خطاب القائد … تحذير للخارج وإنذار للداخل

عمران نت –متابعات – 29محرم 1445هـ

لنستلهم من ثورة الإمام زيد (عليهم السلام) مواجهة طواغيت العصر

 

 

 

تحذير لقوى العدوان وتطمين للداخل اليمني

 

في مستهل خطابه الذي القاه قبل يومين بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي (عليهما السلام) يذكر أهمية المناسبة وأهمية صاحبها ودافع نهضته الثورية ضد الطغيان الاموي مشيراً إلى أن هدف الإمام زيد عليه السلام هو مواجهة الطغيان الأموي انطلاقاً من استشعاره بمسؤوليته الدينية في وجوب التحرك ضد الطغاة الذين عاثوا في الأرض فساداً وإجراماً واستحلوا ما حرم الله وحرفوا مبادئ الإسلام المهمة عن طريق علماء السوء وعباد المال وهذا تحتم على الإمام زيد (عليه السلام) كرجل عرف بمستواه الإيماني العالي وبما تحلى به من الهداية والرشد والوعي والغيرة على أمة جده وهو يرى ملوك بني أمية يعبثون بها ويتخذون دين الله دغلا ويستعبدون الناس وبما يتملكه من مؤهلات قيادية وإيمانية سعى لإنقاذ الامة من هذا الطاغوت وإعادتها إلى المسار الصحيح الذي أنحرف به بني أمية وإكسابها المنعة التي تساعدها على الاحتماء من الطغاة ومن سيطرة المجرمين والطغاة الظالمين..

 

ويستعرض قائد الثورة مظاهر الظلم والطغيان الذي مارسها بني أمية بحق الأمة الإسلامية من انتهاك المقدسات الإسلامية والإساءة لرسول الله واستباحة الكعبة المشرفة والمدينة المنورة والاستهزاء بكتاب الله وتحرف معاني القرآن العظيم وقتل أولياء الله والصالحين من عبادة والاستئثار بالفيء ونهب المال العام، وممارسة التعذيب الوحشي وبكل أنواعه ضد من يخالفهم أو مجرد الشك في نواياه تجاههم وما أشتهروا به من جرائم بشعة وكل هذه الأفعال الإجرامية اكسبت ثورة الإمام زيد (عليه السلام) أهمية كبيرة ومثلت جذوة إسلامية استمرت وتواصلت حتى تم اجتثاث حكم بني امية..

 

ويشيرالسيد القائد إلى نهضة الإمام زيد (عليه السلام) أثراً كبيراً في واقع الأمة وتشكل درس غنيا وهاماً لنا في مواجهة طواغيت العصر وذلك من خلال التحرك الجهادي المسؤول والواعي باعتبار الوعي والبصيرة والتحرك على أساس القرآن الكريم كانت أبرز العناوين في ثورة الإمام زيد بن علي (عليهما السلام).

 

مدرسة الطغيان واحدة

 

ويربط السيد القائد في خطابه بين طواغيت وطواغيت اليوم مستنهضاً همم أبناء الأمة في ضرورة تحمل المسؤولية بوعي وبصيرة في مواجهة الإجرام الأمريكي والصهيوني ومن معهم من المنافقين والعملاء والخونة باعتبار أننا نواجه نفس المظالم بل أشد مما كان يتعرض له اجدادنا على أيدي بني أمية ومن لحقهم من الطواغيت فاليوم الأمريكي واللوبيات الصهيونية والقوى الغربية بشكل عام تمارس نفس الاستهداف للإسلام ولقيمه ومبادئه والعداء الشديد له والإساءة إلى رموزه كالرسول والقرآن إضافة إلى ممارستها العدوانية بحق امتنا منذ الحملات الصليبية وإلى اليوم وهي تقتل وتدمر وتنهب وتحاصر وتمارس أبشع الجرائم بحق أمتنا وأن لا سبيل إلى الخلاص منهم سوى بنهج الثورة الجهاد والتضحية، وهذا هو الأسلوب الأنجح وبغيره لا يمكن أن نتحرر وقد كان لتجربة حزب الله والمقاومة الفلسطينية وأحرار الشعب اليمني في مواجهة طواغيت اليوم تجربة مهمة وناجحة.

 

اللوبي اليهودي ومسخ المجتمعات الغربية

 

مشيراً إلى أن اللوبي اليهود نجح في مسخ المجتمعات الغربية وقادها نحو الضلال، والكفر، والانحطاط، والزيغ، والانحراف، وأوصلوهم إلى ذلك المستوى السيئ جدًّا من الخنوع والخضوع لهم، والتعظيم لهم فوق كل شيء، ويبقى الشيء الوحيد المعظم في أمريكا وفي الغرب: هو اليهود، هم الذين لا يمكن السماح بالإساءة إليهم، أو الانتقاد لهم، حتى نبي اللّٰه عيسى “عَلَيهِ السَّلَامُ”، هم يسمحون بالإساءة إليه في أمريكا والمجتمعات الغربية، بكل أنواع الإساءة، بكل أنواع السخرية.

 

فاللوبي اليهودي يعمل بكل وضوح لتدمير الأخلاق وإشاعة الرذيلة وتدمير المجتمعات وإبادة النسل البشري..((فلديهم برامج، وأنشطة، وأعمال كثيرة، سواءً ما يتحركون به من خلال وسائلهم الإعلامية، من خلال جوانب تثقيفية، وفكرية؛ كتابات، وكتب، ومقالات، ومن خلال- أيضًا- نشاطهم عبر المنظمات، وأصبحت هذه المسألة من ضمن الأولويات لدى المنظمات التي تتحرك بها لاختراق المجتمعات: المحاولة بنشر الفساد، بالترويض للمجتمعات والشعوب بتقبل الفساد، وكسر حاجز الحياء أمام ذلك، والسعي لتضييع القيم، والأخلاق العظيمة، مكارم الأخلاق التي هي ذات قيمة إنسانية لدى المجتمعات البشرية، وهي ضمن الالتزامات الإيمانية والدينية، السعي لتضييعها. وتفكيك المجتمع البشري، عندما أصبحوا يروجون للشذوذ الجنسي

 

استهدافهم المستمر للشعوب بالحروب، بنشر الفتن، بنهب الثروات، بحرمان الشعوب من خيراتها، من ثرواتها، وما ينتج عن ذلك من مظالم كبيرة

 

الغرب يتحدث عن حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وعن الحريات، ويقدِّم مختلف العناوين تلك، ولكن أين هي في الواقع الفلسطيني، تجاه الشعب الفلسطيني؟ أين تلك الحقوق التي تضمنتها مواثيق الأمم المتحدة؟ أين تلك العناوين التي يتغنى بها الغرب؟ وهو يدعم كل أشكال الدعم العدو الصهيوني، ويقف إلى جانبه بكل وضوح؛ لقتل الشعب الفلسطيني، لاغتصاب ممتلكات الشعب الفلسطيني، للسيطرة على أرض فلسطين، يظلم شعبًا بأكمله، ويشرد شعبًا بأكمله)

 

كذلك يتناول السيد القائد ما تعرضت له شعوب امتنا وما يتعرض له شعوب افريقيا ومن ذلك جرائم فرنسا في النيجر ونهبا لثروة ذلك البلد وشعبه يعاني من ويلات الفقر والحرمان….إلخ

 

موقف الأنظمة العربية

 

وينتقد السيد القائد الموقف الرسمي لمعظم البلدان العربية والإسلامية، إزاء ما يتعرض له الإسلام والمقدسات الإسلامية كجريمة إحراق القرآن والإساءة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) تحت حماية وتشجيع الأنظمة الغربية قائلاً أن موقف الأنظمة العربية: ((لم يرقَ أبدًا إلى الحدِّ الأدنى من الموقف المطلوب، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع من يحركهم اليهود. الموقف من اليهود أنفسهم، من العدو الإسرائيلي، من اللوبي اليهودي الصهيوني في العالم، من أمريكا وإسرائيل، يجب أن يكون موقفًا صارمًا، وحاسمًا، وحازمًا، ثم من أتباعهم؛ من يتحرك معهم، من يخضع لهم، سواءً في السويد، أو الدنمارك، أو في أي بلدٍ أوروبي، يتحرك معهم تحت إطار تحركهم العدائي لرسالة اللّٰه، لكتب اللّٰه، لرسل اللّٰه وأنبياء الله، المفترَض أن يكون هناك موقف حاسم.

 

عندما تهرَّب الكثير من الزعماء، تهرَّبت الكثير من الأنظمة في العالم الإسلامي، من أن يتبنوا موقفًا هو في الحد الأدنى: قطع العلاقات الدبلوماسية، والمقاطعة الاقتصادية، هذا يبيِّن ويكشف مدى الخلل الكبير، في مستوى الانتماء للإسلام، والوفاء لهذا الانتماء، والمصداقية في هذا الانتماء، أين الغيرة على الإسلام، أين الحمية للإسلام.

 

مشيراً إلى أن: (( من هو جاهز للتفريط في أقدس المقدسات، سيفرط في أمته، سيفرط في أبناء أمته، سيفرط في الأوطان، والأعراض، والممتلكات)).

 

 

 

الواقع الراهن ومسؤوليتنا

 

 

 

أمام كل هذا الواقع الراهن المليء بالظلم والمآسي يؤكد قائد الثورة إلى: ((يجب أن نعي مسؤوليتنا نحن. هم أولئك الظالمون، هم أولئك الأشرار، هم أولئك المجرمون، بتوجهاتهم وأهدافهم الشيطانية والإجرامية وممارساتهم الظالمة، يريدون أن يحتلوا، أن يسيطروا، أن يستعبدوا، أن يُذِلُّوا شعوب أمتنا، لكن ما هي مسؤوليتنا؟ نحن ندرك أهمية التوجه الجهادي، أهمية الوعي والبصيرة والشعور بالمسؤولية؛ لنتصدى لهذا الظلم، ندرك أن مسؤوليتنا كبيرة، وأن تحركنا هو أمر ضروري على مستوى انتمائنا الإيماني والديني، وعلى مستوى الواقع، يمثل التحرك حلًّا بالنسبة لنا؛ لدفع شرهم عنا والتصدي لظلمهم وطغيانهم.

 

في ظل هذه الظروف الراهنة، على مستوى واقع الأمة، وعلى مستوى واقع شعبنا العزيز، ندرك أهمية هذه الفريضة المقدسة: وهي الجهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، على أساسٍ من الوعي والبصيرة، والتحرك الواعي على مستوى كل المجالات: في المجال السياسي، في المجال الإعلامي، يجب أن يكون تحركنا تحركًا جهاديًا ثوريًا؛ من واقع الإحساس بالمسؤولية)).

 

 

 

تحذير جاد لقوى العدوان.. ورسائل هامة للداخل

 

ولم ينس قائد الثورة ما يعانيه الشعب اليمني في ظل استمرار العدوان والحصار ومحاولة النظام السعودي التهرب من التزاماته واستثمار الوقت المتاح للوساطة والإصرار الأمريكي والبريطاني على مواصلة العدوان وتوريط النظامين السعودي والإماراتي أكثر في المستنقع اليمني كما لم ينس الوضع الداخلي وما تعانيه مؤسسات الدولة لذلك كان الخطاب في هذا الجانب بمثابة العمل على جبهتين الجبهة الأولى التأكيد على الرفض التام للوضع القائم بالنسبة للعدوان الإجرامي ومحاولات قوى العدوان الاستئثار بالثروة اليمنية واقتطاع أجزاء مهمة من اليمن في ظل الحرمان والمعاناة التي يعانيها شعبنا اليمني منذ 9 سنوات والجبهة الثانية اصلاح واقع المؤسسات العامة الذي لم يرق للمستوى المطلوب وبداية وجه السيد القائد تحذيرا للمعتدين :

 

((نحن كشعبٍ يمني؛ في إطار ما نعانيه من جهة تحالف العدوان، من إصرارهم على الاستمرار في الحصار لنا، من إصرارهم على الاستمرار في احتلال أجزاء واسعة من بلدنا، من مساعيهم المستمرة لتفكيك بلدنا، واستقطاع مساحات وأجزاء منه، ونشر الفتن بين أبنائه، نواجه ذلك من منطلق انتمائنا الإيماني، كمسؤولية إيمانية، كمسؤولية دينية في المقدمة، وكضرورة واقعية، ونحن واثقون بنصر اللّٰه “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”. ولذلك أمام هذه المرحلة التي تشهد خفضًا للتصعيد، وإفساحًا للمجال للوساطة العمانية، إلا أننا لسنا في غفلة عن مساعي الأعداء، عن خططهم، عن تحركهم السيئ جدًّا لأهدافهم الشيطانية. ومشكلة السعودي والإماراتي، بالرغم مما قد كلَّفهم عدوانهم على شعبنا، مشكلتهما في الخضوع لأمريكا وبريطانيا.

 

الأمريكي حريص على استمرار الاستهداف لبلدنا، حريص على أنه في الحد الأدنى إذا لم يتمكن من احتلال كل بلدنا، فاستقطاع ما قد احتله منه. طالما بقي السعودي مرتهنًا للأمريكيين، ومتوجهًا ضمن إملاءاتهم، فهذه مشكلة كبيرة عليه؛ لأنه لا يمكن بالنسبة لنا أن نسكت على استمرار هذا الوضع، الذي يعاني فيه شعبنا معاناة كبيرة، أن يتصور السعودي أن بإمكانه أن يأتي ومعه الإماراتي، لتنفيذ أجندة وإملاءات وتوجيهات ومخططات أمريكا وبريطانيا، ضد بلدنا: بالحرب، والدمار، والاحتلال، والحرمان من الثروة الوطنية، والتسبب بمعاناة شعبنا، وتجويعه، وبؤسه، ومعاناته، ومع ما حصل أثناء القصف والاستهداف لهذا البلد من تدمير هائل لمنازل المواطنين، لمصالح أبناء هذا البلد، لمنشآتهم الحيوية، لخدماتهم العامة، مع ما حصل من حرب اقتصادية ظالمة، لإفقار شعبنا وتجويعه إلى أقسى مستوى، لا يمكن أن نسكت عن الاستمرار تجاه ذلك.

 

على السعودي أن يعي هذه الحقيقة، وأن يدرك أن استمراره في تنفيذ الإملاءات الأمريكية والبريطانية ستكون عواقبها الوخيمة عليه؛ لأنه لا يمكن أن يعيش في أمن ورفاهية، وتحريك للاستثمارات في (نيوم) أو في غيرها، واهتمامات وأنشطة اقتصادية، ثم يتسبب باستمرار الحصار والمعاناة والبؤس في واقع شعبنا العزيز، فيتصور أن بإمكانه أن يبقى بلدنا مدمرًا وخرابًا ومحاصرًا، وأن يبقى شعبنا جائعًا ومعانيًا، ويشغله أيضًا بمشاكل داخلية، ويبقى هو هناك نائنٍ بنفسه عن كل التبعات لما قد فعله ويفعله، ولما هو مستمر عليه من سياسات عدائية، وظالمة، وخاطئة، وتدخُّل سافر ومكشوف ومفضوح في كل شؤون شعبنا. هذا لن يحقق له السلام، ولا يمكنه أن ينأى بنفسه عن التبعات والالتزامات نتيجة عدوانه الظالم على بلدنا، ثمان سنوات من التدمير، والقتل، والحصار، والتجويع، والتضييق في كل شيء.

 

نحن لا يمكن أن نسكت عما هو حاصل طويلًا، افسحنا المجال للوساطة بالقدر الكافي، إذا لم يحصل تطورات إيجابية، إذا لم يحصل معالجة لتلك الإجراءات الظالمة بحق شعبنا، إذا لم يُقلع السعودي عن سياساته العدائية، وعن إصراره في الاستمرار على النهج العدائي ضد شعبنا، والاستمرار في حالة العدوان، والحصار، والظلم، والمؤامرات، والاحتلال، فإن موقفنا سيكون موقفًا حازمًا وصارمًا، ونحن -بحمد الله- لسنا غافلين خلال هذه المدة، نحن نسعى إلى تطوير قدراتنا العسكرية بكل ما نستطيع، من أجل هدفنا المقدس في التصدي للأعداء، في دفع الظلم عن شعبنا، في السعي لتحقيق الأهداف المقدسة لتحرير وإنقاذ بلدنا، ولأن يحصل شعبنا على حقه في الحرية والاستقلال التام.

 

أنا في هذا المقام أوجه التحذير الجاد إليهم، وأقول لهم: لا يمكن أن نسكت ولن نسكت، تجاه الاستمرار في حرمان شعبنا من ثروته الوطنية، تجاه الاستمرار في الاحتلال لبلدنا، تجاه الاستمرار في حالة العدوان والحصار، وإذا كنتم تريدون السلام فطريق السلام واضحة، وليس هناك من جانبنا أي شروط تعجيزية.))

 

 

 

أما على مستوى الداخل اليمني فقد أشار السيد القائد إلى أننا قادمون على مرحلة تغيير جذريا في واقع مؤسسات الدولة مع الإشارة إلى أن اليمن ما يزال في واقع حرب وأن الأولوية هو للتصدي للعدوان: ((. الحالة التي نحن فيها لا زالت حالة حرب، حالة عدوان، حالة حصار، نحن لا زلنا نعاني من العدوان، والحصار، والاستهداف، وجزء كبير من بلدنا هو في حالة احتلال. أولوياتنا واضحة، ويجب أن نبقى كل اهتمامنا بالدرجة الأولى متجهًا إلى التصدي للأعداء، وإلى الوصول إلى تحقيق سلامٍ عادل بكل ما تعنيه الكلمة، لا نفرط فيه لا باستقلالنا، ولا ببلدنا، ولا بديننا، ولا بكرامتنا، ولا بحقوق شعبنا المشروعة، ومنها الإعمار، وتعويض الأضرار.

 

فيما يتعلق بالجانب الرسمي نأمل- إن شاء اللّٰه- أن نعمل على إحداث تغييرات جذرية، نحن نُخضِع الواقع الرسمي الآن للتقييم، وتشخيص الإشكالات، ولديه الآن الكثير من الخطط والبرامج والأنشطة، ومن الواضح أن واقعه يتطلب الإجراء لتغييرات جذرية، ولكن نحن الآن في حال التمهيد لذلك)).

 

 

 

 

مقالات ذات صلة