يرهقك الصيام للدرجة التي لا تقوى فيها على الخروج من تحت البطانية إلا عصرا !!

عمران نت/ 29 مايو 2018م
بقلم / سعاد الشامي
 
تستلذ بالنوم العميق وتعتريك مشاعر الغضب والانزعاج لمجرد سماع دقة باب أو صوت طفل يبكي!!
 
تشغلك مائدة الإفطار وتستحوذ على أفكارك بحيث أنها لا تفارق خيالك دقيقة واحدة !!
 
يغريك هذا الليل المتسع لتناول أكبر كمية من القات والمكوث أطول وقت في ضيافة شاشة التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي!!
 
أنت صائم …….!!
 
ندرك ذالك ولكن ربما أن هذه العبادة قد تعرضت عبر الأزمان إلى تشويش متعمد أخرجها عن نطاق بثها الفعلي في ترسيخ مبادئ التقوى والإيمان وتحولت إلى مجرد عادات وتقاليد !!
 
يا أيها الصائم ….
تمهل وتأمل قليلا ولك أن تطل بنظراتك إلى تلك النجوم المتلألأة في حضن الجبهات وهي كالفجر يبدد ظلمة الليل..
 
ولتستمتع بمنظر الوردات المزهرة بقوة الإيمان والحب السرمدي للجهاد والفواحة بعطر النصر الزمردي وقطرات العطاء الندية المسكوبة على خد الوطن الجريح ..
 
وشاهد أكشن البطولات الأسطورية وكيف تتغلب قوة الإيمان على قوة السلاح وكيف تخيب المطامع والأحقاد تحت أقدام الرجال الرجال..
 
ولك أن تبتسم وبقوة بعد كل إنجاز بطولي يهدوه لنا مجاهدون يصارعون عتاولة المجرمين وحلفاء الشياطين فتنحني لهم قلوبنا قبل أجسادنا إجلالا وعرفانا وتقديرا..
 
ويجوز لك أيضا مراجعة ذاتك ولتدرك بأن هؤلاء المجاهدون كتب عليهم الصيام كما كتب عليك وكتب عليك القتال كما كتب عليهم ولكن المفارقة المؤلمة بأن أرتباطهم مع الله وعلاقتهم به كانت وثيقة جدا فصاموا وجاهدوا وأنت كان أرتباطك مع الدنيا ورغبات النفس أقوي فصمت ونمت..!!
 
ولكن ماأجمل أن تستشعر مسؤوليتك الدينية والوطنية والإنسانية وتحس بخطورة التقصير ونكبات التفريط في هذه المرحلة التي تستدعي من كل الأحرار والشرفاء المضي بدرب الجهاد والتوجه إلى ساحات الدفاع المقدس ليكتب الله لك ولوطنك النصر المؤزر والعزة والكرامة كما كتب عليك الصيام والجهاد.
 
 

مقالات ذات صلة