
الجامعات اليمنية :الصوت الأكاديمي والجامعي الوحيد على مستوى العالم الإسلامي
يحيى جارالله
في موقف تتجسد فيه معاني الإنسانية والأخوة والأصالة تتواصل المسيرات الحاشدة في جامعة صنعاء وكافة الجامعات اليمنية تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتنديدا باستمرار العدو الصهيوني في ارتكاب جرائم الإبادة والتجويع بحق سكان غزة.
يعبر منتسبو الجامعات من قيادات وأكاديميين وطلاب وإداريين، من خلال خروجهم المستمر عن الوقوف إلى جانب أشقائهم في غزة ومشاطرتهم آلامهم ومعاناتهم في ظل استمرار المجازر والإبادة الجماعية والحصار والتجويع التي يرتكبها الكيان الصهيوني بمشاركة أمريكية ودعم غربي وتواطؤ وخذلان عربي وإسلامي.
تكمن أهمية هذه المسيرات في أنها تضيف زخما أكبر لموقف الشعب اليمني القوي والشامل والمتفرد في مناصرة الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تنصلت فيه الأنظمة والشعوب العربية عن تقديم واجب النصرة للأشقاء الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، دون أن تحركهم جرائم العدو الوحشية بحق الأطفال والنساء والشيوخ في غزة الذين يواصل العدو حصد أرواحهم المنهكة بالقصف والتجويع وكل وسائل القتل.
يحرص المشاركون في تلك المسيرات التي تعم الجامعات اليمنية أسبوعيا على توجيه الدعوة لكل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم وأدعياء الديمقراطية والإنسانية والحرية لاتخاذ مواقف عملية، والمطالبة بإيقاف جريمة القرن التي تشهدها غزة، وعدم ترك أبناء فلسطين لوحدهم في مواجهة الإجرام الصهيوني.
تؤكد الجامعات من خلال خروج منتسبيها بذلك الزخم الحرص على الحضور الفاعل في ساحات التضامن مع فلسطين والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني، ومستوى الوعي الذي يحمله منتسبوها كجزء من الشعب اليمني الحر الذي يسطر أروع الملاحم البطولية في إسناد غزة ومواجهة عدو الأمة الكيان الصهيوني.
كما تقدم الجامعات اليمنية بهكذا مواقف الصورة الحقيقية لما يجب أن تكون عليه الجامعات كصروح علمية لا يقتصر دورها على تقديم العلم والمعرفة والتأهيل والبناء بل يشمل أيضا المساهمة في تقويم أي اعوجاج ورفض كل أشكال الظلم كونها تضم من النخب المؤهلة والمثقفة والواعية ما يؤهلها لفعل الكثير من أجل خدمة المجتمعات والانتصار لقيم العدالة والإنسانية.
وفي خطابه مساء اليوم أثنى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على الأنشطة الجامعية المساندة لغزة وآخرها المسيرات الضخمة التي شهدتها عدة جامعات في صنعاء والحديدة وذمار والبيضاء والجوف والمحويت وعمران وصعدة هذا الأسبوع، مؤكدًا أن الصوت الأكاديمي والجامعي في اليمن هو الوحيد على مستوى العالم الإسلامي.
وتكتسب هذه الأنشطة أهميتها من أنها تستحث منتسبي الجامعات في كافة دول العالم للخروج والتعبير عن الاحتجاج والرفض لجريمة القرن التي تشهدها غزة، والتضامن مع سكانها في ظل ما يتعرضون له من إبادة وتجويع وتعطيش وغيرها من صنوف الجرائم الوحشية التي يعجز الكلام عن وصفها.
ورغم القمع والاعتقالات التي قوبلت بها الاحتجاجات الطلابية التي شهدتها الكثير من الجامعات في أمريكا والعديد من الدول الأوروبية وبلدان العالم، إلا أنها فضحت الأنظمة والحكومات الأوروبية الداعمة للكيان الصهيوني وشكلت إحراجا كبيرا لتلك الحكومات التي لطالما تشدقت بشعارات حرية التعبير والحق في الاحتجاج السلمي وغيرها من العناوين الزائفة عن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
ففي نيويورك على سبيل المثال واجهت السلطات الأمريكية الطلاب المعتصمين في جامعة كولومبيا احتجاجًا على إبادة الشعب الفلسطيني، بالاعتقالات الجماعية للطلبة والأساتذة والأكاديميين، وغيرها من الإجراءات التعسفية التي شملت التهديد والفصل من الجامعات.
واعتبر الكثير من المراقبين احتجاجات طلاب وأساتذة الجامعات بأنها تعكس تحولا في موقف الشباب في أمريكا وأوروبا وغيرها تجاه القضية الفلسطينية، وتشكل رأيا عاما ضاغطا على الحكومات الداعمة لإسرائيل لقطع علاقاتها مع هذا الكيان المجرم.
كما نجحت الاحتجاجات في إجبار العديد من الجامعات على قطع أو إيقاف علاقاتها مع المؤسسات التابعة للعدو الإسرائيلي، أو الشركات المرتبطة به، ومنها جامعة ولاية بورتلاند، وكلية ترينيتي في دبلن، وجامعة هلسنكي، وجامعة كوبنهاغن، وجامعة غنت، والعديد من الجامعات الأخرى.
ومما يزيد من أهمية الاحتجاجات الجامعية أنها أثارت مخاوف مؤيدي إسرائيل وقادة الكيان الصهيوني نفسه الذين سارعوا لاتهامها بفزاعة معاداة السامية في محاولة لإيقافها، وتحريض السلطات ضد المشاركين فيها، إلا أن الطلاب والأكاديميين، أكدوا أن احتجاجاتهم ليست معادية للسامية، وأن هذا العنوان بات وسيلة مكشوفة للتغطية على جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وتعد الجامعات من المنابر الحرة المعبرة عن صوت الشعوب ما يجعل لتلك الحشود الطلابية والأكاديمية أهمية بالغة في فضح الجرائم الصهيونية، وما يمارسه العدو من غطرسة وانتهاكات لكافة المواثيق والقوانين الدولية، وكذا ما يحظى به من دعم ورعاية من القيادة الأمريكية.
وكالة سبأ