من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية ” المحاضرة 13″ 1445هـ

عبدالفتاح حيدرة

في المحاضرة الرمضانية الثالثة عشرة لشهر رمضان 1445 هـ أكد السيد القائد على أن هناك درس مهم وكبير جدا في واقع تحول واقع ابليس الذي خرج من مستوى العبادة إلى عاص متمرد وخبيث النفس ومستمر على العصيان، ونجد ان هناك من البشر أنفسهم من يتبع خطوات الشيطان هذه ، والبعض على المستوى العملي البعض على المستوى الاخلاقي، مع ان الانسان اذا اتجه الاتجاه الايماني فإنه يتجه اتجاها صحيحا، وهذا الاتجاه يبارك الله فيه، ولكن هناك امورا كثيرة تؤثر على الإنسان ومنها الغرق والاستغراق والكبر في النفس وليس إلى الله، وهذه من المخاطر التي تورط فيها الشيطان، فاصيب بداء الكبر ، وأحيانا يكون هناك خلل في النفس فتزداد حالة الخبث، ومنها الرغبات والشهوات و الاطماع المادية لم يتطهر منها او الطموح والشهرة والسمعه الكبيرة، الانسان اذا اتجه بإخلاص مع الله فإنه سبحانه يصنع له الود عند الناس، والحالة الخطيرة على الإنسان هو الخلل الذي على شكل بذرات خبيثه، ومنها الأنانية والاستغراق في النفس، وهذا التحويل الخطير هو عبرة ودرس، وعلى الانسان ان لا يتمحور حول ذاته وان يكون توجهه لله سبحانه وتعالى..

 

لقد كشف الله لنا خطة ابليس، وعمل أكبر ضرر في الانسان، وكانت عقدة الشيطان ان لا يبقيا في تلك الجنة، ومنهج الله هو الصراط المستقيم الذي يوصلنا الفلاح والخير في الدنيا والآخرة، يحاول الشيطان بكل وسيله ان ينفذ للإنسان من اي ثغره ومن أي نقطة ضعف، وقد يؤثر في البعض، من جهة أخرى ينفذ ابليس عن طريق الغضب والانفعال ، ويأتي من جهة أخرى من خلال حب  المناصب والثروة وفتنة الأمر والنهي، يدخل الشيطان فيها ليخالف الانسان اوامر الله او ونواهيه، وقد يدفع البعض ان يتدين بالضلاله وإلى ان يقول على الله بغير علم ، او ان يحل ما حرم الله والعكس، ويتجه بالانسان الفجور والفسق، لذلك ينبغي أن يكون لدى الانسان وعي، وعلية ان يكتشف نقطه ضعفه هو قبل الشيطان، وان يسعى لتزكية نفسه، وإلى الحذر، بالإضافة للاستاذة بالله من الشيطان الرجيم، و حقد الشيطان على الإنسان حقد خبيث جدا، ولا يرضي الشيطان  الا ان يحترق البشر كلهم معهم في نار جهنم، ولو امكنه ذلك لفعل ذلك، ويسعى لهلاك أكثر البشر واغواء أكثرهم، والبشر بأنفسهم حتى لو لم يكن هناك ابليس لوصل الانسان الذي يفقد الخير في نفسه فإنه يصل إلى مرتبة شيطان..

 

الشياطين قسمان من شياطين الانس وشياطين الجن، الشيطان كائن خبيث وسيئ ودنيئ وخسيس  يبغض الانسان ويكرهه وهو عدوه الأول ، وهذا قد يكون حافزا للإنسان أن يستقيم الانسان والانصراف عن طريق الشر وأتباع طريق الخير، وبعد كشف الشيطان خطه سخطه الله وطرده مذموم مدحور و بذل وبخزي وذل وعار المعصية، الله غني عن العباد، والجن والإنس ليسوا الا نقطه في ملكوت الله الواسع، والله سبحانه وتعالى لا يعصاه الخلق أجمعين، ولا تضره سبحانه معصية من عصاه ولا طاعة ما طاعه، فهو الغني الحميد، هذا الطرد الرهيب لابليس يبين كيف سخطه الله، وحالة العناد والإصرار على المعصية حالة خطيرة، وعلى الانسان ان يكون من الاكثرية التي ستملاء جهنم، الشيطان بعد هبوطه بدأ حولته في العداء لادم وحواء والهدف الرئيسي هو إخراجهما من الجنة، وكان يريد أن يلحق بآدم المعاناة، وركز على تلك الشجره، والشيطان يركز على مخالفة الأوامر والنواهي الإلهية، والشيطان يريد أن يستهدف الانسان في وضعه المعنوي وحالته المادية، فسعى لتصوير الأمر والنهي  الإلهي انه ليس في مصلحة الانسان، وهذا خداع، لأن الله ومن منطلق رحمته بنا ان اوامر ونواهية هي لمصلحتانا ورحمة منه سبحانه  بنا..

 

حاول الشيطان ان يلامس رغبة سيدنا آدم وحواء حول الشجرة ، ولهذا اشتغل على هذه النقطه وهذا يبين ان تكتيك الشيطان هو المحاولات المتكررة الدائمة، َفي الاخير حلف لهما وقدم نفسه كناصح، وهنا يكشف الله لنا كيف يقدم الشيطان نفسه وأعوانه للناس، بأنهم ناصحين لهم ، ومن لحظة تذوق آدم وحواء الشجرة حصل إفلاس وخسارة كل شئ، وهذه النتيجة هي النتيجة المرة التي كان الشيطان ان يصلا إليها، وهذا حال الشيطان وأعوانه مع البشر مهما كانت العناوين التي يقدمونها جذابه، وبعدها طلب آدم وحواء الأنابة لله، وهذا ما يتوجب على الإنسان دائما..

مقالات ذات صلة