الحرب الدعائية وطرق التصدي لها (3-3)

عمران نت – تقارير – 25 صفر 1445هـ

تناولنا في الحلقات السابقة أهم المبادئ والقيم التي من خلال تطبيقها والتحلي بها سنتمكن بدون شك من التصدي للحرب التضليلية الواسعة وفي هذه الحلقة سنتناول أسباب تأثر البعض بالدعايات والشائعات التي تبثها ماكينات العدو الإعلامية وعبر مختلف الوسائل على القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل وشبكات ومواقع الانترنت.

 

أسباب التأثر بالدعايات والشائعات

 

نقص الإيمان الواعي والبصيرة العالية

 

الأساليب الشيطانية للتأثير على الإنسان من الشيطان وأولياء الشيطان كثيرة, أساليب كثيرة, منها الأسلوب الدعائي ومنها وسائل الترغيب ووسائل أيضاً الترهيب, وهذه تؤثر بالدرجة الأولى حتى في واقع المجتمع, كلما ضعف جانب الإيمان كلما نفقت كل هذه  الشرور, تنفق الدعاية, تنفق أساليب الترغيب, تنفق أساليب الترهيب, كلما ضعف الجانب الإيماني عندك, يمكن أن يؤثروا عليك, يؤثروا عليك بدعاية, أو يؤثروا عليك بمال, أو يؤثروا عليك بتعقيد, أو يؤثروا عليك بترغيب, لكن إذا كان مسارك مسار إيماني يتنامى فيه إيمانك, وعيك, علاقتك بالله, استشعار للمسئولية, ما يستطيعوا أبدًا أن يؤثروا عليك بأي شيء أبداً.

 

جانب يمثل حصانة كبيرة للإنسان, إذا كنت في واقعك الإيماني ترتقي, لا تهبط, إذا أنت واقف عند مستوى معين ستتناقص, بايصبح إيمانك مثل البترول, البترول – البنزي – إذا سلطت عليه حرارة الشمس يتبخر, يتبخر حتى ينتهي, أنت إذا كنت واقف في مستوى معين, أحداث كثيرة, تحديات كثيرة, أمور كثيرة ستؤثر عليك, ويتبخر إيمانك, ويتناقص وعيك, وارتباطك, واستشعارك للمسئولية, وما عدى ذلك.

 

لكن نلحظ هذا الدرس الذي له صلة بالجانب الإيماني {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}(آل عمران: الآية173)، قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم، كانت هذه الشائعات لإخافتهم، وإرجاف الناس قد جمعوا لكم أعدوا العدة لحربكم، هم يجهزون الجيوش التي هي معدة للقضاء عليكم، لم تؤثر عليهم تلك الشائعات كما، لم تؤثر غير الشائعات المواجهة الحقيقية, أو المشاهدة الحقيقية لجيوش الأعداء في الأحزاب, فزادهم إيماناً، لم يضعف إيمانهم، لم تؤثر عليهم تلك الشائعات، زادهم إيماناً، تركت تأثيراً إيجابياً بدل من أن تؤثر تأثيراً سلبياً تركت تأثيراً إيجابياً. (السيد عبد الملك\1الدرس الاول مفهوم الجهاد في سبيل الله)

 

الجندي المسلح بالإيمان إذا لم يكن إلى درجة أن تتبخر كل تلك الدعايات, وكل ذلك التضليل – سواء إذا ما وُجِّه إليه, أو وجِّه لمن هم في طريقه، لمن هم ميدان عمله – يستطيع أيضاً أن يجعلها كلها لا شيء؛ لأن هذا هو الواقع، واقع الحق إذا ما وجد من يستطيع أن ينطق به، إذا ما وجد من يفهمه، وفي نفس الوقت يجد آذانا مفتحة واعية فإنه وحده الكفيل بإزهاق الباطل بمختلف أنواعه، ومن أي جهة كان، ومن أي مصدر كان {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً} (الإسراء:81) زهوق بطبيعته إذا ما هاجمه الحق.

 

 

 

ضعف الثقة بالله

 

في جانب ضعف الثقة بالله يلحظ الإنسان تراجعاً في نفسيته وفي واقعه حتى يصل إلى قناعة بأنه لن يستطيع أن يعمل شيء كما يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه) في ملزمة الثقافة القرآنية.

 

((ضعف الثقة بالله تجعلك ترى أن الله لا يستطيع أن يعمل شيئاً أمام أولئك وهم من هم؟ هم أولياء الشيطان الذي قال الله عنه: {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} (النساء: من الآية76) فكلما زاد خبثهم كلما ازدادوا فساداً، أليس يعني ذلك أنهم كلما ازدادوا ولاءً للشيطان؟ كلما ازدادوا ماذا؟ كلما ازدادوا ضعفاً؟. كلما عظمت ولايتهم للشيطان كلما ارتبطوا بضعيف مذموم مدحور طرده الله، وطبعه بهذا الطابع: مذموماً مدحوراً ضعيفاً ذليلاً {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } وبما أن الشائعات والدعايات هي تعتبر أخبث سلاح وأخطر منزلق وقع ويقع فيه ضعاف الإيمان على مر العصور حتى في ظروف كانوا يمتلكون فيها نماذج من القيادة على أعلى وأرقى مستوى كالإمام علي (عليه السلام) وما حدث له مع أصحابه الذين تأثروا بخدعة ابن العاص ولذلك نبه السيد عبد الملك (يحفظه الله) على ذلك بقوله:  ((نلحظ أمام مواجهة الشائعات، أحياناً الشائعات تترك أثراً كبيراً في أوساط الناس، وتهزم الكثير من الناس، وتحطم معنوياتهم، خاصة في ظروف حرجة، أو ظروف يكون الناس فيها قد تعرضوا لضربات كبيرة من العدو، كما حدث في معركة أحد( السيد عبد الملك\1الدرس الاول مفهوم الجهاد في سبيل الله)

 

وذلك عندما أشاعوا بين أوساط المسلمين بأن رسول الله قد قتل فانهارت  معنويات المسلمين و خاصة بعد ما ولو الأدبار هاربين ولكن رسول الله أمر بأن ينادى في الناس بالرجوع إليه وفتح لهم صدره ولم يعنفهم أو يوبخهم .وقد وصف الله ذلك المشهد بقوله {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159)

 

الطرح الثقافي الناقص أو الخاطئ

 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54||– هذه الآية أيضا تعطي الناس منهجا في كيف يجب أن يكون تثقيفهم لأنفسهم، وكيف يجب أن نوجه الآخرين ، وكيف كان يجب أن توجه وسائل الإعلام حتى يكون هناك توفيق، أنك تربي الناس، توجه الناس كيف يكونون محبين لله هذه واحدة؛ ليحبهم، أليست هذه قضية أساسية، ونقطة هامة جدًا؟ لأنه هنا ذكر نوعية ينطلقون في مواجهة بني إسرائيل بديلا عن أولئك المرتدين من داخل المسلمين، من منطلقات أساسية، لا تتأثر بالمصلحة على الإطلاق، لا تتأثر بالإغراءات، لا تتأثر بالتخويف، لا تتأثر بالدعايات، لا تتأثر باللوم، ينطلقون من منطلق حب لله، لا يبحث عن فتاوى [هل قد هذا يلزم أو ما يلزم] حب لله، سواء هو لازم أو لا، المهم أنه شيء يعتبر عملاً صالحاً، ويحبه الله، ومن يحب الله هو يسارع إلى العمل الصالح،

 

التذبذب في الموقف وعدم التسليم المطلق

 

إن من دلائل النفاق هو التذبذب والذي يأتي نتيجة التأثر بدعايات وشائعات العدو فيتولد في النفس الشعور بالميل نحو العدو كما يقول الشهيد القائد(رضوان الله عليه).

 

(المنافقون هم فئة متذبذبة عادة، متذبذبة وفئة لا تهدأ ومن العجيب أنهم يكونون أقرب  إلى العدو، الذي ماذا؟ لو دخل بلدهم لاستباحها كلها، لا يعرف أين بيت المنافق وبيت المؤمن ولأنتهك أعراضهم ونهب أموالهم، هل سيفرقون فيعرفون أين بيت المنافق؟ مع هذا يكون عنده ميل للعدو، هذا شيء سيء جداً، وغريب جداً من النفوس المنافقة، نفوس غريبة جداً، وضعيتها غريبة جداً {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ}(آل عمران: من الآية167)

 

وعلى هذا الأساس أكد السيد عبد الملك بدر الدين على ضرورة أن يتخذ الإنسان قراره في العزم على المضي قدما مهما كانت التحديات بقوله:

 

(يفترض أن يتخذ الإنسان قراره، لا يبقى في حالة تردد، الذين هم خارج هذه المسيرة، والذين  قد دخلوا في هذه المسيرة وأصبحوا محسوبين عليها، لكن ينطلقون بضعف، ليس عندهم التحرك الذي هو في مستوى مسئوليتهم الذي يليق بهم، الذي يدلل على مصداقيتهم مع الله سبحانه وتعالى, المسألة هامة جداً. يفترض أن يتخذ الإنسان قراره، وأن ينطلق بجد وصدق واخلاص مع الله سبحانه وتعالى، لا يبقى متردداً ولا متذبذباً، ولا يتحرك بتثاقل وتباطؤ وتردد على طرف على طرف, لا.).

 

 

 

سرعة التأثر بما يسمع

 

حالة اليقين هي حالة ضرورية لابد أن يسعى الإنسان للوصول إليها ومتى ما وصل إليها فإنه سيصبح ذلك الإنسان الراقي الذي لا يؤثر فيه أي شيء لا دعاية ولا شائعة ولا غيرها

 

(حالة اليقين حالة نفسية هي نتيجة للتصديق بما وصل إليه الإنسان من معرفة وعلم يعني: ما نعرفه ما نعلمه كمعلومات، عندما يترسخ ويتحول إلى يقين، له نتيجة في نفسية الإنسان وفي تأثره وفي تفاعله وفي تفاعله، إذا لم يصل الإنسان إلى درجة التفاعل المتناسب مع ما عرف، مع ما سمع، مع ما علم به كمعلومات وعاها، أو استوعبها, إذا لم يصل إلى مستوى التفاعل المتطابق فهو لم يصل بعد إلى درجة اليقين، مثلاً عندما نعرف هذه المعلومات معلومات نعي أن الله على كل شيء قدير وسمعنا عن ذلك آيات الله تليت على مسامعنا، محاضرات متعددة، وعود الله سبحانه وتعالى بالنصر والتأييد للمجاهدين في سبيله، حالة اليقين هي حالة تثمر ثقة تثمر ثقة،  ثقة بالله سبحانه وتعالى، تشعر في نفسك في نفسك في مشاعرك في توجهك بثقة قوية بالله سبحانه وتعالى، واعتزاز بالله سبحانه وتعالى، واطمئنان إلى ما علمت به، تطمئن إلى هذا، يطمئن قلبك، ويصبح هذا أمراً مقطوعاً به عندك, يحصل نتيجة هذا أثر في نفسك، أثر إيجابي فتنطلق في ميدان الجهاد، في ميدان العمل بكل ثقة, نفسك مليئة بالثقة بالله سبحانه وتعالى، ليس عندك تردد، ليس عندك قلق، ليس عندك اضطراب تجاه وعد الله، عندك اطمئنان كامل وثقة موجودة في نفسك، في مشاعرك، وجزم وقطع بهذا، وبالتالي تتجاوز حالة التردد، حالة القلق، حالة الاضطراب، يترتب على هذا قوة الموقف، قوة الانطلاقة، تصبح انطلاقتك باندفاع كبير وقوي، ليست قائمة على حالة تردد وتذبذب وحالة قلق يبعدك عن الجزم، والقطع بصدق وعد الله سبحانه وتعالى.)

 

التحدث بدون ضوابط

 

{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء83 هذا يدل على أهمية الأخبار، أنه يجب أن تردّ إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، وإذا ما هناك التزام بالطريقة هذه فقد تكون منفذاً للشيطان قد تكون منفذاً لاتِّباع الشيطان، فمن رحمة الله أن يوجه الناس إلى توجيه يبعدهم عن اتِّباع الشيطان.{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}(النساء: من الآية83) وهذا من فضله: أن يوجههم كيف يتعاملون مع الخبر مع الشائعات، سواء من صحيفة أو إذاعة أو تلفزيون أو كيفما كانت.

 

عدم فهم خطورتها

 

أهم سلاح يعتمد عليه الأعداء, يعتمد عليه أهل الضلال, كل فئات الضلال والباطل, اليهود, النصارى, الفرق المضلة الموالية لأعداء الإسلام وتحسب نفسها على الإسلام, مثلما حال الوهابية, مثلما حال من يسمون أنفسهم بالإصلاح, فرق وفئات كثيرة, تعتمد بشكل أساسي في مواجهة الحق على الدعايات, الدعايات المتنوعة, الدعايات الباطلة, الدعايات المشوهة, الدعايات المشككة. يعتمدون اعتماد رئيسي وأساسي على الدعايات لغرض التشويه, ولغرض التشكيك, ولغرض الحرب النفسية وحالة الإرباك, نحن الآن في هذه المسيرة نواجه نواجه بشكل رئيسي بحرب دعائية لا تتوقف أبداً، على مستوى القنوات, على مستوى مواقع على الإنترنت, على مستوى كل الوسائل التي بأيديهم صحف وغيرها, نشاط مكثف لتشويه هذه المسيرة, وخصوصاً مع قلق الأعداء من انتشار وتوسع العمل, فهناك جهد كبير للتشويه في الواقع, ليجعلوا من عملية التشويه المسبقة في كثير من المناطق عائق كبير أمام انتشار هذه المسيرة وتوسعها أكثر, هذا جانب.في نفس مجتمعاتنا هناك استهداف كبير من خلال نشر كثير من الدعايات, سواء حتى من خلال النشاط الاستخباراتي, عناصر تشتغل بشكل مباشر, ليس فقط الاكتفاء مثلاً بقنوات فضائية أو مواقع أو صحف, عناصر, وأشخاص,  تنتشر بين أوساط الناس وحتى بين أوساط المجاهدين, بين أوساط كثير من المجتمعات لنشر دعايات معينة, واستغلال لأي ثغرة, لأي تصرفات يمكن أن تستغل لأنها تصرفات مشوهة, أو فيها خلل يمكن أن تستغل, هذه قضية أساسية.

 

 

 

 

 

الإعجاب بالعدو

 

عندما يقول الله سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ}أليست هذه الآية تعني: أن جانب المؤمنين هم فقط من سيكونون قوامين بالقسط معنى هذا أن يكون موقفك أنت من أعداء الله بأنه لا يمكن مهما كانت دعاياتهم جذابة أنهم يريدون إقامة قسط أبداً أنه لا يمكن أن يقوم القسط على أيديهم، لو أن القسط كان يمكن أن يقوم على أيدي الكافرين لكانت الدنيا الآن كلها قسطا وكلها عدلا، أليست القوة في أيدي الكافرين؟ أليست وسائل الإعلام بأيدي الكافرين؟ والأموال الضخمة والإمكانيات الكبيرة بأيديهم؟ هل هناك قسط؟ أو هناك ظلم؟ ظلم داخل كل الشعوب وفي كل الدنيا . إذاً فليفهم الناس ونفهم جميعاً بأنه فقط فئة واحدة التي يمكن أن تقيم قسط الله امتداداً لأمر الله وشهادة لله.

 

{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} (المائدة من الآية: 2) لا تخشوا من جانبهم بأنهم قد يعملون حملات دعائية مؤثرة، مثلما كان يحصل سابقا عندما يقولون: كيف نأكل ما قتلنا، ولا نأكل ما قتل الله، كانوا يقولون هكذا، عندما كان يقول المسلمون: الميتة حرام لا تؤكل، قالوا: كيف نأكل ما قتلنا ولا نأكل ما قتل الله! من هذا الشيء، ميتة قد حرمها الله، انتهى، {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}(المائدة: من الآية1)، {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ} اعتبروا بأن هذا الدين قائم، قائم، هذا معنى يئسوا، في البداية قد يكون عندهم أمل، ويكونون نشيطين أن يعارضوا، ويعملوا دعايات، ويحاربوه، وأشياء من هذه، لكن عندما واصل المسلمون بقيادة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عمل، عمل حتى أصبح الإسلام قضية مسلَّمة، ومفروغ منها، وانتهى الموضوع، ينسوا أنه ما يزال باستطاعتهم أن يمحوا هذا الدين، أو يعيقوا هذا الدين، أو يؤثروا على أحد، في الأخير يسكتون وييئسون، أعني: يئسوا من أن باستطاعتهم أن يعيقوه، أو يمحوه، لكن سيبقى لديهم دوافع محاربته مثلما قال في آية أخرى: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} (البقرة من الآية: 217).

 

القصور والتقصير لدى الفرد أو الجماعة

 

أيضاً القصور في الوعي ولو كان الإنسان في إطار الأمة المؤمنة المجاهدة في ضمنها في مسيرتها في حركتها يكون في كثير مما يعمل يجني يؤثر سلباً يسيء يفتح ثغرات للأعداء، ونحن في مرحلة يركز الأعداء فيها على استغلال أي ثغرة، الخطورة كل الخطورة هي في التقصير فقط، في التقصير فقط، مع الاهتمام، مع القيام بالمسئولية، مع الاعتصام بالله، مع السير في نهج القرآن الكريم وإحياء الروحية الجهادية كونوا مطمئنّين، كونوا مطمئنّين، سنكون نحن الأقوى في مواجهة أي أخطار وأي تحديات؛ لكن ما يجب أن يخاف منه الجميع هو التقصير. هناك أشياء أساسية جداً يجب الاهتمام بها، الاهتمام بها قوة، الاهتمام بها نجاة، الاهتمام بها سبب لرضا الله سبحانه وتعالى، الاهتمام بها عزة وخير للناس . الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} هذا شيء مهم.  يواجهنا الآن فرصة تاريخية لا نظير لها، لكن ما الذي أثر علينا حتى لم نستفد منها بالشكل المطلوب؟ القصور للأسف, ، والقصور في مجال العمل ورائه القصور في الإيمان وورائه القصور في الارتباط بالله وورائه القصور في الوعي، ما القصور في الواقع العملي إلا دليل واضح على القصور في الجانب الإيماني، القصور في العلاقة مع الله سبحانه وتعالى، القصور في الوعي. فالقصور والتقصير نحن ندفع ثمنه من دمائنا وأرواحنا وعزتنا, وانتصارنا وهو ثمن موجع إذا بدنا ندارك الأمور قبل أن تقع.

 

 

مقالات ذات صلة