ذكرى المجزرة الكبرى

عمران نت/ 11 / اكتوبر 2018م

بقلم / سكينة المناري

لم يكونوا ثلةً هُنا أو تجمّع يُعد بأرقام العشرات كانوا آلأفاً داخل هذه الصالة الكبرى ، دورين مبني من الحديد و الأسمنت والرخام ، واسعة الأرجاء متعددة الأبواب فسيحة المداخل والبوابات ، كان الناس منهم من قد جلس على المقاعد المتعددة في الدور العلوي والسفلي وأخذو أغصان القات ليبدؤ بالقيلولة مع رفقائهم ومعاريفهم ، ومنهم من قد وصلوا ومنهم مازالو في الطريق ،ومنهم من في المداخل المكتضة بالناس يحاول الدخول ،

بينما كانوا كذلك ،وبينما كان الآخرون يتصافحون ويستقبلون الزوار ،ومن الخارج يتوافدون، وفي الداخل الضيوف يهللون ويتحادثون ، فإذا حصل أمراً لا أحد يتوقعه ، ومن كان يتوقع ذلك الأمر المهول !! من كان يتوقع أن هؤلاء الناس بأجمعهم سيلقوا حتفهم في لحظات، وأي قانون أو ديانة ستحل للمجرم أن يفعل هذا !لكن آل سعود أحلوا في حربهم على اليمن كل شيء واستباحوا كل شيء

أزّت الطائرة من أعلى وقد رسم الهدف مسبقاً ضغط الطيّار الزرّ على الهدف فسقط الصاروخ على الأبرياء وذلك التجمع الضخم ، جثم السقف في لحظته وتناثرت الأحجار وتطايرت الصخور ،وسحق الزجاج ، وتهاوى الحديد وتكسر الرخام ، قتلى وجرحى يأنون ، والبعض أصاب بجروج لكنه يستطيع الهروب ،نهض هؤلاء الجرحى ومن زالوا أحياء يسرعوا بخطواتهم لينقذو أنفسهم إلى مداخل الخروج وهم يصارعوا النيران والركام والأحجار التي تتلقاهم آملين النجاة ،حتى سقط صاروخاً آخر ألحقهم بمن سبقوهم فأصبحو جثث محروقة وأرواح مقتولة ،

مرّت دقائق معدودة فهرع المسعفين وأسرع الأهالي ،وحث الخطى سكان الحي والمارّة لينقذو من تبقى على قيد الحياة، لكن الصاروخ الآخر كان في طريقه إليهم
فأسرع بالسقوط على المسعفين ومن حمل ينقذ الآخرين على رؤوسهم فأصبحو قتلى وجرحى بمن سبقوهم

،في ذلك اليوم إعتلت السماء سحابة سوداء وتوشحت الأرض وشاحاً أسود، بكى الباكون وصرخ الموجوعون، وتبلدّ المصدومون ،وانحدرت دموع أهالي الضحايا بحرقة على أحبابهم

إلهي!! أهذا مشهد حقيقي أم من أفلام الخيال المرعبة ! أرى الناس تتحرق ، وتلك التهليلات التي كنت أسمعها في الداخل هجعت ، وذلك الفراش الضخم والكراسي وغيره لم يعد له أثر!!
أرى باقي الحطام يتهاوى ،والنار تشتعل وألسنة الدخان تتصاعد ، نسمع إلا صوت الأنين وهلع وخوف ، جثث مفحمة ، وجماجم غير معروفه ، ورؤوس مهشمه ، أكوام لحم محروقة ، أجساد شواها النار ، خليط من الدماء والركام ورائحة الموت تعج بالمكان !! ذلك الجريح يزحف وقد قطعت رجله وذاك مازال يتنفس تحت الأحجار وقد أحرق جسده ، وذاك يرى أباه ميتا ويصرخ أباه أباه!!

تساوت الصالة الكبرى في الأرض لم يكن هدف آل سعود هو المكان ،أو الموقع الجغرافي ،كان الهدف هو حصد أرواح يمنية بأكبر قد ممكن ، توالت التنديدات والإستنكارات ولكن هل توقف المجرمون وارتوو من دماء اليمنيين !! وهل كانت آخر مجزرة

لا بل إرتكبت بعدها عدة مجازر وعدة جرائم ومجزرة الصالة الكبرى أم تلك المجازر ، ومازال المجرم إلى اليوم يقتل ويسفك أمام صمت دولي مريب ، فلا مجتمع دولي ولا أمم متحدة وقفت المجرم عند حده ولا تعويل على ذلك أبدا

فمن يريد أن يثأر لفقيده أو شهيده الذي راح في محرقة الصالة أو مجزرة أخرى عليه أن يذهب إلى الجبهه لينتقم من آل سعود ويجرعهم كأس المنية كما جرعوه ألألم والوجع
وياآل سعود أتظنوا أنكم ناجون من عقاب الله ومن حسابه فالتون ومن جزاءه هاربون !! كلا والله إنما يمهل الله الظالمين والطغاة ليزدادو في طغيانهم يعمهون، ولن تفلتوا من الجزاء والعذاب في الدنيا قبل الآخرة وسيعلم اللذين ظلموا أي منقلب سينقلبون .

#مجزرةالصالةالكبرى

مقالات ذات صلة