أكبر ما يوجد الخلل في واقع المسلمين الارتباطات والولاءات

عمران نت/ 11 / اكتوبر 2018م

من هدي القرآن الكريم

يا مؤمن يا كل المؤمنين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ} حتى الأب وحتى الأخ، الأب الذي هو أقرب الأقارب، والذي معك به ارتباط النسب، في أقوى ارتباط للنسب، أبوك، أبوك وأخوك، ولربما قد يكون الأب والأخ الأعز على الإنسان من حيث رابطة النسب، الأب والأخ لا يجوز لك أن تتخذهم أولياء، أن تتولاهم فيما إذا استحبوا الكفر على الإيمان. حتى الآباء والأخوة وهم على مستوى رابطة النسب أقرب الأقارب. لا يجوز لك أن توالي الكافرين ولا أن توالي من يسير في خط الكفر حتى لو كان أبوك، وحتى لو كان أخوك لا يجوز أبداً، حتى الأب وحتى الأخ، هل بعد هذا من شيء؟.

ما أحوج الكثير من المسلمين أن يراجعوا مواقفهم؛ لأنه ـ كما قلت ـ من أكبر ما يوجد من الخلل في واقع المسلمين عموماً خلل في هذا المجال، الكثير منهم يتساهل ثم يرتبط يرتبط بولاءات وتحت عناوين سياسية وعناوين أخرى، ارتباطات بالكافرين.

هنا حتى على مستوى الأب وعلى مستوى الأخ فما بالك بمن عداهم، وما بالك ببقية الروابط التي تؤثر على الكثير من الناس؛ لأنه فعلاً البعض مثلاً قد لا يتولى الكافرين مباشرة، لكن يتولى من يرتبط بهم ويسير في خطهم، من يسير في خط الكفر، ويصبح الكفر أهم بالنسبة لديه من الإيمان، يُؤَّثر الكفر والكافرين على الإيمان والمؤمنين، فقد قد لا ترتبط أنت بالكافرين مباشرة ولكن قد ترتبط بمن يرتبط بهم، افترض أنه قريب لك، افترض أنه شيخ قبيلتك، افترض أنهم قادة حزبك، افترض أنهم رموز مذهبك، افترض أنهم مؤثرين من وجاهات أو غيرها في منطقتك أو غيرها.

بعض بعض الناس تؤثر عليه ارتباطات معينة، إما ارتباطات نسب، أو ارتباطات مذهب، أو ارتباطات قبيلة، أو أي ارتباطات من الارتباطات الأخرى، هو مرتبط بناس، أولئك الناس الذين يرتبط بهم قد أصبحوا هم في واقعهم مرتبطين بالكافرين ومستحبين للكفر على الإيمان، فهم في خط الكفر، وهو يرتبط بهم، فأنت لا ترتبط بالكافرين بشكل مباشر، وأنت أيضاً لا ترتبط بمن يرتبط بهم.

مثلاً: ربما على مستوى ـ ونضرب مثلاً ـ على مستوى واقعنا اليمني الآن، قليلين من لهم ارتباط مباشر بأمريكا، فهم يلتقون السفير الأمريكي والمسئولين الأمريكيين، وأصبح في خط أمريكا في خط أمريكا متجه نفس الاتجاه، فيما الأمريكيين عليه، في أي سياسات، في أي مواقف، ضد الإسلام والمسلمين، ضد معالم الإسلام، ضد أسس الإسلام، ما كان فيكون، أصبح مع أمريكا مع أمريكا.

قليلين من لهم ارتباط مباشر، يذهبون إلى السفارة الأمريكية، يلتقون بالمسئولين الأمريكيين، البعض يسافر إلى أمريكا، يأخذ دورات في أمريكا، يتأثر بالأمريكيين ويصبح سائراً في طريقهم، ومرتبطاً ارتباطاً تاماً بهم في مواقفهم وخطهم، قليل.. لكن المشكلة الكبيرة هؤلاء عادة ما يكون ورائهم آخرون إما أحزابهم، إما من لهم ارتباط بهم ارتباط وظيفي، أو ارتباط حزبي، أو ارتباط عشائري وقبلي، يعني هو له وجاهة، هو شيخ قبيلة أو هو رئيس حزب، أو هو عالم دين، أو هو أستاذ جامعة، شخصية لها وزنها في المجتمع ولها تأثيرها في المجتمع. وعادة ما يركز الأمريكيون والإسرائيليون على استقطاب الفئات المؤثرة في المجتمع التي من خلالها يتمكنون من التأثير على المجتمع، ومن السيطرة على المجتمع وعلى توجه المجتمع.

فالقرآن يعلمنا يعلمنا الله في كتابه أنه لا نرتبط بالكافرين لا بشكل مباشر ولا نرتبط بمن يستحب الكفر على الإيمان ويسير في خط الكفر حتى ولو كان أبوك أو كان يعني: كان أب أو أخ أو أي ارتباط أو أواصر أو روابط معه لا تتأثر به، لا تؤثر عليك الروابط الأخرى فتوالي من هو مرتبط بالكافرين، من هو في خط الكافرين، هذه المسألة غائبة، هذه المسألة غائبة.

مثلاً: الآن معروف عن أحزاب أنها أصبحت من خلال قادتها تحت السيطرة الأمريكية، مثلما هو حال حزب الإصلاح وبعض الأحزاب اليمنية تخدم السياسة الأمريكية التوجه الأمريكي، قادتها معظمهم على ارتباط مباشر صريح معلن بالأمريكيين بل ويفتخرون بذلك، يفتخر بأنه يلتقي السفير الأمريكي ويحاول أن يكون هذا خبر يعمم في وسائل الإعلام، ويأخذ صور ليحتفظ بها في منزله، صور يعتبرها صور فخرية أنه تصور مع السفير الأمريكي، يعتبرها منشأ فخر واعتزاز.

قادة مثلاً داخل الحكومة داخل الأحزاب من أوساط المجتمع من فئات كثيرة من أوساط المجتمع أصبح لهم ارتباط مباشر بالأمريكيين، وأصبح سائر في خطهم ومستحب لخطهم، فهو متفاعل ومؤيد ومقتنع بالخط الأمريكي، هؤلاء يؤثرون على فئات كثيرة من الشعب، يجعلونها تصمت، يد جنونها. حتى لو كان هناك مثلاً أخطار أو مواقف هي تحرك الناس وتستفزهم، يرى الكثير من أبناء الشعب اليمني يرى أولئك الذين هم بمثابة رموز، رموز حزبية، ورموز دينية، رموز مذهبية، رموز ثقافية، مؤثرين وارتباطات الناس بهم قوية، يراهم البعض صامتين فيصمت، وساكتين فيسكت كمثلهم، وهم صمتوا لأنهم أصبحوا على ارتباط مباشر مع الأمريكي، هو يؤيد موقف الأمريكيين، هو يعلن تأييده لقصف الأمريكيين في اليمن ولقتل الأمريكيين لأناس يمنيين.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(دروس من سورة التوبة – الدرس الثالث)

ألقاها السيد/عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بتاريخ/12/رمضان/1434هـ

اليمن – صعدة.

مقالات ذات صلة