محاضراتُ السيد الحوثي الرمضانية والمراجعاتُ المطلوبة

محمد أمين عزالدين الحميري*

مما أنصحُ به إخواني العلماءَ والمثقفين والمتصدِّرين مشهدَ الدعوة والتوعية من كُـلّ الجماعات الدينية، وَأَيْـضاً عمومَ أبناء المجتمع اليمني، الاستماعُ في ليالي شهر رمضان المبارك، إلى محاضراتِ سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي؛ فهي محاضراتٌ ذاتُ قيمةٍ علميةٍ فكريةٍ وتربوية حضارية، من منطلق الوعي القرآني السديد، وفي ضوء الآياتِ والتوجيهات القرآنية، في مختلف القضايا والمواضيع، الهادفة إلى إصلاح النفوس، وبناء العقول، في جانب إصلاح الفرد والمجتمع والنهوض بالأمّة، في تحمل المسؤوليات التي ينبغي أن تكونَ في مسيرة التغيير من واقعها إلى الأفضل، والتحرُّر من هيمنة الطغاة والمتكبرين في الأرض، وتحقيق التنمية والاستقرار الشمولي.

 

إنه شهرُ الوعي والبصيرة، والمراجعة على كُـلِّ المستويات، ومما ينبغي التوقف عنده، هو المراجعاتُ الفكرية، بالانفتاح الإيجابي على المشروعِ القرآني في اليمن، وعلى قائدِه الحكيمِ العالِمِ العامل، المجاهدِ الشجاع، والحاجة إلى هذا الانفتاح اليوم أكبر من أي وقت مضى، لا سيَّما مع الحقائق التي تتكشَّف، وفي صدارتها تصدُّرُ اليمن اليوم لنصرة الشعب الفلسطيني عسكريًّا وعلى كُـلّ المستويات.

 

ومن الأهميّة أن يمُدَّ الجميعُ يدَه إلى هذا القائد، سواء خارج اليمنِ أَو داخلها من باب أولى، والمسؤولية علينا كشعبٍ يمني أكبرُ في المناصرة والتأييد، والإسهام الفاعل إلى جانبه، فيما يحقّق الخيرَ لبلدنا وأمتنا.

 

على الكثير من أبناء اليمن وكلّ أبناء الأُمَّــة، بكل توجّـهاتهم وانتماءاتهم السياسية والمذهبية، أن يغادروا العقليةَ الجماعاتية والانتماءاتِ الضيِّقة، والخروج إلى عالم الرؤية الثَّاقبة للأمور، عالم الإنصاف والعدل والموضوعية، وتسجيل المواقف المشرِّفة، في خضم الصراع الذي يجري اليوم مع كيان العدوّ الصهيوني المحتلّ، وإدراك أنه صراعٌ بين حَقٍّ وباطل، وقد تميَّز الخبيثُ والطيب، وأن نركَبَ معاً سفينةَ الصادقين المخلصين لأمتهم، متجاوزين كُـلَّ التراكُمات التي صرفتنا عن التقارُبِ والتعاون في وقت سابق، والحقُّ أحقُّ أن يُتبع، والعقلاءُ النبلاء هم من ينتصرون على حظوظِهم النفسية، ويعززون كُـلَّ صوت تنويري نهضوي في إطار الأُمَّــة (والمشروع اليوم في اليمن نعتبرُه مشروعاً جامعاً فاعلاً ومؤثراً)، دون الانشغال في الجزئيات، التي عادةً ما تقفُ عائقاً أمام ما نطمحُ له من وعيٍ رشيدٍ ومواقفَ مشرِّفة.

 

باذلين في ذات الوقت كُـلَّ الجهود في سبيل توحيد الصف واجتماع الكلمة، مستنهضين أمتَنا وبشكل مُستمرّ، إلى توجيه البُوصلة لعدوها الحقيقي بإحياء فريضة الجهاد، بكل معانيه وفي مختلف ميادينه، والعاقبة للمتقين، واللهُ وحدَه الغالبُ على أمره.

 

وفَّقنا اللهُ جميعًا لما فيه الخير والسداد.

* قيادي سلفي

 

 

مقالات ذات صلة