نصرالله ووعد الله … للحقيقة رجالها

عمران نت/ 21 نوفمبر 2017م

بقلم /عبدالله مفضل الوزير

ليس غريبا أن ينفرد بالحقيقة رجل كسيد العرب والعجم الذي له من إسمه نصيب!

نصرالله!

مشكلة السيد حسن نصرالله مع أمراء النفط، تشبه إلى حد كبير مشكلة جده رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم مع أشراف قريش التي كانت تنزعج من كلمة الحق، فاذا بها تنعته بالكاذب والمجنون بعدما أيقنته صادقا أمينا.

الأمر كذلك مع وعد الله ونصرالله الذي هو مجوسي اليوم بنظرهم لأنه وقف غريبا مع مظلومية شعب غريب عزيز لم يبكي في شاشات التلفاز

حسنا,, لو رمى سيد العرب والعجم عربان الخليج بالجزم وأهان كرامتهم وامتدح أمريكا وإسرائيل وقدم لهما الولاء والطاعة، لتم تنصيبه ملكا على العرب، ولكانت تلك العقالات ساجدة أمامه وهي تحاول لعق حذائه، ولن نذهب بعيدا للتأكيد على ذلك فمن هو أقل منه قد حظي بهذه المكانة “شاه إيران”.

وإذا كانت هذه الحقيقة التي يتيقنها كل إنسان مسلم أو غير مسلم فإن من اللازم تباعا اليقين بأن العدو هي أمريكا، عدوة الإنسانية بمختلف مشاربها الدينية والقومية وحتى اللادينية!

صادق الوعد ونصر الله، كان يعي ما يقول وهو يعدنا بالنصر في وقت كانت تستهزئ به أبواق العدوان، واليوم تؤاخذه على قول تلك الحقيقة وتشيطنه، لترمي بخيبتها على خصم من العيار الثقيل، فمثلما شنت العدوان علينا بحث عن عدو ليس له وجود، تحاول أن تبحث عن خصم ثقيل لترمي عليه خيبتها.

إنها مشكلتكم أيها السادة وليست مشكلة اليمن أو لبنان أو سوريا أو العراق!!

حجج وأدلة وبراهين دول العدوان على عدوانية السيد حسن لها أنه وعد بانتصار اليمنيين الشرفاء، فيما الحقيقة تقول إن السيد القائد العربي والاسلامي كان ناصحا أمينا لقوى الاستكبار، كما كان الأنبياء والقائمين بالقسط يقدمون النصح لأقوامهم، فلم تبالِ!! وتلك مشكلتها، أليس كذلك؟!!

خرج الأسد من عرينه بعد ثلاثة أعوام ليكمل فصل الخطاب الذي ابتدأه ثاني أيام العدوان وينقل الشواهد الحية عن انتصار اليمنيين، ويلبس الخزي والذل ليس بوجه جزمات أمراء النفط، بل وبوجه السيد الأمريكي أولا، أما تلك الأدوات فقد لبست الذل منذ أول يوم رضت فيه ان تضع نفسها خادمة للصهيونية العالمية!

الصواريخ يمنية والطائرات المُسيّرة صنع يمني يا من تستوردون حتى العقال، ومثلما قلت لكم في السابق إذا قال السيد القائد اليمني البطل شيئا عليكم أن تصدقوه!

يا للهول هل نحن أمام حقيقة أم في حلم؟ هل من المعقول أننا أمام حقيقة أن الشعب الذي احتقرناه يوما ما يصير بهذا المستوى من التحدي؟

عندما شنت قوى البغي برئاسة أمريكا عدوانها علينا، لم نتلفت يمينا أو يسارا في محيطنا العربي والإسلامي، بحثا عن منقذ، بل حدقت أبصارنا نحن عدالة قضيتنا، وفورا حملنا المسؤولية على عاتقنا ولم نبالي أوقعنا على الموت، أم وقع الموت علينا، وكان الله عظيم فيما صنعه معنا.

كان حزب الله قدوتنا والدليل الحي على صدق وعدالله بنصر المستضعفين مهما كانت قوة المعتدين، وهذه كل الحكاية…

كل الشرفاء في اليمن وهم المعبرين عن طبيعة الإنسان اليمني الغيور يقولون بلسان حالهم ” لولم يكن لنا سوى موقفك يا سيد العرب والعجم لكفانا، لكفانا بما حددته بموقفك الاستثنائي بوصلة قضيتنا أنها مع الحق، فزدتنا يقينا إلى يقيننا وأنت قبلة الأحرار في كل العالم.

نحن يا سيدي نرى أن معركتنا شرف يليق بمقامنا عندالله، كونه أخرجنا من عنق زجاجة التيه غلى فضاء الانعتاق من الذل والهوان وخزي الدارين، ونحمدالله ان اختصنا بمواجهة أمريكا وجها لوجه، كما اختصكم بمواجهة إسرائيل وجها لوجه.

لقد صار لزاما على أمريكا أن تتيقن ربيبتاها في المنطقة تواجه إحداهما حزب الله الذي أركعها وأذلها، وأخرى تواجه أنصارالله وهم في طور اكتمال مهمتهم الرسالية العظيمة.

أن تقول كلمة الحق بوجه أمريكا وأياديها القذرة في المنطقة فهيئ نفسك لتلقي ردات الفعل الامريكية السعودية الإماراتية الإسرائيلية، وهذا ما حدث مع سيد المقاومة وسادة المجاهدين في هذا العالم

ظهر سيد المقاومة بعد ردة الفعل السعودية خلال محاولتها خلق فراغ سياسي في لبنان وأزمة وحرب أهليه، ظهر بموقف أكبر من السابق معطيا الشعب اليمني دفئا أكبر، فيما يضع الأسس التي لن يخرج عنها مستقبل بلده.

لم يكن مباليا بتفاهة التحديات التي تواجه بلده لأنه رجل المهمات الصعبة واجتاز الصعاب مع رجاله الأوفياء وكذا من اقتدوا به من شعوب المنطقة حتى تطهروا من الأدوات الصغار كداعش، ولن يكون الأسياد الا أضعف من كل الأدوات التي سقطت وإلا لما لجأت لهذه الأدوات وهي كانت في المقدمة!

لم يكن الحريري في موقف أفضل من هادي، بل قدمته ربيبة أمريكا السعودية كأحمق وحقير لم يلاقي حتى إحترام مكونه السياسي في لبنان، ولعل ذلك يعود لما يتمتع به الشعب اللبناني بأغلب نخبه وقادة الرأي فيه من وعي عالي، وهذا ما وأد المشروع الامريكي السعودي هناك وأجهضه من بداياته، والأمر محسوم.

ولكم أن تتخيلوا كيف تتبادل إسرائيل والسعودية الموقف لتزج بالأخرى بحرب مع حزب الله وستدفع تكلفة الحرب، وكلاهما يعتريهما الخوف الشديد، وأي حماقة قد تقوم بها أي منهما أو كلاهما فالنصر محسوم تحت لواء سيد المقاومة فقط ولن يكون إلا كذلك!

ختاما:

لنصرالله ,, إن أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا تلزمنا الخجل تجاه مواقفك ومشاعرك، فمشاعرك ومواقفك نحونا لا تقاس بثمن وليس لها ما يعادلها إلا مبادلة الوفاء بالوفاء، فنحن جندك يا سيدي بعد قائدنا البطل والشجاع والحكيم وحاضرون في أي معركة مع إسرائيل، وأرواحنا فداء للتضحية في هذا الطريق وكفى بالله جازيا ومعينا وناصرا

 

مقالات ذات صلة