
مجلة أمريكية: في غزة مجاعة من صنع إسرائيل …
قالت مجلة “ذا إنترسبت” الأمريكية إنه منذ بدأت إسرائيل في حصار المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة قبل نحو ستة أشهر، حذر خبراء الجوع المدعومون من الأمم المتحدة أخطر تحذير لهم حتى الآن: إن أسوأ سيناريو للمجاعة أصبح على وشك الحدوث.. ومع ذلك، فأن حرب إسرائيل المستمرة، إلى جانب القيود الصارمة على المساعدات الإنسانية والوصول التجاري، خلقت ظروفًا شبه مستحيلة لدخول الغذاء والإمدادات الطبية إلى غزة.
وأكدت أن هذه أزمةٌ خلقتها سياسة إسرائيل، وهي أزمةٌ ترى منظمات الإغاثة أنه من الممكن حلها.. وقال “إلينا بوب كيتشن” من لجنة الإنقاذ الدولية ، ونائب رئيس قسم الطوارئ والعمل الإنساني العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة: إننا نشهد مجاعة من صنع الإنسان، حيث تُحاط غزة، بأراضٍ زراعية خصبة للغاية.. جميع الدول المحيطة بغزة لديها ما يكفي من الدواء والغذاء.
وأكد أن الناس يموتون من الجوع، فمع ازدياد الجوع، تزداد أجسامهم عرضةً للأمراض المُعدية..عادةً ما يموت الناس بسبب الجفاف نتيجة تلوث المياه.. لذا، ينصبّ تركيزنا الأساسي على توزيع المياه النظيفة، والمساعدة في نظام الصرف الصحي، بما في ذلك تركيب وصيانة المراحيض، وتنظيف النفايات الصلبة وشبكات الصرف الصحي.
وأضاف أن الأمر يبدأ بحقيقة أن هناك عشرات الآلاف من الأطنان من الغذاء تنتظر دخول غزة – مُخزّنة مسبقًا في الأردن ومصر وفي كل مكان، جاهزة للدخول.. ولكن قبل السماح لأي مساعدات بدخول غزة، علينا جميعًا طلب الإذن من حكومة إسرائيل..إنها عملية طويلة وبيروقراطية..وفي الوقت الحالي، تُرفض الكثير من المساعدات، ولا يُسمح بدخولها.
فعلى سبيل المثال، لدينا شاحنات عديدة محملة بما يُسمى “الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام”، وهي إمدادات تغذية علاجية مُعززة، نستخدمها لمساعدة الأطفال تحديدًا، كما ذكرت، على استقرار حالتهم وبدء عملية التعافي من سوء التغذية الحاد..لدينا شاحنات مليئة بالأدوية.. لدينا إمدادات دوائية جاهزة للانطلاق، وقد طلبنا الإذن منذ ما يقرب من ستة أشهر لإدخال هذه الشاحنات عبر الحدود من الأردن وعبر إسرائيل إلى قطاع غزة.. سيساعد هذا آلاف الأشخاص، وخاصة الأطفال، لكن لم نحصل على هذا الإذن.
وقال إن إطعام الأطفال الجائعين لا يُنتج إرهابيين، بل العكس.. إذا لم تُطعم الأطفال، إذا لم تُطعم شعبًا حتى لا يموت جوعًا، فهنا يتفاقم الغضب، وهنا تتصاعد المقاومة.. لذا، وفقًا لنظرية التغيير الشاملة القائمة على هزيمة حماس، لن يُفلح هذا..لذا غزة لا تعاني من الجوع فقط، بل تعاني من موت بطيء وممنهج بسبب الجوع”.
وأفاد أن الغذاء ليس وحده هو ما نحتاجه بشكل عاجل.. بل هو الغذاء، والدواء، وأملاح الإماهة الفموية لمساعدة الناس على التعافي، والمحاليل الوريدية، والمواد التي نحتاجها لتزويد الناس بصفائح المياه لتخزينها بأمان..لأنه لم يتبقَّ شيء داخل غزة.
وبموجب القانون الإنساني الدولي، تلتزم الدول بضمان توفير الغذاء والدواء والماء..وهي تعجز عن ذلك حاليًا.. نحن جميعًا نعجز عن ذلك بسبب القيود المفروضة علينا.. لكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك بكثير لتخفيف المخاطر التي تواجهها هذه الفئة من السكان بعد كل هذا الوقت الطويل.