الصالة الكبرى ..الوجع الذي لم يهجع 

عمران نت/ 1اكتوبر 2017م
عفاف محمد

من يتذكر ذاك النهار الذي بدا يوماً كسائر الأيام لاينبئ بتلك الجريمة التي كان يعد لها بإحكام من خلف الكواليس !!

المجاهد عندما يذهب للجبهة وهو ذاك البطل الأبي الذي تعجز عن وصفه الكلمات يعد نفسه للذهاب مودعاً اهله وهو قاصد تجارة عظيمة مع الله قد باع نفسه لله فأشتراها الله بعظمته وجلاله وقد يقضي دويونه ويتجه للجبهة مخلص لله بكل ذرة في كيانه وهو متوقع ان يستشهد في اي لحظة ..
والكلام لا يستوفي مناقبه او يساوي قدره الجليل …

شهداء غارات الطيران المفاجئة تكون فاجعة لأنها غير متوقعة وتأتي للأنسان في مطرحه فتخطف روحه مخلفة ألآم حجمها مهول ..

و اتطرق وإياكم هذه اللحظة لشهداء الصالة الكبري وذلك تزامناً مع ذكراها …

الصالة الكبرى ..على أثر بشاعة ما كان فيها تيتم مئات الأطفال ورملت النساء وثكلت في غمضة عين …
فبأي ذنب قتلت تلك الأنفس وماذا جنت ؟! اجل حالها حال كل مستهدف من قبل الطيران الخبيث لكنها لم تكن في الحسبان وكذلك كان العدد مهول انا لا اقصد هنا اي مقارنة فكلها ارواح عزيزة وغالية على اهلها وذويها …
لكني تطرقت لذلك لعمق الألم الذي لحظته على أسر الشهداء الذين لا زالوا يتوجعون حتى اللحظة…

كم هي عظيمة أن يفزع الوالد والأبن والأخ وكل قريب وهو يبحث بين الجثث المتفحمة عساه يجد قريبه حي عساه يتعرف على ملامحه المطموسة كم كانت ليللة عصيبة على اهل الشهداء وهم يبحثون بين الجثث التي يعلوها الدخان عن فلذات اكبادهم وعن كل قريب لهم ..كم هاموا في الليل البهيم من مستشفى لأخر ومن ثلاجة لأخرى دون جدوى …
البعض بعد جهد الجاهدين والأخر طلعت الشمس لليوم التالي ولم يصل لنتيجة …

يقول أحدهم…لا زلت اشتم الرائحة للجثث مع الأسفنج المحروق وغيره من الروائح التي أختلطت حتى اليوم…
وآخر يقول لم ولن انسى تلك المناظر ونحن نبحث عن أهلنا الذين لم نجد سوى بعضهم إما عرفناه بساعته او بأسنانه …تلك الصور علقت في مخيلتي للأبد …

وغيره يقول انا لم اصدق أن قريبي مات لأننا لم نجد جثته ولا ضريح له نزوره كي تهجع أنفسنا وتؤمن بإستشهاده …

وطفل يقول لماذا ذهب أبي الصالة يا أمي لما لم نمنعه ؟!
عقله الصغير لا يستوعب ان هذا قدر والده !!.

كم هي موجعة تلك المجزرة البشعة وكم هي محزنة …
فهل ستنسى بسهولة …؟!

اليوم العدوان السعودي يستخدم كل نفوذه كي لا يحاكم على تلك الجرائم ولا يفتح ملف جرائمهم الشنيعة ولكن الأصوات بدأت تتعالى في العالم …وريحهم النتن فاح وأنتشر للعالم فمهما عملوا سيحاسبون على جرمهم في أهل اليمن سواء طال الزمن ام قصر …
والله سبحانه يمهل ولا يهمل ..
فأن مكروا لهو خير الماكرين ولأن تجبروا هو الجبار العظيم…

مقالات ذات صلة