دلالاتُ الحضور المليوني في ذكرى المولد النبوي

د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي

الاحتفال بذكرى المولد النبوي هذا العام علامة فارقة في الزمن اليمني، فقد ذكّرنا بزمن ثورة 21 سبتمبر عندما فوّض الثوار قائد الثورة باتِّخاذ الإجراءات المناسبة لمنع السلطة من التفريط بحقوق الشعب وتحقيق مطالبه المشروعة في التحرّر من الهيمنة الخارجية واستعادة القرار اليمني، واليوم احتشد الملايين في مختلف الساحات وفي كُـلّ المحافظات المحرّرة للاحتفال؛ أولاً حُبًّا في رسول لله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-؛ وثانياً لتفويض قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي لاستكمال أهداف ثورة 21 سبتمبر في إحداث التغيير الجذري الذي سيعمل على محاربة الفساد وإصلاح أوضاع المنظومة الإدارية والقضائية ويخفف من الأعباء على المواطنين.

 

وكما نرى في مختلف أنحاء العالم أن الشعوب هي التي تحسم الأمور في بلدانها من خلال الانتخابات أَو الحضور في الساحات، كما حدث في الكثير من الدول مثل النيجر ومصر وغيرهما.

 

والسيدُ القائد يعلمُ أن الشعبَ صاحب الكلمة الفصل أثناء اتِّخاذ القرارات المفصلية التي تهم حاضر ومستقبل البلاد، ولذلك دعا الناس لحضور الاحتفال بذكرى المولد ودعم قرارات التغيير الجذري، وقد أجابه إلى ذلك الملايين في مختلف الساحات كما رأينا على الواقع، وكل من حضر كان على ثقة أن السيد القائد سوف يَفي بما وعد ولكن بحكمة وروية، خَاصَّة أن البلاد ما زالت في حالة خفض تصعيد والحرب لم تنتهِ بعدُ، والعدوّ ما يزال يتربص باليمن ويعمل على استغلال أي خطأ قد يحدث في أي منعطف، كما رأينا في الأيّام الماضية من تحَرّكات مشبوهة بمبرّرات واهية؛ ولذلك فَــإنَّ العدوّ سَيعمل بكل الوسائل التي يملكها لإعاقة بناء الدولة وإنفاذ التغييرات الجذرية التي سَتحل الكثير من مشاكل المواطنين؛ بهَدفِ ضرب العلاقة بين الشعب والقيادة.

 

ولكن الملايين التي حضرت الاحتفالَ بذكرى المولد الشريف المُحِبَّة لرسول الله والراغبة في العودة إلى نهجه القويم سَتقف إلى جانب القيادة في معركة الإصلاح كما فعلت في المعركة مع العدوان، وسَتقف حائلاً أمام الأعداء في الداخل والخارج؛ لمنعهم من التأثير على مسار التغيير مهما كان الثمن.

 

 

مقالات ذات صلة