تفاصيل من اعترافات خلية التجسس شملت رصد سفارات ومقار حكومية ومبانٍ مدنية في العاصمة

 تواصل وزارة الداخلية بث تفاصيل من اعترافات خلية التجسس الأمريكية الصهيونية السعودية ضد بلادنا والتي تم الكشف عنها مؤخراً ضمن عملية [ومكر أولئك هو يبور].

ويعد الجاسوس مجدي محمد حسين، البالغ من العمر 41 عامًا، واحد من أبرز هؤلاء الجواسيس، وهو متورط في تنفيذ مهام تجسسية لصالح الاستخبارات السعودية والأمريكية، وشملت رصد سفارات ومقار حكومية ومبانٍ مدنية في العاصمة، وذلك قبل إلقاء القبض عليه في 20 يوليو 2025.

وبحسب اعترافاته، فقد تم تجنيده عبر شركة شحن كان يعمل فيها، بعد أن تواصل معه أحد العاملين وأبلغه بوجود شخص سعودي يبحث عن عمال يمنيين للعمل مع شركة أمنية، وبعد تواصله مع الجهة المذكورة، جرى الاتفاق على لقائه خارج اليمن نظرًا لعدم قدرته على دخول السعودية آنذاك بسبب “بصمة خرج ولم يعد”.

تسلّم الجاسوس بعد أسابيع تذكرة سفر للقاء عناصر الاستخبارات في القاهرة، حيث التقى بسيدة تدعى“كاتر هين” ورجل أمريكي يدعى “جون”، وفي الفندق، بدأ تدريبه على أجهزة التصوير والاستطلاع، بينها كاميرا مُخفاة داخل ريموت سيارة، وطريقة تشغيلها وتخزين البيانات وإخراج الذاكرة.

وتمكّن الجاسوس مجدي لاحقاً من دخول السعودية بعد صدور قرار بإعادة السماح بدخول من يحملون بصمة “خرج ولم يعد”، وهناك خضع لدورة تدريبية ثانية في الرياض على يد ضابط سعودي يُدعى “أبو سيف” وضابط أمريكي، وتسلّم معدات إضافية بينها جهاز سحب شبكات وبعض التطبيقات المتخصصة في نقل البيانات.

ووفق اعترافاته، تلقّى مهامًا مباشرة لرصد السفارات والمباني الحكومية في صنعاء، وتوثيق عدد الكاميرات والحراسة والأدوار والحركة داخلها، ثم انتقلت المهام لاحقًا إلى تصوير منازل ومبانٍ تعرضت للقصف، كما طُلب منه “سحب الشبكة” من بعض المواقع وإرسالها عبر تطبيقات مخصّصة إلى الضابط السعودي.

وفي مرحلة لاحقة، تم تزويده بسيارة وصلت إلى صنعاء، مزودة بأجهزة تصوير وبث مباشر إلى غرفة عمليات في الرياض، حيث كان يركنها في مواقع يحددها له “أبو سيف” ثم يغادر لمدد تصل إلى ساعتين، قبل العودة لتحريكها أو إعادة تشغيل الأجهزة وفق التعليمات.

وفي أول مهمة ليلية باستخدام السيارة، تلقى توجيهات عاجلة بالتمركز أمام صالة مناسبات وتشغيل معدات البث كاملة، قبل أن يُطلب منه مغادرة المكان وإعادة السيارة إلى موقع آخر.

ويقول مجدي إن أول رسالة تلقاها كانت تسأله: “هل ما زلت تبحث عن عمل؟”، ثم أخبره المرسل بأن الإدارة رشّحته باعتباره شخصًا مناسبًا، وسأله إن كان مستعدًا للسفر إلى دول في أفريقيا أو شرق آسيا أو حتى الصين، وبعد عدة تواصلات، أبلغوه بضرورة لقائه وجهًا لوجه لشرح طبيعة العمل والاتفاق على التفاصيل.

ويضيف: “عندما سألوه إن كان يستطيع دخول السعودية، أخبرهم أن إقامته السابقة منتهية وأن اسمه مسجل ضمن “خرج ولم يعد”، الأمر الذي يمنعه من الدخول، وعندها، بدأت بالتواصل معه امرأة يعتقد أن اسمها “كاترينا” – لم يتأكد إن كانت بريطانية أو أمريكية – وأخبرته أنها ستحيل أمره إلى شخص سعودي سيتواصل معه لاحقًا، وبعد أيام، تواصل معه هذا الشخص الذي تبيّن لاحقًا أنه الضابط السعودي أبو سيف، الذي أصبح المسؤول المباشر عن تجنيده وتدريبه.

وبعد مرور أسابيع، أبلغه أبو سيف بموعد لقاء في القاهرة، وطلب منه تجهيز تذكرة سفر، قبل أن يرافقه مكتب وسيط لتوفير تقرير طبي وتسهيل حجز الرحلة مقابل 700 دولار، ويقول مجدي إنه ودّع أسرته بحجة مقابلة شركة أمنية في الخارج، ثم سافر إلى عدن حيث مكث يومين قبل مغادرته إلى القاهرة في أواخر عام 2022.

وعند وصوله، تواصلت معه “كاترينا” مجددًا، مؤكدة أنهم وصلوا القاهرة أيضًا، وأن اللقاء سيكون في اليوم التالي، وفي صباح اليوم الثالث من وجوده هناك، أرسلت له موقع الفندق الذي سينعقد فيه الاجتماع، وهو فندق كبير في ميدان التحرير بالقاهرة.

ويضيف مجدي أنه التقى هناك بشخص ثالث عرفه المرافقون بأنه “المسؤول التقني”، وهو الشخص المكلف بشرح طبيعة المهام وتدريبه، وقد بدأ التدريب بعرض ريموت سيارة يخفي داخله كاميرا عالية الدقة، ثم شرح له الأمريكي – الذي عرف لاحقًا أن اسمه “جون” – كيفية تشغيل الريموت وإطفائه، والتصوير بالفيديو والصور الثابتة، وكيفية فتح الغطاء وإخراج الذاكرة وتبديلها.

وأوضح له المدربون أن العمل سيكون تحت غطاء “شركة أمنية”، وأن مهامه الأساسية ستتمثل في استطلاع مواقع محددة: [سفارات، مقار منظمات، مبانٍ حكومية وخاصة، وتقييم وضعها الأمني عبر مراقبة وجود الحراسة، وعدد الكاميرات، وحركة الموظفين، ومدى نشاط المبنى].

 

وبذلك اكتملت المرحلة الأولى من تجنيد مجدي، التي مهدت لاحقًا لنقله إلى الرياض وتزويده بمعدات متقدمة، وصولًا إلى تسليمه سيارة مجهّزة بالبث المباشر، قبل ضبطه في يوليو 2025 متورطًا في تنفيذ مهام تجسسية واسعة في صنعاء.

مقالات ذات صلة