
عامان من الإبادة الجماعية: أرقام تعكس حجم الإجرام الصهيوني والنزف الفلسطيني
لم يعد أحد ينكر جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المستمرة منذ عامين سوى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومجرم الحرب بنيامين نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية وزمرتهما، بعد أن تكشّف للعالم أجمع حجم الجرائم الصهيونية التي تعرض لها أهالي القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 ، ومازالوا يتعرضون لها حتى اليوم.
ومنذ اليوم الأول لجريمة الإبادة، تعمّد جيش العدو الإسرائيلي وبتوجيهات من قيادته السياسية والعسكرية، انتهاج سياسة القتل جماعي ضد المدنيين دون تمييز، أو خطوط حمراء، مع التركيز على المناطق المكتظة بالسكان والنازحين، مستخدماً في ذلك أسلحة ذات تدمير واسع، بما فيها قنابل ارتجاجية والروبوتات المتفجرة والمجنزرات والعربات المفخخة.
وتبرز أرقام الفظائع التي ارتكبها جيش العدو الصهيوني طوال 732 يوماً كشاهد حي على بشاعة و نازية وفاشية هذا العدو.
وأصدرت عدد من الجهات الفلسطينية ومنظمات أممية ودولية، كالمكتب الإعلامي الحكومي ووزارة الصحة في قطاع غزة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، ومركز معلومات فلسطين (معطى)، وغيرها من المنظمات والهيئات، تقارير إحصائية عن حجم الخسائر طوال عامين من جريمة الإبادة الجماعية، رصدتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، في هذا التقرير.
ففي تقرير إحصائي أصدره المكتب الإعلامي في قطاع غزة، أكدّ أن أكثر من 2.4 مليون نسمة في قطاع غزة مازالوا يتعرضون للإبادة والتجويع والتطهير العرقي، منذ 730 يوماً دمر فيها العدو الإسرائيلي 90 بالمائة من القطاع بشكل عام في كل المجالات والقطاعات، وذلك من خلال إلقائها 200 ألف طن من المتفجرات على مختلف مناطق القطاع.
وفيما يقول المكتب الإعلامي الحكومي أن 80% من مساحة قطاع غزة تسيطر عليها قوات العدو الإسرائيلي بالاجتياح والنار والتهجير، تؤكد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن 83% من مساحة القطاع تخضع للسيطرة العسكرية “الإسرائيلية” أو مناطق عسكرية، أو أوامر الأخلاء.
أما منطقة المواصي في خان يونس جنوبي القطاع التي يزعم جيش العدو بأنها منطقة “إنسانية آمنة”، فقد قصفها جيش العدو 136 مرة ما أدى لاستشهاد المئات وإصابة العشرات.
الشهداء والمفقودين
المجازر الوحشية لم تتوقف طوال عامين، بحسب تقريرين للمكتب الإعلامي الحكومي ووزارة الصحة في قطاع غزة فإن 76,639 هو إجمالي أعداد الشهداء والمفقودين منذ بدء الإبادة الجماعية، منهم 67,173 شهيداً وصلوا إلى المستشفيات، بينما ما يزال 9,500 شخصاً مفقود، منهم شهداء مازالوا تحت الأنقاض، أو مصيرهم مازال مجهولاً.
ويؤكد التقريران أن 55 بالمائة من هؤلاء الشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين.
وبالمعدل اليومي، طوال عامين من جريمة الإبادة الجماعية المستمرة، فإن جيش العدو يقتل في كل يوم 92 فلسطينياً بينهم 27 طفلاً و14 امرأة و12 أم و30أب، ويرتكب يومياً مجازر بحق 53 أسرة، يبيد منها 4 أسر بالكامل، كما يُبيد 8 أسر لم يبقَ منها سوى ناجٍ وحيد.
وتؤكد بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة أن من ضمن هؤلاء الشهداء 460 شهيداً نتيجة المجاعة وسوء التغذية الناجمة عن حرب التجويع الذي يشنها العدو.
استهداف الأطفال
وبلغ عدد الشهداء من الأطفال أكثر من 20 ألف طفلاً، وصل منهم للمستشفيات ما يزيد عن 19,450، ومن بين هؤلاء 1,015 أطفال استشهدوا ، وكانت أعمارهم أقل من عام واحد، بالإضافة إلى أكثر من 450 طفلاً رضيعاً وُلِدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية، وفق المكتب الإعلامي الحكومي.
وفيما تؤكد وزارة الصحة بغزة وفاة 154 طفلاً نتيجة المجاعة وسوء التغذية، وأن 5580 طفلاً بحاجة للسفر إلى الخارج للعلاج لإنقاذ حياتهم، يشير مركز معلومات فلسطين (معطى) إلى أن 650 ألف طفل يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية، بينهم 40 ألف رضيع مهددون بالموت جوعًا جراء نقص حليب الأطفال.
ومن بين الشهداء أكثر من 12,500 امرأة وصل منهن للمستشفيات أكثر من 10,160، ومنهن أكثر من تسعة آلاف أم، فيما وصل عدد الشهداء الآباء إلى 22,426 شهيداً.
ومن فئات الشهداء الذين استهدفهم جيش العدو، 1,701 شهيداً من الطواقم الطبية، و255 شهيداً صحفياً، و140 شهيداً من رجال الدفاع المدني، و176 شهيداً من موظفي البلديات في قطاع غزة، بينهم 4 رؤساء بلديات، و894 شهيداً من الحركة الرياضية من جميع الألعاب الرياضية، بالإضافة إلى 787 شهيداً من شرطة وعناصر تأمين مساعدات.
محو أسر من السجل المدني
ولأنها حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي، فقد حرص العدو الصهيوني على استهداف أسر بأكملها كل ما أمكنه ذلك ، بهدف محو آلاف الأسر بشكل نهائي من السجل المدني، حيث تعرضت أكثر من 39,022 أسرة لمجازر صهيونية، أبيد منها أكثر من 2,700 أسرة ، ومُسحت تماماً من السجل المدني، بعدد 8,574 شهيداً، فيما أكثر من 6,020 أسرة أبيدت ولم يتبق منها سوى ناجٍ وحيد، وبعدد 12,917 شهيداً.
ويؤكد تقرير “الإعلامي الحكومي” أن 42 بالمائة من مرضى الكلى فقدوا حياتهم بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية نتيجة الحصار الصهيوني، فيما شهد القطاع أكثر من 12 ألف حالة إجهاض بين الحوامل بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية، والآثار الناجمة عن القصف المتواصل.
ويشير التقرير إلى أن 17 فلسطينياً استشهدوا بسبب البرد في مخيمات النزوح القسري، منهم 14 طفلاً، فيما استشهد 23 شخصاً بسبب عمليات الإنزال الجوي الخاطئ للمساعدات.
أبرز خمس مجازر
وتكون صورة الإبادة الجماعية أكثر جلاءً ووضوحاً بالنظر لأبرز المجازر التي ارتكبها جيش العدو خلال العامين الماضيين، وهنا نستذكر أبرز خمس مجازر فقط من آلاف المجازر الصهيونية.
أولى هذه المجازر، هي مجزرة مستشفى المعمداني بمدينة غزة في 17 أكتوبر 2024 والتي استشهد فيها أكثر من 500 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال الذين لجؤوا إلى المستشفى المعمداني بعد أن تلقوا تهديدات من جيش العدو بقصف المربعات السكنية في محيطه.
وفي عملية نفذها جيش العدو على مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة خلال الفترة من 18 مارس وحتى الأول من أبريل عام 2024، ارتكب مجزرة مروعة استشهد فيها أكثر من 400 فلسطيني من النازحين والطواقم الطبية والموظفين الحكوميين بالمجمع الطبي، ومن المدنيين في محيط المجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة.
فبعد أن قصف جيش العدو وحاصر مجمع الشفاء، اقتحم جنوده المجمع واطلقوا النار على المرضى في أسرّتهم، وعلى الأطباء الذي رفضوا أوامر المغادرة والتخلي عن مرضاهم، وعثر بعد انسحاب قوات العدو على ثلاث مقابر جماعية داخل فناء المجمع بالإضافة إلى جثث شهداء مكبلين.
وفي إحدى أكبر المجازر خلال العام الأول من العدوان الإسرائيلي، وتحديداً في 8 يونيو 2024، استهدف قصف طيران ومدفعية قوات العدو الإسرائيلي مخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد 274 فلسطينيا، بينهم 64 طفلًا و57 امرأة.
وحينها برر جيش العدو هذه المجزرة بأنها كانت لإنقاذ 4 أسرى صهاينة لدى حركة “حماس”، فيما أعلنت “كتائب القسام” أن القصف أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين، وإلى مقتل 3 أسرى صهاينة لديها.
وفي 18 نوفمبر 2023، ارتكب جيش العدو مجزرة مروعة أخرى استشهد فيها 200 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، عندما استهدف قصف العدو مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، التي تؤوي نازحين، وفي اليوم ذاته وفي المخيم نفسه ارتكب جيش العدو مجزرة أخرى بقصف مدرسة تل الزعتر التي تؤوي نازحين ارتقى فيها 50 شهيدا.
أما مجزرة دوار النابلسي، فحدثت في 29 فبراير 2024 حينما أطلق جيش العدو الإسرائيلي نيرانه على مئات الفلسطينيين المدنيين المجتمعين للحصول على مساعدات قرب دوار النابلسي جنوب غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 120 شخصاً وإصابة 760 آخرين، في مجزرة عرفت باسم “مجزرة الطحين”.
مجازر منتظري المساعدات
وفي 27 مايو الماضي، ومن أجل تبييض صورته الإجرامية أمام العالم، بدأ الكيان الإسرائيلي بتنفيذ آلية لتوزيع مساعدات محدودة بواسطة ما تسمى ” مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية” في مناطق محددة أطلق عليها الفلسطينيون مسمى “مصائد الموت”، لأنها لم تكن “إنسانية” بل كانت أماكن يعمد فيه جيش العدو إلى تجميع أكبر عدد من منتظري المساعدات في أماكن التوزيع، ثم إطلاق النار عليهم ليوقع آلافاً من “المجوّعين” بين شهيد وجريح.
وأعلنت الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإغاثية الدولية، رفضها لهذه الآلية “الإسرائيلية-الأمريكية” كونها غير إنسانية وأوقعت آلاف الشهداء والجرحى.
وبحسب تقرير وزارة الصحة بغزة، فقد وصل إجمالي عدد ضحايا لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات حتى اليوم إلى 2,610 شهداء وأكثر من 19,143 مصاباً.
ومن أبرز الأيام التي ارتكب فيها جيش العدو مجازر بحق منتظري المساعدات “المجوّعين” في “مصائد الموت”، هي استشهاد 59 فلسطينياً وإصابة أكثر من 200 آخرين من منتظري المساعدات في مدينتي خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة، بعدما قصفهم العدو بالمدفعية في 17 يونيو الماضي، وقبلها بيوم واحد استشهد 38 مجوّعا وأصيب 182.
وسبق ذلك مجزرة أكبر، ففي 11 يونيو الماضي، استشهد 57 مجوّعا وأصيب 363 في مجزرة ارتكبتها قوات العدو بالقرب من مراكز توزيع المساعدات في غزة، وقبله بيوم واحد استشهد 36 مجوّعا وأصيب 124 برصاص قوات العدو عند مركز توزيع المساعدات قرب جسر وادي غزة.
الإصابات والاعتقالات والحالات الإنسانية
وفي ما يتعلق بالإصابات والاعتقالات والحالات الإنسانية، فقد بلغ إجمالي عدد الجرحى والمصابين الفلسطينيين الذين وصلوا للمستشفيات 169,780، منهم أكثر من 19 ألف جريحاً هم بحاجة إلى تأهيل طويل الأمد، وأكثر من 4,900 حالة بتر، بينهم 18% أطفال، فيما أصيب 1,200 شخص بحالات شلل، وفقد 1,200 شخص أبصارهم، ومن بين المصابين 433 صحفياً.
أما من اعتقلتهم قوات العدو الإسرائيلي منذ بدء الإبادة الجماعية فهم أكثر من 6,700 مدنياً، وتعرض للاعتقال أيضاً 362 من الطواقم الطبية و48 صحفياً، و26 من طواقم الدفاع المدني.
ونتيجة لجريمة الإبادة فقد بلغ عدد النساء الأرامل (اللواتي استشهد أزواجهن)، 21,193 امرأة، فيما بلغ مجموع الأطفال الأيتام (أطفال بلا والدين أو أحدهما)، 56,348 طفلاً.
وأصيب أكثر من مليونين و142 ألف فلسطيني في غزة بأمراض معدية مختلفة نتيجة النزوح القسري، بينهم أكثر من 71,338 حالة أصيبت بمرض الكبد الوبائي.
القطاع الصحي والدفاع المدني
وبحسب تقارير الجهات الرسمية الفلسطينية، قصف جيش العدو 38 مستشفى و103 مراكز للرعاية الصحية حيث دمرها أو أخرجها عن الخدمة، بالإضافة إلى استهدافه 197 سيارة إسعاف.
وشن العدو 788 هجوماً على خدمات الرعاية الصحية (مرافق، مركبات، كوادر، سلاسل إمداد)، كما استهدف 61 مركبة إنقاذ وإطفاء للدفاع المدني.
وارتفعت نسبة إشغال الأسرة في المستشفيات حتى نهاية سبتمبر المنصرم الى 225% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي والتي بلغت 82 % وهي نسبة كارثية مع تزايد حالات الدخول والاصابات الحرجة.
ومنع العدو وصول التطعيمات الروتينية والطارئة، ما أدى إلى انخفاض نسبة تغطية تطعيمات الاطفال إلى 80% ، اضافة إلى توقف المرحلة الرابعة من التطعيم الوقائي من شلل الأطفال، ما يهدد فشل المراحل السابقة مع ازدياد عوامل انتشار المرض.
المؤسسات التعليمية والأكاديمية
تجهيل الشعب الفلسطيني هي أحد أهداف العدو الإسرائيلي، ولذلك تعمد استهداف المؤسسات التعليمية والأكاديمية في قطاع غزة، حيث ألحق العدو أضراراً مادية بـ95 % من مدارس قطاع نتيجة القصف والإبادة، وبات أكثر من 90% من المباني المدرسية تحتاج إلى إعادة بناء أو تأهيل رئيسي.
وتعرض 668 مبنى مدرسياً لقصف مباشر، بنسبة 80% من إجمالي المدارس في القطاع، كما دمر العدو بشكل كلي 165 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية، وبشكل جزئي 392 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية.
واستشهد أكثر من 13,500 طالباً وطالبة بنيران جيش العدو الذي حرم 785,000 طالباً وطالبة من التعليم، فيما استشهد أكثر من 830 معلماً وكادراً تربوياً بالإضافة إلى استشهاد أكثر من 193 عالماً وأكاديمياً وباحثاً.
سرقة الجثامين وتدمير المقابر ودور العبادة
ولم تسلم حتى جثامين الموتى والمقابر ودور العبادة من استهداف جيش العدو الصهيوني الحاقد، حيث دمر بشكل كلي أكثر من 835 مسجداً، وبشكل جزئي أكثر من 180 مسجداً، كما استهدف أكثر من مرة 3 كنائس، ودمر 40 مقبرة في قطاع غزة من أصل 60 مقبرة.
وفي تصرف شاذ وحاقد، قام العدو بسرقة جثامين أكثر من 2,450 من الأموات والشهداء في المقابر.
وأقام العدو الصهيوني النازي 7 مقابر جماعية داخل مستشفيات القطاع، انتشلت الجهات الفلسطينية المختصة من هذه المقابر 529 شهيداً ارتقوا بنيران جيش العدو.
المساكن والنزوح القسري والإيواء
دمر جيش العدو خلال العامين الماضيين من الإبادة الجماعية 268 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و148 ألف وحدة سكنية بشكل بليغ غير صالح للسكن، و153 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي، فأصبحت أكثر من 288 ألف أسرة فلسطينية بدون مأوى، فيما اهترأت أكثر من 125 ألف خيمة نازحين بشكل كلي وباتت غير صالحة للإقامة من أصل 135 خيمة.
وتعرض مليوني مدني في قطاع غزة للنزوح بسبب سياسة التهجير القسري، فيما استهدف جيش العدو 293 مركزاً للإيواء والنزوح القسري.
التجويع ومنع المساعدات والعلاج
وإمعاناً من العدو الصهيوني في حرب التجويع والإبادة الجماعية، يغلق جيشه المجرم جميع معابر قطاع غزة منذ 2 مارس 2025 وحتى اليوم، ويمنع أكثر من 120 ألف شاحنة مساعدات إنسانية ووقود من دخول قطاع غزة.
لم يكتفِ العدو بذلك وحسب، بل استهدف الأماكن الخيرية لتوزيع الطعام والتي تسمى “تكية”، في مختلف مناطق القطاع، حيث استهدف 47 تكية طعام في إطار حرب التجويع.
كما استهدف 61 مركزاً لتوزيع المساعدات والغذاء ، فيما استشهد بنيران جيش العدو 540 شخصاً من المبادرين والعاملين في مجال المعونات والإغاثة.
واستهدف العدو قوافل المساعدات والإرساليات الإنسانية 128 مرة، ومنع دخول 250 ألف علبة حليب يحتاجها أطفال قطاع غزة شهرياً، ويمنع السفر عن 22 ألف مريض بحاجة للعلاج في الخارج ، و5,200 طفل يحتاجون إجلاءً طبياً عاجلاً لإنقاذ حياتهم.
ورغم استكمال إجراءات التحويل، يرفض جيش العدو السماح لأكثر من 18 ألف مريض بالسفر، في وقت يواجه 12,500 مريض سرطان الموت وهم بحاجة ماسة للعلاج، 350 ألف مريض مزمن في خطر بسبب منع العدو إدخال الأدوية، فيما يحتاج ثلاثة آلاف مريض بأمراض مختلفة للعلاج في الخارج، وما تزال 107 آلاف امرأة حامل ومرضعة مُعرَّضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية.
البنية التحتية والخدمات العامة
وعمد العدو الصهيوني إلى انتهاج سياسة التعطيش ضمن الأساليب الهادفة إلى إجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع، حيث دمر 725 بئر ماء مركزي وأخرجها من الخدمة، واستهدف 134 مشروعاً للمياه العذبة ارتكب خلالها مجازر خلفت أكثر من 9,400 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال.
ودمر العدو أكثر من 700 ألف متر طولي شبكات مياه، ومثلها من شبكات الصرف الصحي ، بينما بلغ حجم شبكات الطُرق والشوارع التي دمرها العدو أكثر من ثلاثة ملايين متر طولي.
كما دمر جيش العدو 5,080 كيلو متر أطوال من شبكات كهرباء، و2,285 محول توزيع كهرباء هوائية وأرضية، وحُرم قطاع غزة من أكثر من 2,123 مليار كيلو وات/ساعة طوال جريمة الإبادة.
وتعمد جيش العدو تدمير 247 مقراً حكومياً ، و292 منشأةً وملعباً وصالة رياضية، و208 مواقع أثرية وتراثية.
الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية
وضمن جريمة الإبادة والتطهير العرقي والتهجير القسري، مارس العدو الصهيوني التدمير في مختلف المجالات والقطاعات، ومنها الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.
وعمد العدو إلى تدمير أكثر من 94% من الأراضي الزراعية من أصل (178,000) دونم، وتدمير 1,223 بئراً زراعية وأخرجها من الخدمة، بالإضافة إلى تدمير 665 مزرعة أبقار وأغنام ودواجن.
وتقلصت الأراضي المزروعة بالخضروات في قطاع غزة بشكل مهول ، فبعد أن كانت مساحتها تزيد عن 93 ألف دونم تقلصت إلى 4 آلاف دونم فقط ، وذلك نتيجية الإبادة والحصار الخانق من جيش العدو، الذي دمر أيضاً أكثر من 85% من الدفيئات الزراعية في مختلف محافظات القطاع.
وبعد أن كان إنتاج قطاع غزة السنوي من الخضروات قبل جريمة الإبادة يبلغ 405 آلاف طن تراجع إلى 28 ألف طن فقط، فيما تضررت الثروة السمكية بنسبة 100% نتيجة حصار واستهداف العدو لمناطق الصيد.
الخسائر بأرقام المال
بحسب التقرير الإحصائي للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فقد بلغ حجم الخسائر الأولية المباشرة لـ15 قطاعاً حيوياً نتيجة الإبادة الجماعية الصهيونية، 70 مليار دولار.
وتوزعت هذه الخسائر على 5 مليارات دولار للقطاع الصحي، و4 مليارات دولار خسائر القطاع التعليمي، و28 مليار دولار خسائر القطاع الإسكاني، ومليار دولار خسائر القطاع الديني، و4 مليارات دولار خسائر القطاع الصناعي، و4.5 مليارات دولار خسائر القطاع التجاري، و2.8 مليار دولار خسائر القطاع الزراعي، و0.8 مليار دولار خسائر قطاع الإعلام.
كما بلغت حجم الخسائر الأولية ، ملياري دولار في القطاع الترفيهي والفندقي، و4 مليارات دولار في القطاع المنزلي (محتويات المنازل)، و3 مليارات دولار في قطاع الاتصالات والإنترنت، و2.8 مليار دولار في قطاع النقل والمواصلات، و1.4 مليار دولار لقطاع الكهرباء، و6 مليارات دولار لقطاع الخدماتي والبلديات.
ورغم هذا الحجم من الإجرام والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، إلا أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومقاومته الباسلة، ظل صامداً صابراً متحدياً لجبروت قوى الاستكبار والطاغوت العالمي، واثقاً في النصر؛ لأن قضيته قضية عادلة، وما يتعرض له حالياً ليس سوى مخاضات صعبة للنصر الذي وعد الله به الصابرين.