
بن حبتور: معلومات مؤكَّدة تكشف تنسيقًا مباشرًا بين الانتقالي وكيان العدوّ الإسرائيلي
أكّد عضو المجلس السياسي الأعلى، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أنّ الأحداث المأساوية التي تشهدها المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن، تأتي في إطار مخطط قديم-جديد رسمته دول العدوان، وعلى رأسها السعودية والإمارات، مشيرًا إلى وجود معلومات تؤكّد تنسيقًا مباشرًا بين المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تصريحات لوكالة “يونيوز” اليوم الاثنين، قال بن حبتور: إنّ “هناك تصريحات علنية صادرة عن وزير الحرب الصهيوني “كاتس” تعكس هذا التوجه”، معتبرًا أنّ تلك التصريحات تمثل “مؤشرًا خطيرًا على وضع أول موطئ قدم رسمي للكيان الصهيوني في محافظة عدن، في ظل تحركات إماراتية تخدم الصهيونية العالمية في المنطقة بشكّلٍ عام”.
وعـدّ أنّ “أيّ طرف يتماهى مع الأجندة الإماراتية؛ إنّما يخدم عمليًا المشروع الصهيوني”، محذّرًا في الوقت ذاته من الانسياق وراء “الأوهام العاطفية” التي تروّج لما يحدث على أنّه “مشروع استقلال”، مؤكّدًا أنّ ذلك ليس سوى “أكذوبة يُردّدها منظّرو الفكر الصهيوني وعملاؤهم في المنطقة”.
وشدّد بن حبتور على أنّ “ما يجري يُعد مواصلة مباشرة للعدوان السعودي-الإماراتي على اليمن”، محمّلًا كل من يشارك أو يقف مع هذا المسار “مسؤولية الخيانة”، ومتوعدًا بأنّ يكون حسابهم عسيرًا في قادم الأيام.
وتأكيدًا لما طرحه بن حبتور يكشف تحليل عبري علاقةَ كَيان الاحتلال الصهيوني بتطوُّرات المشهد في جنوب اليمن وأن الثروات هناك تمنحُه بدائل، مؤكّـدًا أن تناميَ سيطرة أتباع الإمارات يفتح البابَ أمام واقع إقليمي جديد يمنح (إسرائيل) تواجُدًا ونفوذًا ومكاسب استراتيجية واسعة.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية في تحليلها: إن “(إسرائيل) مستفيدة من انفصال جنوب اليمن وثرواته تمنحها بدائل”، مضيفةً أن الانتقالي الموالي لكَيان الاحتلال حليف إقليمي مهم في منطقة ذات حساسية جيوسياسية عالية، وقريبة من طرق الملاحة الحيوية في خليج عدن والبحر الأحمر.
ووفق التحليل، فإن وجودَ حليف في جنوب اليمن يُتيح لـ (إسرائيل) بناء جبهة أكثر تماسكًا في مواجهة قوات صنعاء؛ نظرًا لاعتبار الجنوب منطقة نفوذ خصبة للإمارات وأتباعها.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الثرواتِ الطبيعية في المحافظات الجنوبية -ولا سيما النفط والغاز والمعادن- قد تجعل من الكَيان الجنوبي المحتمل شريكًا اقتصاديًّا جذابًا لـ كَيان الاحتلال وعدد من الدول العربية التي تربطها بها علاقات حديثة، بما يوفر لـ (إسرائيل) بدائل جديدة في مجالي الطاقة والاقتصاد، ويعزز شراكاتها الإقليمية.
ويُعتبر هذا التحول، وفق التحليل الصهيوني، قادرًا على تغيير معادلات النفوذ الإقليمي وتمكين لاعبين جدد من الحضور بقوة في المشهد الجيوسياسي المتغير، في إشارة إلى تمكّن كيان الاحتلال من التواجد في مناطق باليمن.
كما ذكّر التحليل بتصريحات رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، بشأن رغبتهم في التطبيع مع كَيان الاحتلال، الأمر الذي قد يفتحَ الباب أمام تعاون سياسي واقتصادي.
وتستدركُ الصحيفة بالقول: إن هذا السيناريو لا يُتوقع أن ينعكسَ بشكل مباشر على عمليات قوات صنعاء في عمق الكَيان وفي البحر الأحمر؛ مما يعني أن التحديات الأمنية ستظل قائمة حتى مع تغير الخريطة السياسية في اليمن.




