سيصلون الجحيم

نوال عبدالله

ملك المهلكة، وحكام العرب في ضجة الأحداث مكبلين عن فعل أي شيء، وجوههم القبيحة تسيل منها دماء، ملامحهم تثير الاشمئزاز رؤوسهم مثقوبة من كُـلّ ناحية تتوالد منها أفكار التطبيع تكبر أظافرهم؛ لتصبح مخالب تخدش، في جعبتهم سُيوف، وَخناجر مسدسات مخفية يجرون عملية تصفية بشرية تحت شعار نحن ضد كُـلّ من ينطق الحق؛ والحق لا بد أن لا يقال ولا يصل صداه إلى مسامعنا؛ لأَنَّنا ننزعج، أفكارنا تتلوث بالحق وَيهدّد أمننا مع ترامب ونيتن؛ لأَنَّنا بكل صراحة نخاف على مشاعرهم أن تمس بالضرر وَلا نبالي ببيع ضمائرنا في سوق النخاسة والتنازل عن مبادئنا وقيمنا وشرفنا وعرضنا المهم أن ترضا عنا العصا الغليظة أمريكا، سنصلي لهم صلاة الولاء نركع أمامهم ليلًا وَنهارًا بدون كلل أَو ملل؛ لأَنَّهم يستحقون منا ذلك.

 

يتسابق العبيد للكنائس على رأسهم ابن سلمان زاحفاً على ركبتيه طالباً العطف والرضا من ترامب ونيتن وعلى ظهره الهدايا المحملة من ذهب، ألماس، تحف مختلفة وعبارات السخرية من ترامب تنهال عليه قائلاً اربطوا عنق البقرة الضاحكة جانباً، ثم يأتي من بعده السيسي خانعاً ذليلاً على يده أوراق عديدة يهلوس بالطاعة المطلقة سوف أنفذ كُـلّ متطلباتكم وأحافظ على علاقتنا الودية أحرص كُـلّ الحرص ألا أُذي مشاعركم أنا مستعد أن أتنازل عن ما تريدون من أراضٍ مصرية لإرضائكم وإفشاء المحبة بيننا دون أيما تراجع مني في قراراتي فَــإنَّي رهن إشارتكم، هكذا تتبادل الأدوار لتأتي العفافيش من بعدهم يجددون العهد والولاء السمع والطاعة الأبدية، على رأسهم أحمد عفاش فهو رأس العمالة وأدَاة لتنفيذ أوامرهم… إلخ.

 

أمام الأحداث الحاصلة والجرائم المتعددة، والمجازر الجماعية يضمن اليهود والنصارى صمت الحكام، خذلانهم للعرب في كُـلّ مجزرة يتبادلون التهاني المخفية مباركين لهم هذا الإنجاز الكبير، وكلما زاد عدد الضحايا زاد فخرهم وتلذذهم لمشاهدة أكبر عدد ممكن من المجازر المتفرقة، كلما ارتفعت أصوات الضحايا من القصف زادت وحشيتهم لارتكاب المزيد من المجازر.

 

بعد كُـلّ هذا وذاك يجتمعون على طاولة العمالة لتقدم إليهم أصناف من الأشلاء متنوعة صغاراً كباراً، شباباً وشيوخًا، يشربون نخبة نجاحهم في تحصيل أكبر قدر ممكن من الجرم المشؤوم؛ ليس هذا فحسب إذَا لم تشبع وترتوِ أمعاؤهم مما سبق، ينظرون للجرحى ويتلذذون لغرس أنيابهم وسط جراحهم، والعالم أمام هؤلاء المجرمين في صمت مطبق، لا قانون أَو إنسانية تردعهم؟!

 

احصدوا جرائمكم جيِّدًا ولا تستثنون صغيرة أَو كبيرة ولا تتجاهلون بعض التفاصيل، اسرحوا وامرحوا، تفاخروا مصيركم معروف ليس مجهولًا، وعاقبتكم وخيمة في الدنيا والآخرة، وستصلون الجحيم وبئس المصير.

 

 

مقالات ذات صلة