( ولادةُ الكون )…للشاعر الحارث بن الفضل الشميري

الشاعر الحارث بن الفضل الشميري

( ولادةُ الكون )

قصيدة مهداة إلى سيدي وحبيبي محمد بن عبدالله عليه صلاة الله عليه سلام الله في كل لمحةٍ ونَفَسٍ عدد ما أحاط به علم الله .

في ذكرى مولده النبوي ١٤٣٧هـ

هاجرتَ بالنور مِن غارٍ إلى غارِ

ليلاً فهاجرَ مِن دارٍ إلى دارِ

حتى غدا يملأ الدنيا برمتها

تهديه أمصارها حبًا لأمصارِ

يا خير نورٍ لخير المرسلين أتى

من خير أرضٍ عليها خير أنصارِ

ملأتَ قلبي إيمانًا ومعرفةً

بالله تقضى بها في الحُبِّ أوطاري

*****

قصائد الشعر ما عانقتُ أحرفها

إلاَّ وجدتك يا طه بأفكاري

ولا استمعتُ إلى الأوتار تعزفني

إلاَّ وجدتك فيها لحنَ أوتاري

ولا جلستُ إلى قومٍ أسامرهم

(إلاَّ وكنت حديثي بين سُمّاري)

*****

واليوم ميلاد نور النور أُطلقُها

قصائدي تملأ الدنيا بأشعاري

أهديكها باقةً من وحي عاطفةٍ

جيَّاشةٍ بشذا وردي وأزهاري

*****

ولادة الكون كانت يوم مولدكم

فكان يومًا بأسماعٍ وأبصارِ

ولادة عامها للفيل نسبتهُ

وما سواها من الأعوام للفارِ

*****

ولادة الحُبِّ في عينيكَ ينقلها

نحو القلوب تجلي نورك الساري

فأنت يا سرَّ نور الله تبعثها

أشعةً فوق ما في وسع أقماري

فإن أتيتُ أهني عيد مولدكم

فحُبكم يا حبيبي نور أنظاري

*****

ولدتَ.. أشرقَ نور الله في مهجٍ

كانت تدين لأخشابٍ وأحجارِ

ولدتَ.. فرَّ ظلام الظلم منكسرًا

عن كاهل البائع المغبون والشاري

عن الرقاب التي كانت تجاملُ مَن

يمشي على لحمها القاني بمنشارِ

*****

ولدتَ.. دقَّت على أبواب عالمنا الـ

ـمسجون في صمته أجراسُ إنذارِ

ولدتَ بالحُبِّ تلقي عن كواهلنا

عبء الخضوع لكفارٍ وفجَّارِ

****

دانت لإسلامك الدنيا برمَّتها

والنور من فيكَ غطى كُلَّ أقطارِ

نورٌ ينير ممرات القلوبِ على

نورٍ يطلسمُ أسرارًا بأسرارِ

ولا يذوقُ سنا الإقلاب عاشقها

إلاَّ بإدغامِ إخفاءٍ وإظهارِ

*****

وهذه أُمّةُ الإسلام ظامئةٌ

وقد سقاها قرونًا نهرُك الجاري

ولا يزالُ, ولكن غيّرت فمها

وقلبـُـها صار مسكونًا بأغيارِ

باعت بنيها بلا مالٍ لسارقها

واستبدلتهم بدجّالٍ وسمسارِ

تدعو لتغيير ماضيها وحاضرها

ونفسُها لم تغيِّر طبعها الساري

مثلي سئمت جمودًا ظل يلبسني

حينًا ولا زال يغريني بتكراري

غريبةٌ كل أطواري ولي وطنٌ

يشكو يقول غريبٌ حال أطواري

لأننا واحدٌ يا موطني وأنا

فورًا عرفت لماذا ثأركم ثاري

*****

وقد أتيتُكَ يا طه على خجلٍ

مما اقترفتُ بأنيابي وأظفاري

فقلتُ والشعر يلهو بي ويرحلُ عن

شفاه قلبي المعنى دون إشعاري

ما دام ربي عليمٌ بالذي اقترفت

أيدي العبادِ فما جدواه إنكاري

*****

إني ادَّخرتك يا طه لتشفع لي

شفاعةً تعتقُ العاصي من النارِ

فقد حملتُ دنوبًا كالحصى عددًا

وضعفها يا حبيب الله أوزاري

والله لم أقترفها عن معاندةٍ

مع الترصُّد أو عن سبق إصرارِ

غِرٌّ متى عانقتْ عينَيَّ معصيةٌ

فوضتُ شيطانها في فك أزراري

وليس لي ملجأٌ من هول ما كسبتْ

نفسي سوى عفو غفَّارٍ وستَّارِ

وحبكم يا حبيب الله لي أملٌ

به ألوذُ وحُبُّ الخالق الباري

*****

ولن أغادر شُبَّاك الحبيب بلا

شفاعةٍ يومها تُجلي لأكداري

فكيف أنجو؟ ولا منجى سواكَ ولا

محجى ولا ملتجى للجائعِ العاري

ومَن سواك جديرٌ أن يلاذ به

يوم الزحامِ وقد خانتني أعذاري

*****

طه, وطار شعاعٌ من فمي وإذا

قلبي يقيم لطه نصبَ تذكارِ

تركتُ نفسي وجئت اليوم منكسرًا

أدقُّ في نعشِ عشقِ الذاتِ مسماري

مِن بعد ما كنتُ طبلاً للحسان لقد

أوقفتُ طبلي على طه ومزماري

بدايتي إن تكن في الشعر محرقةً

فاختم إلهي بمدح النور مشواري

*****

طه.. الصلاةُ على مَن في الصلاة على

جنابه تاجُ أورادي وأذكاري

طه الذي طار بي في طي فطرته

شعرًا به في البرايا زاد مقداري

وقد كتبتُ وحال الشعر يقبضني

حينًا ويبسط حينًا صدر إعصاري

قصيدةً جاء عصفوري يُقدِّمُها

والعفو هذا الذي في وسع منقاري

******

شعر/ الحارث بن الفضل

مقالات ذات صلة