
الحاصل جنوبًا.. تثبيت احتلال طامع
عبدالمؤمن محمد جحاف
يواجه اليمن، كُـلّ اليمن، مؤامرة دولية كبرى لم تعد تخفى على أحد، تُهدّد وجودَه ووَحدتَه ومستقبلَه.. ما يجري اليوم في المحافظات الجنوبية، وتحديدًا في حضرموت، ليس مُجَـرّد صراع داخلي أَو خلاف على النفوذ، بل هو خير شاهد ودليل على خطورة هذه المؤامرات الاستعمارية التي تسعى لتمزيق البلاد وتثبيت أقدام قوى الاحتلال الجديدة.
إن المخطّط الدائر حَـاليًّا هو امتداد لأجندات قديمة وحديثة تقودها قوى استعمارية صريحة.
يأتي هذا المشهد المؤسف ضمن المخطّطات الأمريكية والبريطانية والصهيونية، التي وجدت في دول المنطقة أدوات لتنفيذها.
تؤدي السعوديّة والإمارات دورًا رئيسيًّا ومفضوحًا في هذه المؤامرة على اليمن.
فبينما يظهر في العلَن خلافٌ بين هذه الأدوات على النفوذ والسيطرة على الأرض والموارد؛ فإن الواقع يؤكّـد أن هذا الظاهر ليس سوى ستار يخفي حقيقة واحدة ومرة: تثبيت الاحتلال وتقسيم النفوذ لضمان الهيمنة الأجنبية طويلة الأمد.
إنهم يعملون على ترسيخ واقع الاحتلال عبر وكلائهم، مما يعمّق الانقسام ويسهّل مهمة القوى الخارجية في السيطرة على القرار اليمني والثروات والمواقع الاستراتيجية.
أمام هذا الخطر الداهم والمخطّط التآمري، تفرض المسؤولية الوطنية المطلقة نفسها على كُـلّ مواطن يمني وعلى كُـلّ القوى السياسية.
لم يعد هناك مجال للحياد؛ يجب على الجميع أن يتحَرّكوا فورًا وفي صفٍّ وطني جامع وموحَّد تحت القيادة الثورية والسياسية في صنعاء.
إن الهدف الأسمى في هذه المرحلة ليس أقل من مواجهة التحديات والمخاطر الوجودية، وإفشال مشاريع الاحتلال الرامية إلى تفتيت الجسد اليمني، وطرد المستعمرين الجدد الذين يسعون لإعادة اليمن إلى عهود الوصاية والتبعية.
إن وحدتنا الوطنية هي سلاحنا الأقوى، والسبيل الوحيد لصدِّ هذا العدوان الشامل واستعادة القرار اليمني المستقل.
إن الصمت أَو التخاذل الآن هو خيانة للتاريخ وللأجيال القادمة.
لنتحد لمواجهة المؤامرة الكبرى، ولنجعل من إرادَة شعبنا الموحَّدة السدَّ المنيعَ الذي تتحطم عليه كُـلّ مخطّطات الاحتلال والاستعمار.
يجب أن يتحَرّك الجميع الآن.



