احجُبوها.. فقط جـرِّبوا وسترَون الفرق

عبدالمنان السنبلي

ماذا لو قامت وزارةُ الاتصالات بحجبِ موقعَي فيسبوك ويوتيوب؟

 

هل سنخسرُ شيئاً؟

 

لن نخسرَ شيئاً طبعاً..!

 

وما الذي سنستفيده أصلاً من وجود مثل هاتَينِ المِنصتَينِ إذَا كان لم يعد بمقدورنا التعبيرُ من خلالهما عن أفكارنا وآرائنا ومواقفنا الوطنية والقومية والأممية؛ بسَببِ سياسةِ القيود والحجب المتواصَلة والمُستمرَّة التي تمارسانه بحقنا؟

 

ما الذي سنستفيده إذَا كانوا لا يريدون لنا أن نكتُبَ أَو ننشُرَ أَو نبُثَّ إلا ما يتناسبُ ويتسقُ مع سياساتهم المعادية لنا ولقضايا أمتنا المصيرية؟!

 

يعني.. إذَا كتبتَ مثلاً عن رموزِك الدينية أَو الوطنية المقاومة والمناهِضة لمشاريع الهيمنة الصهيونية والأمريكية، فأنت محظور..!

 

وإذا تحدثت عن قضايا أمتك المصيرية وحقك في الدفاع عن أرضك ووطنك وأمتك، فأنت أَيْـضاً محظور..!

 

أما إذَا تعرضت للصهيونية أَو أردت تعريتها وكشفَ جرائمها وفظائعها، ليس بحق الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما بحق الإنسانية جمعاء، فأنت في هذه الحالة محظورٌ محظورٌ محظور..!

 

أيَّةُ سياسةٍ إقصائية ومعاديةٍ مقيتةٍ هذه؟!

 

تصدَّقوا أنني، ولطول ما تعرَّض حسابي على (فيسبوك) مثلاً من حظرٍ وقيود، لم أعد قادراً على نشرِ حتى منشورٍ شخصيٍّ واحد، ناهيك عن مقالةٍ سياسيةٍ أَو ثقافيةٍ أَو حتى رياضية..

 

قال أيش..

 

قالوا: “حسابك مقيَّد ومحدودُ المتابعة؛ لانتهاكك خصوصيات مجتمع فيسبوك”..!

 

هات يا مجتمعَ فيسبوك.. هات..!

 

وهكذا هو حالُهم معي منذ أكثرَ من عام..

 

فما الذي يجبرني إذن على البقاءِ في هذا الموقع وهذا المجتمع الإقصائي المستبِد؟!

 

لا أدري بصراحة..!

 

على أية حال،

 

ألا تلاحظون في الآونةِ الأخيرة أن (فيسبوك) قد تحوَّل في طابعِه العام إلى مُجَـرّد منصة فقط لإشهار المناسبات وإعلان الوفيات..؟!

 

وكذلك (يوتيوب) أَيْـضاً..

 

ألا ترون أنه قد تحول إلى منصةٍ: إما للإلهاءِ والإغراء وإهدار وتضييع الوقت؛ وإما لعرض كُـلِّ ما يَبُثُّ سمومَ الفتنة والأحقادِ، ويؤجِّجُ الصراعاتِ، ويزيدُ الفُرقةَ بين طوائف الأُمَّــة وتياراتها المختلفة..

 

أليس هذا هو الواقعَ تماماً؟!

 

وهكذا هم ببساطة يسترزقون منا..!

 

هكذا هم يريدوننا دائماً..!

 

لذلك نحن اليوم أمام خيارَينِ اثنين:

 

إما أن نمنحَهم الحقَّ في أن يحدّدوا لنا مساراتِنا واتّجاهاتِنا وخياراتِنا..

 

وإما أن نجبرَهم نحن على احترامِ حقِّنا في اختيار مساراتنا واتّجاهاتنا وخياراتنا بأنفسنا..

 

ولن نجبرَهم على ذلك طبعاً إلا بحجبِ مثلِ هذه المواقع وحرمانِ شركاتِهم من عشرات الملايين من المشتركِينَ والمتابعين؛ الأمر الذي ستترتَّبُ عليه بطبيعة الحال خسائرُ كبيرةٌ بالنسبة لهم..

 

عندها فقط سيضطرون صاغرين إلى إعادةِ النظرِ في سياساتهم الإقصائية والمستبِدة هذه..

 

وهكذا أَو هكذا سنكون نحن (الكسبانين).

 

جَرِّبوا فقط..

 

وسترون الفرق..

 

 

مقالات ذات صلة