إنما عِشنا كِرامًا من عطاء الكُرماء

صفوة الله الأهدل

ها نحن مقبلون على ذكرى عظيمة، بعظمة تضحية أصحابها، ذكرى مُقدّسة، بقدّسية دماء أصحابها، ذكرى يعجز اللسان عن التحدث عنها، ويصمت القلم حائرًا ماذا يكتب عنها، وتستسلم الحروف مهابةً وإجلالاً أمامها، ويسكت الشعراء والأدباء والكُتَّاب تأدبًا وتعظيمًا لهم عاجزين عن التعبير عنها، ويقف العلماء والخطباء خجلًا واحتراماً أمام تضحياتهم.

 

ليست هذه الذكرى العظيمة والمُقدّسة كأية ذكرى عابرة، وإنما هي ذكرى تحمل كُـلّ أنواع الفداء والتضحية والاستبسال في مواجهة الأعداء، ذكرى تجلى في أصحابها كُـلّ معاني الصدق والوفاء والثبات على الحق، ذكرى تحمل في طيات صفحاتها أسمى عطايا الجود والكرم “إيثار بالنفس والمال” إيثار لا يضاهيه إيثار؛ لأَنَّه ليس هنالك إيثار أعظم منه.

 

لولا هؤلاء الشهداء العظماء، لدُنّست المُقدّسات، واستبيحت المحرمات، ولسفكت الدماء، وانتهكت الأعراض، وفسدت الأرض، وهلك الحرث والنسل، ولكانت عصابات داعش تجوب عرض البلاد وطولها بمجنزرات ومدرعات وعربات أمريكية وبريطانية، لا يقف في وجههم أحد، ولأنشئت سجون سرية في كُـلّ الشوارع والطرقات تديرها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، كما في جنوب اليمن وسجن أبو غريب في العراق وغيرها من السجون السرية، ولظهرت أسواق النخاسة تباع فيها النساء كجواري والأطفال كعبيد، ولنُهبت وسُرقت كُـلّ ثروات البلاد لهم، ولخدمة مصالحهم ومصالح أسيادهم الصهاينة والأمريكان دون أن يمنعهم أحد.

 

 

مقالات ذات صلة