صنعاء ترصد «توسّعاً» بحرياً أمريكياً: حاضرون للمعركة «الأطول»

عمران نت – متابعات – 27 محرم 1445هـ

رصدت القوات البحرية التابعة لصنعاء، في خلال الأيام الماضية، مرور عدد من القطع البحرية الأميركية في المياه الدولية في البحر الأحمر. وبحسب مصادر مطّلعة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن «عشرات القطع البحرية الأميركية عبرت من الممرّ الدولي المقابل لسواحل اليمن الغربية، قادمةً من قناة السويس، في طريقها نحو الخليج العربي». وكشفت المصادر أن «قوات خفر السواحل التابعة لصنعاء نشرت زوارق بحرية على بعد ميلَين بحريَين من الممرّ الملاحي الدولي، وذلك لرصد أيّ اختراق أميركي للمياه الإقليمية اليمنية»، مضيفةً أن «زوارق بحرية قامت بتنفيذ دوريات مكثّفة» على امتداد مناطق سيطرة حركة «أنصار الله»، التي تسيطر على 18 جزيرة في البحر الأحمر، «لرصد أيّ تحركات معادية». وفي أوّل تعليق رسمي من صنعاء على تلك التطورات، أكد قائد قوات الدفاع الساحلي، اللواء الركن محمد القادري، أن قواته «تراقب القوة الأميركية منذ دخولها إلى قناة السويس»، مؤكداً «جاهزيتها للردّ والردع لدى أيّ اقتراب من مياه اليمن الإقليمية». ووصف القادري، في تصريح نقله موقع الجيش اليمني الأربعاء، «التواجد العسكري للقوات الأميركية والصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب» بأنه «استفزازي»، محذراً من أن «لدى البحرية اليمنية من القدرات والمفاجآت ما يردع العدو»، ومشيراً إلى «(أننا) عملنا خلال الهدنة وخفض التصعيد على بناء وتطوير قدراتنا بشكل غير مسبوق».

 

وفي الاتجاه نفسه، أعلن وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، خلال ترؤّسه اجتماعاً أول من أمس لقادة القوات البحرية، أن «اليمن يعمل جاهداً على امتلاك قوة بحرية ضاربة تكون أشد عزماً وأقوى تأثيراً وبوسائل وأساليب تضمن فرض السيادة البحرية على المياه الإقليمية اليمنية الكاملة»، موجّهاً بـ«برفع الجاهزية القتالية والعسكرية للقوات البحرية والدفاع الساحلي إلى مستويات تمكّنها من تنفيذ أيّ مهام عسكرية توجبها مقتضيات معركة حماية السيادة البحرية للجمهورية اليمنية». وحذّر من أن «أيّاً كانت تبريرات القوى الغربية، فإن ذلك لا يعطيها الحق في التدخل في السيادة اليمنية أو فرض نفوذها على مياهنا الإقليمية». وكانت صنعاء استبقت التحرّك الأميركي بالتحذير، على لسان نائب وزير خارجيتها حسين العزي، من أنه «في حال اقتراب القوات الأميركية من المياه الإقليمية، فستبدأ المعركة الأطول والأكثر كلفة»، والتنبيه إلى أن «التواجد العسكري الأميركي في البحر الأحمر وباب المندب يتهدّد الملاحة الدولية، وينذر بانفجار الصراع في أهمّ المضائق الملاحية العالمية».

 

 

 

القوات الأميركية عزّزت تواجدها خصوصاً في جزيرة ميون الاستراتيجية

 

من جهته، أفاد مصدر مطّلع في صنعاء، «الأخبار»، بأن «القوات الأميركية عزّزت تواجدها وخصوصاً في جزيرة ميون الاستراتيجية»، موضحاً أن «هذا التواجد كان بدأ منتصف العام الجاري، وتمّ تعزيزه أخيراً بفرقاطة عسكرية وعشرات العناصر». ووفقاً للمصدر، فإن قوات أميركية تقوم بنشر دوريات من حين إلى آخر في الممرّ الملاحي الدولي في البحر الأحمر وباب المندب، وإن هناك قطعاً بحرية أميركية تنتقل من فترة إلى أخرى من ميون إلى القاعدة التابعة للبحرية الأميركية في جيبوتي. وتكمن أهمية ميون (المسمّاة بريم أيضاً) في كونها تشرف على الممرّ الذي تسعى واشنطن إلى التحكّم به، وهي وقعت تحت سيطرة الإمارات منذ عام 2016، حيث عمدت أبو ظبي إلى تهجير أكثر من 200 أسرة من سكانها خلال السنوات الماضية، إلّا أن الوجود الإماراتي هناك بات رمزياً الآن. إذ وفقاً لأكثر من مصدر، فقد تسلّم الأميركيون الجزيرة منتصف العام الجاري، فيما تمّ نقل ما تبقّى من عناصر تابعة لأبو ظبي إلى مدينة المخا الساحلية، على رغم أن الإمارات كانت أنشأت، العام قبل الفائت، مدرجاً لطيران عسكري في ميون، واستحدثت عدداً من العنابر الخاصة بالجند، واستغلّت المرفأ الواقع جنوب غربي الجزيرة التي أغلقتها بشكل كامل وحوّلتها إلى منطقة عسكرية. والجدير ذكره، هنا، أن التواجد الأميركي الأكبر يتركّز في جزيرة حنيش الكبرى، حيث أقامت واشنطن مركز تتبّع للسفن، وغرفة عمليات بحرية، ولا تزال تغلق مرتفعات واسعة من الجزيرة، موكلةً مهمة خفر السواحل إلى قوات مشتركة موالية للإمارات والسعودية.

 

وبالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة نشر ثلاثة آلاف جندي أميركي بمعية سفينتَي إنزال برمائي وهجوم في البحر الأحمر الذي يطلّ اليمن على أجزاء واسعة منه، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، علي القحوم، في سلسلة تغريدات على «تويتر»، أن «صنعاء تراقب عن كثب التدفّق المستمر للقوات الأميركية، وإعادة التموضع في مناطق العند وخور عميرة في لحج، إضافة إلى جزيرة ميون، ومحافظات حضرموت وسقطرى والمهرة على الساحل الشرقي». وحذر القحوم من ما اعتبره «عملاً شيطانياً يستهدف اليمن والمنطقة برمّتها»، معتبراً أن «التدخل الأميركي الأخير يستهدف السيطرة على باب المندب»، مؤكّداً أن «صنعاء لن تقف مكتوفة الأيادي أمام المؤامرة التي تحاك ضدّ اليمن والمنطقة».

 

 

 

الاخبار اللبنانية: رشيد الحداد

 

 

مقالات ذات صلة