كشف زيارة سرية لوزيرة إسرائيلية للإمارات لإحياء مشروع التطبيع مع الخليج

في خطوة تهدفُ إلى إحياء مشروع يربطُ أراضيَ فلسطين المحتلّةَ بالإمارات ودول الخليج، كشفت وسائط إعلامية إسرائيلية، اليوم الاثنين، عن تفاصيل زيارة سرّية قامت بها وزيرة المواصلات في حكومة الاحتلال، ميري ريغيف، إلى الإمارات.

ووفقَ قناة أي 24 نيوز العبرية، وصل وفد من وزارة النقل الإسرائيلية برئاسة ريغيف إلى أبوظبي خلال عطلة نهاية الأسبوع، في زيارة غيرِ معلنة ركَّزت على استكمال الترتيبات الفنية واللوجستية لمشروع “القطار فائق السرعة”، الذي من المتوقع أن يتحوّل إلى ممر تجاري يربط الهند بالإمارات ثم مُرورًا بالسعوديّة والأردن وُصُـولًا إلى ميناء حيفا، بعد تجميد المشروع إثر عملية طوفان الأقصى في أُكتوبر 2023.

وتجزم القناة إلى أن المشروع يتجاوز البعد التجاري؛ إذ تسعى (إسرائيل) من خلاله إلى ترسيخ تعاون إقليمي يشمل السعوديّة، وتحويل الكيان إلى مركز نقل رئيسي تمر عبره البضائع دون التعقيدات البيروقراطية الحالية، فضلًا عن تهيئة الممر الجديد لاحتضان كابلات الاتصالات وخطوط الطاقة.

من جانبها، أكّـدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الزيارة أحاطها قدر كبير من السرية مقارنة بزيارات سابقة للوزيرة، لافتةً إلى أنها تضمّنت لقاءات مع كبار المسؤولين الإماراتيين، بينهم رئيس هيئة “الاتّحاد للقطارات” ووزير النقل الإماراتي، إلى جانب مشاركتها في معرض الطيران في أبوظبي.

وأضافت الصحيفة أن الاجتماعَ الرئيسي، الذي استمر ساعات طويلة، جاء بهَدفِ إعادة تشغيل ما يعرف بـ“سكة السلام”، وهي المبادرة التي أعلنت عنها واشنطن في 2023 ضمن قمة العشرين، وتقوم على إنشاء مسار لوجستي ينقل البضائع من الهند إلى أبوظبي، ومنها عبر شبكة القطارات مُرورًا بالسعوديّة والأردن وُصُـولًا إلى حيفا، ليتم نقلها بعد ذلك إلى أُورُوبا والولايات المتحدة بحرًا.

كما ذكرت الصحيفة أن المشروع عاد إلى الواجهة في ظل الحراك السياسي الذي رافق زيارة ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان إلى واشنطن، مشيرةً إلى أن الإمارات واصلت التقدم في المحادثات مع الهند والسعوديّة والأردن رغم تجميد الجانب الإسرائيلي للمشروع، وأن تل أبيب تطلب الآن تحديد نقطة ربط جديدة جنوبًا داخل الأراضي المحتلّة.

واتفق الجانبان، وفق التقرير، على إنشاء إدارة مشتركة بين “قطار إسرائيل” وهيئات السكك الحديدية الإماراتية، لتنسيق الحركة عبر الحدود مستقبلًا، وعلى دراسة خيارات عبور القطار بين الأردن وفلسطين المحتلّة عبر مسارات بديلة، من بينها منطقة جنوب البحر الميت وليس فقط عبر بيسان.

ويعد هذا المشروع، المعروف لاحقًا باسم الممر الاقتصادي IMEC، أحد أبرز مسارات الدمج الاقتصادي بين (إسرائيل) ودول الخليج، وتراه تل أبيب بوابة لتعزيز حضورها التجاري وتقليل اعتمادها على شراكات محدودة في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة.

نقلاً عن موقع متابعات

مقالات ذات صلة