في ذكرى شهدائنا الأبرار

محمود المغربي

الشهداء هم أعظم وأصدق وأكرم البشر، وهم من جاد وأعطى الروح والدم والجسد وفارق الأهل والمال والولد، وكلّ متع وماديات الدنيا التي نحرص عليها وإلى الأبد، في سبيل الله والوطن وحتى ينعم الآخرين بالحياة والعزة والكرامة والأمن والاستقرار، ويكذب من يقول إن هناك من هو أصدق وأكرم من الشهداء أَو من هو قادر على العطاء كما فعل الشهداء -سلام الله عليهم- فلا ينكر فضلهم إلا جاحد ولا يهمل أُسَرَهم وأولادهم إلا جاهل لا يعلم عظمة ما قدموه من تضحياتٍ وأهميّة ما أقدموا عليه في نصرة دين الله والدفاع عن هذا الوطن وحماية أرواح الناس، وكيف أثمرت دماؤهم نصراً وتمكيناً ووصلت ثمارها إلى فلسطين.

 

فكل عطاء أمام عطاء الشهداء هو قليل وكلّ تضحية أمام تضحيات الشهداء هي ضئيلة، ومهما فعلنا لن نكون قادرين على رد ولو جزء صغير مما نحمل من دين لهم وجميل لا ينسى وتضحية ليس لها إلا الجنة والخلود الأبدي ورضوان من الله ليس بعده سخط، ولولا تضحياتكم الجسيمة وبذلكم لأرواحكم الطاهرة لما كنا ما نحن عليه اليوم من نصر وتمكين، ولما رفع علم الجمهورية اليمنية في المحافل الدولية، ولما هتف الناس في شوارع غزة والضفة المحتلّة وفي بغداد وبرلين: بالروح بالدم نفديك يا يمن.

 

وما نقوم به في مثل هذه المناسبة ما هو إلا تعبير منا عن الامتنان والشكر والعجز عن الوفاء لهم ولأسرهم وأطفالهم، الذين هم أمانة في أعناقنا جميعاً، ويفترض أن نهتم بهم في كُـلّ وقت وحين، وأن يكون لهم الأولوية في كُـلّ شيء لعلنا نستطيع رد ولو جزء يسير لشهدائنا الأبرار -سلام الله عليهم-، وعلى كُـلّ من آوى أَو انتمى إليهم، وعلى كُـلّ بطن طاهرة حملتهم وعلى كُـلّ من تعلَّق بهم وبحضرتهم وكان من أصلابهم.

 

 

مقالات ذات صلة