علمنا أن التقوى عطر الأرواح

عمران نت/ 20 مايو 2018م

بقلم / عفاف محمد

قل للملوك تنحوا عن عروشكم
فقد أتى آخذ الدنياء ومعطيها

كم من دهور تقضت عتمت على الأمة امور دينها ودنياها ،حيث وقد ولدت من بين ثنايا الزمن كثير من العوالم المنحلة حتى عمت الضوضاء ،وخنعت الأمة وسادت بها الرذيلة ،فجاء الفجر مبدداً دياجير الظلام ،وبزغت شمس الحق ،فعلت على اثرها وانتصرت الفضيلة ،وعلى مر الزمان يظهر لنا من يقيم اعوجاج الأمة وينهض بها من بعد تعثر ،احدثكم اليوم عن قائد هذا العصر ،من أخذ الدنياء بسيف النصر ،انه المثل الأعلى للقائد المسلم ،والفارس النبيل ،انه المحرر الأعظم من الظلم ومن العبودية ،هو من انتزع من قادحيه ومادحيه أعظم الأعجاب ،وخلف أكبر الأمجاد واعطر السجايا ،جاء لنا من بين جبال تدعى مران صعدة الشماء ،جاءنا بالهدى وأحيا روح القرآن ،جاءنا في وقت نحن فيه افتقدنا الراحة النفسية ،جاءنا بعلم وفير
فاق الاذواق وفاق الأفكار ،وجدنا انفسنا ننبهر
بمادته بخطابه ،قد رن اسمه في سمع الزمان ،وفاحت سيرته مسك، سمعت اصقاع الأرض عن حروبه ،وانتصاراته على الوحوش الضواري،هو من صنع من ضعف المسلمين قوه ،وكان سيف شاهر في وجهه السلاطين والامراء المنكرين ،يقيم الحق ولا يبالي احد ،عُرف بحسن العشرة وطيب الأخلاق ،لا يفقد اعصابه قط لا في هزيمة ولا في ظفر ،متواضع يطأ الناس عند ازدحام حاجاتهم ،حافظاً للتاريخ وللمعالم،خاض المعارك وقويت شوكته بها واشتد عزمه ،
اليوم في ليالي رمضان يطل علينا ك العادة مستشعراً مسئوليته تجاه امته التي اولته مصيرها ،وسلمته زمامها ،ثقة وتبرك به وبرجاحة عقله وحنكته وموروثه الديني والتاريخي والبلاغي والأدبي ،يطل علينا في اسمار رمضانية
كإنسان وليس كزعيم او قائد ،في خطابه لم
يكن كثير البهام ولا بعيد الخيال ولا وافر التلبس ،يعلمنا ديننا ،استطاع ان يصل ببساطته الى افكارنا ،ذاك هو المثابر في عمله، الثابت في جهاده
بفصاحته سحر آذان الناس وافكارهم وبلغ الى هياكل قلوبهم،فكل ما حل به يضيف الى عزمه عزما ،و يحول ايمانه العميق ضد العدو الى قوة قاهرة تسلحنا بأجنحة الايمان ،
هو رجل لا يعرف الاذية
رجل يملأ حياته ذكراً
انه برجاً من تلة الإيمان
انه بحيرة من قطرات العلم
اوليس الصدى الذي يرجعه كهوف الاودية ،قد ألفه واعتاد مواعضه؟!
انها حكمة ان يكون اليوم من يقود سفينتنا ،انه
الوجدان الإلهي ،الذي جعلنا نفهم اقواله ليس فقط بالفكر بل بالروح التي تعانق اسرار الكمال الإيماني الذي يشبه عصف الريح ،انه يعلمنا طرق التقوى …
فهل عرفتم من هو ……؟!
انه سيدنا عبدالملك رضوان الله عليه .
و شهركم مبارك .

مقالات ذات صلة