
15 ديسمبر.. يومٌ دامٍ في سجلّ العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي
تقرير
تحوّل الخامس عشر من ديسمبر، عبر أعوام العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، إلى تاريخٍ مثقلٍ بالدم والدمار، تتكرر فيه الجرائم وتتكشف فيه الطبيعة الحقيقية لحربٍ استهدفت المدنيين والبنية المدنية والاقتصاد الوطني بلا تمييز.. في هذا اليوم، سقط عشرات الشهداء والجرحى، ودُمّرت الأسواق والمنازل والمنشآت الخدمية، في مشهدٍ يعكس نهجًا عدوانيًا ممنهجًا لا تحكمه أي اعتبارات إنسانية أو قانونية.
يوثّق هذا التقرير أبرز الجرائم التي ارتكبها العدوان في مثل هذا اليوم، منذ العام 2015 وحتى 2022، ضمن تسلسل زمني يكشف حجم الانتهاكات واتساع رقعتها الجغرافية.
15 ديسمبر 2015: استهداف القرى والأسواق والمنشآت الخدمية
في عام 2015، ارتكب طيران العدوان مجزرة مروّعة في قرية بني الحداد بمدينة حرض في محافظة حجة، أسفرت عن استشهاد عشرة مواطنين وإصابة عشرين آخرين، معظمهم من المدنيين.
وفي ذمار، استشهد خمسة مواطنين وأصيب أربعة آخرون جراء ثلاث غارات استهدفت مبنى فرع شركة النفط، في استهداف مباشر لمنشأة خدمية حيوية. كما استشهد مواطنان في غارة على سيارة مدنية في عقبة بيحان بمحافظة شبوة.
وشملت الجرائم محافظة الحديدة، حيث استشهد مواطنان جراء غارتين استهدفتا نادي حيس الرياضي والاجتماعي، وتضررت المباني المجاورة. وفي صعدة، قُتل خمسة مهاجرين أفارقة بينهم امرأة في غارات على الطريق العام بمنطقة البقع في كتاف.
وامتدت الغارات إلى صنعاء، حيث استُهدفت الكسارة في منطقة المحجر بمديرية همدان، وأُلحقت أضرار جسيمة بالمنازل، كما شن الطيران خمس غارات على كوفل والمشجح بمديرية صرواح في مأرب.
15 ديسمبر 2016: جرائم الأسواق وقصف الأحياء السكنية
شهد عام 2016 جريمة بشعة في سوق الحرية بمديرية شرعب الرونة في تعز، حيث استشهد خمسة مواطنين وأصيب 12 آخرون جراء تفجير قنابل يدوية نفذها مرتزقة العدوان وسط السوق.
كما شن الطيران غارات على المخا ومدينة تعز، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف منازل المدنيين في بير باشا. وفي الجوف، أُصيب مواطن في غارة على المصلوب، بينما تضررت منازل المواطنين جراء غارات على برط العنان والمتون.
وفي صعدة، تعرضت شدا والبقع ومجز وباقم ومنبه لغارات وقصف صاروخي ومدفعي سعودي مكثف، فيما استهدفت غارات أخرى نهم في صنعاء، ومناطق في مأرب وحجة والضالع والحديدة، بما في ذلك خزانات المياه في جزيرة كمران ورأس عيسى.
15 ديسمبر 2017: مجازر الأسواق ودور العبادة
يُعد عام 2017 من أكثر الأعوام دموية في هذا اليوم، حيث استشهد 23 مواطنًا وأصيب أربعة آخرون في غارتين استهدفتا سوق آل الشيخ وسيارة مدنية في مديرية منبه بمحافظة صعدة.
كما استشهدت امرأتان في غارة على منطقة والبه بمديرية الظاهر، ودُمّر مسجد بالكامل في مديرية غمر، في انتهاك صارخ لحرمة دور العبادة.
وفي تعز، استشهد ثمانية مواطنين وأصيب 15 آخرون جراء استهداف سوق النجيبة بمديرية موزع. وشملت الغارات محافظات مأرب وحجة وشبوة، بالتوازي مع قصف مدفعي طال منازل ومزارع المواطنين.
15 ديسمبر 2018: القنابل العنقودية واستهداف المناطق السكنية
في عام 2018، استشهدت طفلة في غارات على وادي كلابة بمحافظة ريمة، ونفقت مواشٍ تعود للمواطنين. كما استشهد مواطن جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان في التحيتا بالحديدة.
وشهدت الحديدة قصفًا مدفعيًا مكثفًا طال الفازة ومدينة الشعب وحي 7 يوليو ومناطق كيلو 16، فيما استُهدفت مناطق حدودية في صعدة بغارات وقصف صاروخي ومدفعي سعودي، إلى جانب غارات على المحويت.
15 ديسمبر 2019: تصعيد المرتزقة وخرق التهدئة
في 2019، واصل مرتزقة العدوان استهدافهم للحديدة، حيث استحدثوا تحصينات قتالية شمال شارع الخمسين، وقصفوا الجبلية والتحيتا وحيس وبيت الفقيه والدريهمي بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، ما ألحق أضرارًا واسعة بالمنازل والمزارع.
15 ديسمبر 2020: غارات جوية وقصف متواصل
شهد عام 2020 غارات مكثفة على مديريات مدغل ورحبة وماهلية في مأرب، وغارات على مجازة في عسير. وفي الحديدة، نفذ الطيران التجسسي غارات على بيت الفقيه، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف تجاوز 154 قذيفة استهدفت مناطق مدنية متفرقة.
15 ديسمبر 2021: استهداف الأطفال والبنية الخدمية
في هذا العام، استشهد مواطنان أحدهما طفل وأصيب ثلاثة آخرون في غارة على البرح بمقبنة في تعز. كما استشهد طفلان وأصيب ثلاثة بينهم امرأة في غارة استهدفت منزلًا في المرير شرق حيس، وأُصيب طفلان في الجراحي.
واستُهدفت منشآت كهرباء في ذهبان بأمانة العاصمة، ومحيط مستشفى اليتيم، ومناطق الحفا، إلى جانب عشرات الغارات على مأرب وحجة.
15 ديسمبر 2022: مخلفات العدوان تحصد أرواح الأطفال
في عام 2022، استشهد الطفل سعيد محمد عبدالله علي أبوعشة (11 عامًا) جراء انفجار مقذوف من مخلفات العدوان أثناء رعيه للأغنام في مديرية رحبة بمحافظة مأرب، في جريمة تُبرز الخطر المستمر لمخلفات الحرب.
عدوان مستمر وجرائم لا تسقط بالتقادم
يظل الخامس عشر من ديسمبر شاهدًا حيًا على عدوانٍ لم يتوقف عند عامٍ أو جبهة، بل اتخذ من القتل والتدمير سياسة ثابتة. إن هذا السجل الدموي، الممتد عبر السنوات، يؤكد أن ما تعرّض له اليمن لم يكن حربًا عابرة، بل مشروع استهداف شامل للإنسان والأرض والسيادة، جرائم ستبقى حاضرة في ذاكرة الشعب اليمني، ولن تسقط بالتقادم مهما طال الزمن.




