآن ـ كما نقول ـ يجب أن نقدمه للناس بالشكل الذي يعطيهم أملاً، يعني كيف رؤية الإسلام في بناء الأمة، هذه قضية، كيف رؤية القرآن في بناء الأمة، تبدأ مننا نحن، عندما نقدمه في أوساطنا، لا تبقى عبارة: [كتاب وسنة] مثلما هو سائد، أليس هو السائد في المجتمع [كتاب وسنة]؟ لكن قد هم عارفين أن كل واحد يرجع إلى الكتاب يأخذ منه الذي على كيفه وخرج ولم يقدم شيئاً، والآخرين مثله، قد ملوا الكلمة هذه، كيف تقدم رؤية يفهم الناس فعلاً بأنها رؤية بنَّاءة للأمة، تمثل حلاً أمام الخطورة الكبيرة التي تواجههم.

الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس السابع والعشرون – من دروس رمضان]

(سورة الأعراف)

ألقاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي/ رضوان الله عليه.

بتاريخ   27رمضان 1424هـ

الموافق: 21/11/2003م

اليمن ـ صعدة.

مقالات ذات صلة