
اليمن يرعب الكيان.. تهديد يتصاعد رغم الحصار و”نتنياهو” يقرّ بالعجز: “نخشى اليمن أكثر من أي جبهة”
تقرير – أحمد قحيم
في لحظة سياسية وعسكرية تختزل تحوّلات الإقليم، خرج المجرم بنيامين نتنياهو بسلسلة تصريحات هي الأكثر ذعراً وارتباكاً منذ بدء عدوانه على غزة ومحور المقاومة.. لم يكتفِ “نتنياهو” بإطلاق تهديدات لفظية معتادة، بل خصّ اليمن بحديثٍ موسّع ومباشر، يكشف بوضوح عمق الفشل الصهيوني في مواجهة تمدد محور المقاومة، وعجزه عن كبح القدرات اليمنية التي تحوّلت إلى هاجس دائم يطارد صناع القرار في “تل أبيب”.
التصريحات التي أطلقها المجرم نتنياهو، وما تلاها من اجتماعات أمنية مكثفة، تفضح حجم الرعب الذي أحدثته عمليات القوات المسلحة اليمنية، خصوصاً في البحر الأحمر، وصولاً إلى عمق كيان العدو، وتهديد وضرب المصالح الأمريكية والبريطانية.. كما تكشف أن الكيان يدرك -ولو على مضض- أن اليمن بات قوة ردع إقليمية تفرض معادلات جديدة، وأن أي محاولة لاستهدافه قد تفجّر المنطقة بأكملها.
في هذا التقرير سنستعرض أبرز اعترافات العدو بحقيقة التهديد اليمني، ومسارات التصعيد التي يناقشها الكيان، والدلالات الاستراتيجية التي تؤكد أن اليمن أصبح قوة ردع لا يمكن تجاوزها.
اعترافات المجرم نتنياهو.. من الفوقية إلى الذعر الوجودي
لم يكن حديث نتنياهو كسابقيه.. فالرجل، الذي حاول طيلة سنوات التقليل من شأن اليمن، تحدث هذه المرة بنبرة لا تخلو من الاعتراف المذعور: “اليمن يشكل جبهة تهديد خطيرة جداً لـ(إسرائيل)، وعلينا ألا نسمح لهذا التهديد بأن يتطور.”
هذا القول وحده يشكل انقلاباً كاملاً في خطاب العدو. فالمؤسسة الصهيونية التي كانت تتحدث سابقاً عن اليمن كـ“إزعاج جانبي”، باتت تعلن أنه تهديد خطير، وتهديد “وجودي” أيضاً وفق بعض التحليلات العبرية.
ولم يتوقف نتنياهو عند هذا الحد، بل قال بوضوح: “الأسلحة يتم تطويرها في اليمن بقدرات ذاتية وباستقلالية كاملة.”
بهذا الاعتراف، أسقط العدو كل رواياته وروايات المرتزقة حول “سفن السلاح” و“الدعم الخارجي”، معلناً أمام العالم أن اليمن يصنع سلاحه بيديه، ويبني قدراته بجهده الذاتي، رغم الحصار والتجويع والحرب.
شعار الصرخة.. عقدة نفسية تضرب عمق الوعي الصهيوني
أخطر ما كشفه المجرم نتنياهو كان قوله: “راية اليمنيين ليست كأي علم… إنها تظهر وجودهم مرتبطاً بتدميرنا”.
لم يكن هذا الكلام انفعالاً عابراً، ولا استعارة لغوية..
إنه اعتراف بأن شعار الصرحة الذي يرفعه الشعب اليمني- “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل…” أصبح عامل رعب نفسي للكيان، لأنه:
-
يعبّر عن موقف إيماني ثابت لا يساوم.
-
يصدر عن شعب مقاتل أثبت قدرته على نقل الشعار إلى معادلات ردع حقيقية.
-
جعل العدو الإسرائيلي يدرك أن اليمن ليس دولة يمكن شراؤها أو تدجينها.
هذا البعد الإيماني والعقائدي هو ما تخشاه “تل أبيب” أكثر من أي صاروخ.
اليمن يغيّر قواعد الاشتباك.. والكيان يعترف بفقدان السيطرة
بحسب اعترافات العدو الصهيوني، فإن اليمن:
-
يطور صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية.
-
يملك ترسانة متنوعة من المسيّرات بعيدة المدى.
-
ينقل خطوط الإنتاج إلى ملاجئ جبلية محصنة في صعدة وحجة وعمران وصنعاء.
-
يضيف طبقات تحصين وصخوراً وإسمنتاً فوق منصات وخطوط تصنيع لمنع أي استهداف جوي.
وسائل إعلام العدو أوضحت أن اليمن بنى شبكة مخابئ استراتيجية يصعب الوصول إليها، وأن كل محاولة لاستهداف هذه البنية ستكون مكلفة وغير مضمونة.
وما قامت به القوات المسلحة اليمنية في معركة إسناد غزة واضح والأرقام بحد ذاتها كافية لإصابة “تل أبيب” بالصدمة، :
– أكثر من 1835 صاروخاً ومسيّرة وزورقاً بحرياً.
– أكثر من 228 سفينة تم استهدافها ضمن الطوق البحري.
– تعطّل كامل لميناء إيلات وخسائر بمليارات الدولارات.
وأمام هكذا أرقام، لم يجد المجرم نتنياهو سوى الاعتراف قائلاً: “ما يعتبره البعض إزعاجاً محدوداً… هو تهديد بالغ الخطورة.”
اجتماعات أمنية عاجلة.. وكيان يبحث عن مخرج
العدو عقد اجتماعاً أمنياً رفيعاً برئاسة المجرم نتنياهو ووزير خارجيته المجرم يسرائيل كاتس، خلص إلى:
-
ضرورة حماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر.
-
إعداد خطط لعمل “حاسم” ضد اليمن.
-
التفكير باستهداف موانئ يمنية أو سفن متجهة إليها.
-
تعزيز الجاهزية العسكرية لأي تطور.
لكن رغم الإيحاء بالقوة، فإن الاجتماعات عكست حيرة استراتيجية:
-
الكيان عاجز عن شن حرب مباشرة.
-
والولايات المتحدة غارقة في الفشل بعد أشهر من نشر المدمرات والبوارج.
-
والمرتزقة غير قادرين على تنفيذ أي مسار يخدم “تل أبيب”.
لذلك، لجأ الصهاينة إلى التصعيد السياسي والاقتصادي.
الرهان الصهيوني-السعودي على خنق الاقتصاد اليمني
تكشف تقارير عبرية وسعودية أن هناك توجهاً جديداً لدى العدو وحلفائه، يقوم على:
-
تضييق الخناق الاقتصادي.
-
منع أي مصدر إيرادات عن صنعاء.
-
محاولة استغلال الوضع المعيشي كسلاح.
-
الضغط لفرض تسويات سياسية تخدم أمن الكيان.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قالت صراحةً إن أي تحرك اقتصادي يخفف أزمة صنعاء سيضاعف الخطر على “إسرائيل”، وإن السعودية لن تقبل باتفاق يفتح باب التمويل أو الدعم لصنعاء.
بهذا، يتضح أن: الحصار الاقتصادي جزء من استراتيجية صهيونية تُنفّذ عبر السعودية والإمارات والمرتزقة.
خطاب العدو يكشف الحقيقة.. اليمن قوة لا يمكن تجاوزها
حين يقول المجرم نتنياهو: “سنفعل كل ما يلزم لإزالة هذا التهديد… ولن أدلي بالمزيد”.
فهذا ليس تهديداً بقدر ما هو اعتراف بالعجز.. فمن لا يملك خطة واضحة، يلجأ للغموض..
فالكيان اليوم يواجه:
-
فشل في غزة.
-
عاجز في لبنان.
-
محاصر في الضفة.
-
مأزوم داخلياً.
-
ومطارد من اليمن في عمق الأراضي التي احتلها، مرواً بالبحر الأحمر والمحيط الهندي وصولاً إلى الأبيض المتوسط.
ولهذا، يحاول الكيان:
-
تخويف الداخل الصهيوني من “الخطر اليمني”.
-
تبرير فشله الإقليمي.
-
صناعة ذرائع لعدوان جديد.
-
جرّ السعودية والإمارات إلى التصعيد.
-
خلط الملفات للهروب من الهزائم.
لكن الحقيقة ثابتة:
اليمن اليوم رقم صعب، وقوة ردع مكتملة العناصر، لا تستطيع “تل أبيب” او غيرها تجاوزها أو تجاهلها أو التطاول عليها دون ثمنٍ باهظ.
اليمن.. مناصرة غزة وتغيير قواعد الإقليم
تتوسع دلالات التهديد اليمني، ليس لكونه عسكرياً فقط، بل لأنه:
-
صاحب موقف ثابت مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
-
جزء محوري وأساسي من محور المقاومة.
-
قوة بحرية وجوية تبني معادلة جديدة في البحر الأحمر وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط.
-
يمتلك هوية إيمانية ومبادئ ثابته ولا يمكن أن يخضع للابتزاز ولا التهديد.
ولهذا، يخشى العدو من اليمن لأنه:
-
يقاتل عن قناعة.
-
يملك إرادة سياسية مستقلة بالكامل.
-
يعمل وفق مشروع تحرري لا يساوم.
-
أسقط الوصاية الأمريكية–السعودية وحرر قراره الوطني.
الكيان يطلق الصراخ.. واليمن يثبّت المعادلات
تصريحات المجرم نتنياهو ليست مجرد تهديدات.. إنها:
-
إعلان صريح عن هزيمة استراتيجية.
-
اعتراف بفشل منظومة الردع الصهيونية.
-
تأكيد أن اليمن انتقل من موقع “الداعم لغزة” إلى فاعل استراتيجي يرسم مستقبل البحر الأحمر والمنطقة.
واليوم، يبدو واضحاً أن اليمن بات جزءاً من معادلة الردع الكبرى في المنطقة، وأن زمن تجاهله انتهى إلى غير رجعة.
نقلاً عن موقع 21 سبتمبر




